الأحد، 22 مايو 2005

أنا والمقدس بشاي لن نبايع الرئيس مبارك

في ميدان "الإسماعيلية" سابقًا، "أنور السادات" حاليًا، "التحرير" مستقبلاً (بحكم أن التحرير لم يبدأ بعد) زرع السيد الدكتور نبيل لوقا بباوي (كاتب دائم بالأهرام) لافتة حديدية (ربما خوفًا من أن يقتلعها أولاد الحلال) كتب فيها ما يلي: "70 مليون مصري، مسلمين ومسيحيين يقولون نعم لمهندس الوحدة الوطنية الرئيس مبارك، مجموعة شركات بباوي، د. نبيل لوقا بباوي".
انتهت لافتة الدكتور نبيل الذي ذكرني حرصه على الإعلان عن شركاته بنكتة اليهودي البخيل الذي كان يعمل في إصلاح الساعات والذي عندما مات ابنه نعاه قائلاً كوهين ينعي ابنه ويصلح ساعات.
طبعًا الدكتور نبيل له مطلق الحرية في تأييد الرئيس مبارك ولكن حريته مشروطة بعدم الاعتداء على حقوق الآخرين، فلو أنه كتب أنا أؤيد الرئيس لوضعت في فمي (جوز حمام وسكت) باعتبار أن ( جوز الحمام أرخص كثيراً من جوز أي جزمة إن شا الله تكون من باتا)  ولو أنه كتب أنا الدكتور نبيل (بالمناسبة هو دكتور في إيه؟) والسيدة حرمي نؤيد الرئيس مبارك ما كان لنا أو لغيرنا حق الاعتراض، أما أن يصادر أبو الدكاترة حق فريق لا يستهان به من الشعب المصري ويتحدث بلسانه فهذا ليس من حقه لا أقصد أنه صادر حق "كفاية" و"الإخوان" و"الناصريين" وباقي الفصائل المعارضة لمبارك، فهؤلاء يمتلكون وسائل يستطيعون من خلالها شرح موقفهم وإنما أقصد أنه صادر حقي أنا شخصياً ومع المقدس "بشاي" ، ولو سألتني من هو المقدس "بشاي" سأقول لك حتماً هناك مواطن مسيحي اسمه "بشاي" يعارض الرئيس مبارك وعلى من يكذبني إثبات عدم وجود مواطن مسيحي معارض اسمه "بشاي".

وعلى ما سبق فأنا أدعو السيد الدكتور اللواء الكاتب الأهرامي نبيل لوقا بباوي لأن يعدل الرقم الوارد في لافتته ويجعله 70 مليون مصري إلا نفرين يؤيديون الرئيس مبارك، وهذا التعديل سيضمن للدكتور الحسنيين معًا "الإعجاب الرئاسي" زائد استمرار نشر مقالاته في الأهرام، فإن لم يمتثل الدكتور لمطلبي المتواضع فهو بإذن الله وأقسم بمقام "سيدنا الحسين" وستنا العدراء سيدخل النار من أوسع أبوابها عقاباً له على مصادرة حقى وحق المقدس "بشاي" في معارضة الرئيس مبارك.
__________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 22 مايو 2005

الثلاثاء، 17 مايو 2005

الأسد والثعلب




يحكى أنه فى سالف العصر والأوان كان الأسد رابضًا كعادته أمام عرينه يسامر أنثاه فجأة وقف ثعلب حقير أمام عرين الأسد وراح يكيل له الشتائم فى شجاعة قل نظيرها بين باقى رعية جلالة ملك الغابة.

أبدت السيدة زوج الأسد اندهاشًا عظيمًا مختلطًا بالغضب والحسرة وهى ترى زوجها ملك ملوك الغابة ساكنًا ذليلاً لا يجرؤ حتى على رد الشتائم على الثعلب الحقير. تكرر هذا الموقف مرات عدة وفى كل مرة كانت زوج الأسد تحرضه على الانتقام لشرفه.

وفى كل مرة كان الأسد يهرب من المواجهة زاعمًا أن جلال قدره يمنعه من الهبوط لمستوى الصراع مع ثعلب حقير. وفي أحد الأيام كان الثعلب قد مل توجيه السباب للأسد الصامت الساكن الذليل فأطلق قذائف شتائمه لتسقط على رأس السيدة زوج الأسد التى لم تستمع لنصائح زوجها بالتزام الهدوء وضبط النفس وتفويت الفرصة على الثعلب الذى يريد جر الغابة إلى معركة هى ليست مستعدة لها.

قررت السيدة زوج الأسد الانطلاق خلف الثعلب لتلقنه درسًا فى أصول معاملة جلالة الملك وجلالة الملكة.. الثعلب ولأنه ماكر خفيف الحركة رشيقا ظل يجرى ويجرى وزوج الأسد تلاحقه إلى أن وجد ماسورة ضيقة نفذ عبرها، حاولت زوج الأسد ولوج الماسورة ولكنها انحشرت بداخلها فاستدار الثعلب وجاء من خلفها وقام باغتصابها.. مرت الساعات بطيئة على زوج الأسد وهى تعانى من ذل الاغتصاب وأخيراً تمكنت من مغادرة الماسورة وعادت إلى زوجها وزعمت أنها لم تلحق بالثعلب وأنها ستتربص به ولن يفلت بأى حال من دائرة انتقامها.

صباح اليوم التالى وقف الثعلب أمام العرين وعاد مجدداً لإطلاق شتائمه وعندما طالب الأسد زوجته بالانتقام من الثعلب قالت دعك منه إنه ثعلب حقير حقير لحظتها ضحك الأسد فى سخرية وقال للزوجة: إذن لقد دخلت الماسورة.

لا أدرى ما الذى ذكرنى بهذه القصة هل هى برطعة ساسة إسرائيل فى موريتانيا أم الضغوط التى مارستها أمريكا على الأنظمة العربية لكى تقاطع أول قمة عربية لاتينية أم أشياء أخرى جعلتنا جميعاً محشورين فى الماسورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة صوت الشعب - 17 مايو 2005