الاثنين، 27 أبريل 2015

مبارك .. من يضحك أخيرًا سيضحك دائمًا

  






ما مصدر الفعل " طار " ؟ .
يقولون : طيران .

كذبوا ، المصدر هو طيار ، وأنا الطيار ، طرتُ بمعني سموتُ وعليتُ وأرتفعتُ وأرتقيتُ ، لا بذلك المعني السوقي البشع ، " فلان طار " يعني أصبح في وحشة العراء وقبضة الخلاء  ،  أنا مقيم يا أولاد الأفاعي ولن أطير أبدًا .

صباح أمس السبت الرابع من ابريل من عام يبدو طويلًا وثقيلًا يقولون إنه العام 2015 جاءتني الهليكوبتر لتنقلني  إلى أكاديمية الشرطة، حيث مقر إعادة محاكمتي  أمام محكمة جنايات القاهرة فى القضية المتعلقة باتهامهى وولديّ السيدين علاء وجمال  بارتكاب جريمة الاستيلاء على أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.

عجبًا لك يا زمن ، أنا أحاكم ، أنا متهم ، لن أدافع عن نفسي ، فأنا الطيار فوق الجميع وفوق السحاب ولن يلحقني من غباركم شيء ، أنا لامع ناصع وقد أمرتُ روحي بالأ تشيخ أبدًا، كل هذه السخافات من محاكمات واتهامات لا تهز شعرة من شعر رأسي ، لكن هناك سخافات لا أغفرها، أصارحكم بأنني لا أحب الهليوكوبتر ، ضئيلة ومزعجة ، ليس بها براح طارتي الرئاسية ، وليست بها خطورة الإف 16 ، كأنني مريض يصعدون بي إلي الهليكوبتر الوضيعة ، ما علينا ، من يضحك أخيرًا سيضحك دائمًا ،سأظل أضحك حتي النهايات البعيدة القصية ، سأضحك من عيال التحرير وأوهامهم ، هؤلاء البلهاء يظنونني شخص ، رجل ، آدمي ، لا يعرفون لتعاستهم أنني روح الأبد تسري في عروق هذا البلد كما يسرى الدسم في الحليب ، صعدوا بي إلي الهليكوبتر ، صوت محركاتها كطنين الذباب ، ما علينا ، النيل أسفل مني ، إنه نيلي أنا ، نظيف ومتسع ، موجاته ناعمة لينة ، شوارعي وسياراتي وأشجاري وناسي ، كلهم أسفل مني ، أراهم ولن ألوح لهم ، لا يستحقون هذا الشرف ، من هؤلاء الذين لا يغضبهم صعودي إلي الهليكوبتر ، لقد غسل عيال التحرير أدمغتهم وطمسوا بصائرهم بدعاياتهم الكذوب ، أنا الطيار  لص قصور ؟ هل كانت لكم قصور قبلي ، هل كنتم أنتم شيئًا مذكورًا قبلي ؟ .


لا أسعي وراء إجابتكم ، من أنتم حتي أشغل بكم فكري؟.
هبطوا بي من الهليكوبتر في فناء أكاديمية الشرطة ، التعساء لم تهز الأرض أقدامهم وهم يؤدون لي التحية العسكرية ، يتعاملون معي كانيي مواطن متهم في قضية سرقة ، لا موسيقي ولا نفير أبواق ولا عرق يلمع فوق جباههم وهم يرونني بشخصي أمر أمامهم .


حسنٌ ، وقسمًا بالقاذفات التي كنت أمتطي ظهرها سأجلس مرتاحًا في تكييف قاعة محاكمتكم ثم لن أكف عن الضحك ، سأضحك حتي تسقط الدموع من أعينكم أيها التعساء ، سأضحك منكم حتي تتفجر الدماء من أنوفكم وأفواهكم ، أنا روح الأبد وسره المكنون ،أنا الطيار وأنتم جميعُا أسفل مني .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة التحرير يوم 5 أبريل 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق