الأحد، 10 يناير 1999

هلك سعد وسعيد



                         

هل مر على العرب زمن مثل زماننا هذا؟
أشك كثيرًا في أي إجابة تحمل رائحة "نعم" تأملوا معي خريطة هذا الوطن "الغارق في النزيف" ليبيا والعراق والسودان تحت الحصار، الصومال تحت "الجوع، فلسطين تحت الاحتلال، سوريا لا تعرف من تواجه إسرائيل أم تركيا؟، لبنان نصفه محتل، الأردن كان الله في عونه، دول الخليج ذهبت سكرة النفط وجاءت مرارة الواقع، مصر نحن أدرى بالمواجع لأننا نكابدها.

وسط كل هذا الخراب العمومي تنبت أسئلة لا يعلم إجاباتها إلا علام الغيوب خذ عندك هذا السؤال. من قادنا إلي هذه الهاوية؟ الإجابة جاهزة هي "الفقر"!!، ولكن أين هذا هو الفقر؟ ومحمد هشام خواجكية المستشار الاقتصادي للأمين العام لمنظمات الخليج للاستشارات الصناعية يؤكد في تصريحات نشرتها كافة صحف الخليج أن خسائر العرب في عام 1998 بلغت مائة وعشرة مليار دولار، لاحظ أن هذه خسائر عام واحد فقط.

وأضاف السيد خواجكية أن حرب الكويت تكلفت 400 مليار دولار دفعها العرب للأمريكان وأعوانهم ويؤكد خواجكية أن ديون العرب ستصل إلى 210 في المائة من حجم صادراتهم، إضافة إلى أن تراجع أسعار البترول أدى إلى انخفاض دخول الدول المنتجة له بنسب تتراوح بين 35 في المائة و60 فى المائة.

أين هو إذن هذا الفقر المزعوم؟، لقد قرأتم معي عدداً من المليارات لا يحصى تم تبديدها كلهاهكذا لوجه الشيطان بعضها أنفق لمواجهة "العدو" العراقي وبعضها أنفق على أمزجة الذين في غفلة من الزمان تولوا أمر العرب.
وبعد فإن الطوفان قادم لا ينجو منه أحد وإن كانت الحكاية العربية القديمة تقول انج سعد فقد هلك سعيد، فالحكاية العربية المعاصرة تقول افرح يا شارون فقد هلك سعد وسعيد.
ـــــــــــــــــــــــــــ

    الجيل ــ 10 يناير 1999