الأحد، 22 ديسمبر 2002

وصية مريد البرغوثي


افتح عينيك جيدًا وحدق في أي خريطة لواقعنا العربي سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو جغرافية أو حتى "مستقبلية" وحاذر أن تقع في "عسل" التهوين أو تعلق رجلك في فخاخ "التهويل" ماذا سترى؟
الواقع المعاش يؤكد أنك لن ترى سوى مشهد قاتم قابض يفوق أفظع الكوابيس فزعًا.
ولهذا المشهد تجليات لو تأملتها لوليت منها فرارًا ولملئت منها رعبًا.
1ــ وزير خارجية قطر يوقع اتفاقية "عسكرية" مع رامسفيلد وزير "الحرب" الأمريكي مدة الاتفاقية عشرون عامًا!!
2ــ رئيس لجنة التفتيش عن سلاح العراق يلزم قيادة بغداد إرسال كشف يحتوى على أسماء كل العلماء العاملين في حقل التسليح العراقي للأمم المتحدة وذلك تمهيدا لاستجواب هؤلاء العلماء في مكان آمن خارج العراق.
3ــ في مؤتمر "المعارضة" العراقية الذي بدأت فعالياته في لندن السبت 14/12/2002 أعلن الشريف علي بن الحسين أن هذا المؤتمر هو جهاد في سبيل الله.
4ــ طهران تحتضن مؤتمرًا للمصالحة بين معارضين عراقيين وتناقش معهم "عراق ما بعد صدام".
5ــ وزير خارجية "الحكومة الإسلامية في تركيا" يعلن استعداد بلاده لفتح قواعدها لاستقبال طائرات الأمريكان متى حانت ساعة تدمير العراق.
6ــ الكويت ترفض الاعتذار العراقي والجامعة العربية تتحفظ عليه.
7ــ مناورات أمريكية في الكويت وقطر ورفع جهوزية قواعد الأمريكان في السعودية والإمارات والبحرين وعمان.
8ــ أكثر من 60 ألف جندي أمريكي تساندهم أكثر من مائتي طائرة يتمركزون في الخليج العربي في انتظار إشارة البدء لتدمير العراق.
أليس هذا هو المشهد الذي ينغص علينا حياتنا صباح مساء؟
إنه هو ودع عنك تفصيلة هنا أو هناك.
والآن ونحن أمام هذه الهجمة التي لن تبقى ولن تذر ماذا نحن فاعلون؟
هل نملك إجبار حكامنا على تحريك الجيوش والتصدي للأمريكان؟
هل بأيدينا نحن الشعب أسلحة نتصدى بها لطائراتهم ودباباتهم وصواريخهم ومدمراتهم؟
هل نتحول جميعًا إلى أمة من الاستشهاديين وننفجر جميعًا في وجه قواتهم البرية، ولو فعلنا كيف سنوقف طائراتهم وصواريخهم؟ هل باستطاعتنا إقناع أي قوة دولية بأن تتحالف معنا ونكون معًا جبهة لمواجهة الأمريكان؟
أعتذر بداية عن صراحتي إذ قلت إن الإجابة عن كل هذه الأسئلة وما يشبهها هو النفي القاطع المانع الجامع الشامل.
لن أعتذر عن وقاحتي إذ قلت إننا نحن الشعوب "الآن تحديدًا" لسنا أكثر من خراف تساق للذبح ولا تملك من أمرها إلا مأمأة هنا أو "برطعة" هناك ولأن المشهد بالقتامة التي نراها فلم يعد بأيدينا سوى الوصية التي قدمها لأمته الشاعر العربي الفلسطيني مريد البرغوثي.
فقبل عشرة أعوام من يومنا هذا وتحديدًا في اليوم العاشر من شهر أكتوبر عام 1992 استخار مريد ربه وكتب وصيته لأمته في قصيدة راجيًا منها أن تستمع لمخلص ولو مرة.
يقول مريد في وصيته التي اختار "الملجأ" عنوانًا لها:
"خذ الطائر الأزرق الريش
خذ كل أعيادنا القافزات إلى زركشات القرى
خذ متاحف أسلافك الغامضين
خذ العش والقش "خذ قلبي الهش
خذ رعشة الارتباك إذا ما التقى عاشقان"
إذن هذه سبعة أشياء يوصى مريد أمته بأن تأخذها، تبدأ بالطائر الأزرق الريش وتنتهي بتلك الرعشة التي تظلل لقاءات العشاق.
وهي كلها أشياء "مادية" بالإمكان إمساكها باليد حتى تلك اللقطات التي تبدو لأول وهلة معنوية تستعصى علي المادية بإمعان النظر إليها سنلمح تجلياتها المادية واضحة أتم الوضوح وأعنى تلك الخاصة برعشة الارتباك إذا ما التقى عاشقان أهناك ملموس محسوس أكثرمن تلك الرعشة.

ثم يكمل مريد وصيته فيقول:
"خذ الصبية القافزين إلى بركة النضج
خذ خجل البنت من إصبعيها
يفكان أول زر أمام العريس الفضولي
خذ زهرة الجلنار
خذ المرأة المستعدة للقفز
في ماء شهواتها الهائجات
وخذ ثنية الركبتين
إذا حاولت مهرة أن تطير
وخذ حلوة جننتنا بذيل الحصان"
وكأن مريدا في هذا المقطع من وصيته يصرخ في أمته: لن أكلفكم من أمركم عسرا، فليس هناك ما هو أيسر وأسهل وأحلى من الاحتفاظ بهذه الأشياء الستة وهل ينسى أحدنا منظر حلوة صنعت من شعرها ذيل حصان تتعلق به القلوب؟
ثم يكمل مريد
"خذ الجامعات بأولادها والبنات
وأشجارها الضاحكات
خذ المكتبات التي
رتبت حيرة الروح في حبرنا البشرى اللحوح
خذ الفلسفات التي
هذبت كوكب الأرض
خذ لهفة الطفل إذا تفتح الأم
سجن القميص
وتفرج عن جنة الثدي والرضعة المشتهاة
وخذ دهشة الكهل من علم أحفاده
خذ غبار الطباشير والدرس واللوح
والولد الأسود الحاجبين
وحيرته بين صرخة فخذيه والامتحان"
مازال مريد مصرًا على مادية الصور وذلك لكي لا يقول قائل إن الموصى يوصي بأشياء لا نعرفها.. ثم يختم الناصح الموصي الأمين وصيته بقوله خذ الشعر والرسم.
خذ كل ما سوف تخشى عليه من الموت
"خذ بذرة القمح خذ نطفة النخل
والعلم الشاهق اللون
خذ بهجة العدل والعقل"
ماذا سنصنع بكل هذا الذي أوصانا الشاعر بأخذه؟
يجيب مريد
"خذها جميعاً إلى مخبأ
ثم حصن حراستها جيداً
وأحمها قدر ما تستطيع من الوقت
عامًا فعاملين، جيلاً فجيلين، دهرًا فدهرين"
لما كل هذه الحراسات؟
يجيب مريد
"حتى يمر "مشاة التجار"
ويجتازنا موكب الأمريكان"
انتهت الوصية ولم يبق لأحد حجة، الأمريكان قادمون لتدمير كل شيء ونحن كما نرى من الضعف والهوان ولكن بإمكاننا إن أردنا ألا نموت الموت النهائي، أن نمهد لحياة قادمة بأن نأخذ كل ما هو حميم وحقيقي ودال علينا إلى مخبأ يقيمه كل منا داخل أعمق أعماق روحه لكي ينجو من قصف طائرات الأمريكان.
اللهم إن مريد البرغوثي قد نصح أمته وبلغ اللهم فاشهد.
___________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 22 ديسمبر 2002
 

الثلاثاء، 21 مايو 2002

دريم.. الحكمة بأثر رجعي

مساء الأربعاء 14 من مايو الجاري كانت دريم تبث أحد برامج "فضائية هالة سرحان" وذلك باعتبار أن هالة في حد ذاتها فضائية حرة مستقلة ذات سيادة وعلم ونشيد، ونسأل الله القدير رب العرش العظيم ألا تستعين هي الأخري بقنوات المارينز لكي تكتمل لها أركان وأسباب "السيادة" حسب الوصفة العربية. كان البرنامج هو برنامج "الهوا هوانا" بدأته هالة بمقدمة "مسروقة" بلطافة من جمل نزار قباني، مقدمة "تكتظ" بجمل من نوعية "أنه يشبه المطر الشتوي، وهسهسة القرط، والعيون الفاطمية، إنه يربك الجو بحضوره الغائب وبغيابه الحاضر" وهكذا طالت المقدمة حد الملل، أوصاف عظيمة تتبعها صفات أعظم، ونحن المكتوب علينا مشاهدة السيدة هالة جلوس ننتظر هذا الضيف.. الذي يستحق مقدمة استغرقت حوالي خمس دقائق. وأخيرًا ظهر الضيف فكان الفنان فؤاد المهندس. نعم فؤاد يستحق التحية، ولكنهم سامحهم الله أجدادنا قالوا "كتر السلام يقل المعرفة"، ثم إن المقدمة لم تكن محكمة بالدرجة التي تجعل صعود المهندس إلي مسرح البرنامج مفاجأة تستحق الدهشة والتصفيق، فلأنها – أي المقدمة – مفتعلة و"مسروقة" فقد تسرب من بين كلماتها أن الضيف سيكون فؤاد المهندس ولا أحد غيره.
إذن ما فائدة كل هذا الكلام؟
ما علينا، صعد فؤاد إلي المسرح وأحسن الجمهور استقباله، ثم ظهرت على الشاشة لقطات متتابعة لفؤاد مع شويكار وصباح وسعاد حسني "يا أخي ستات زمان كانوا حلوين بشكل"، ما علينا، مرة أخرى بدأت هالة الأسئلة وكان من ضمنها سؤال "للأستاذ"عن الخروج على النص فقال الأستاذ: "الخروج على النص مصيبة ومرفوض تماماً". حقيقة لم أهتم بسماع باقي الإجابة، إذ قطع عليَّ "زوربا" الملعون الطريق، كان زوربا في الرائعة التي جاد بها علينا أديب اليونان العظيم كازنتزاكس جالسًا مع صديقه المثقف يتحدثان حديثًا مرسلاً، وفجأة قال زوربا قولته الخالدة: "أنا لا أكره أحداً مقدار كرهي لهذا الذي إذا تساقطت أسنانه من الفم قال: من العار أن تعضوا أيها الرفاق".
سحقًا لك يا زوربا يا أيها اليوناني "الفاجومي" الصريح، لقد كشفت الأستاذ فؤاد الذي في شبابه خرج علي النص كثيرًا وطويلاً وها هو الآن يقول: "من العار أن تعضوا أيها الرفاق". فاكر يا أستاذ فؤاد مسرحية "سك على بناتك" عندما كنت "تحسس وتعك وتعتذر" أليس هذا خروجًا على النص أم ماذا؟ غالبًا هو ماذا.
________________
الصدى - 21 مايو 2002
 

الثلاثاء، 7 مايو 2002

الشريط الدائري الملعون

                                           


وقعت الواقعة وانطلقت صواريخ وطائرات ودبابات العدوين الأمريكي والإنجليزي تدك عراقنا المسلم العربي المظلوم، ساعتها شعرت أن كل فضائيات العرب "العاربة" و"العارية" و"المستعربة" و"المستغربة" قد ارتسمت علي شفاهها بسمة فرح طاغية ولسان حالها يقول: "فكة من مكة" أو "كانت في السماء ووجدناها على  الأرض". نعم جاءت الحرب لتنقذ فضائيات العرب "البائدة" من بئر الثرثرة التي غرقت فيها، لتسبح فضائياتنا السعيدة في بحور من الدم قل أن يجود الزمان بمثلها، وعليه فقد سارعت كل الفضائيات فيما عدا "المنار" ووضعت أسفل شاشاتها شريطًا دائريًا يحمل أحداث أخبار الدم العراقي المسلم العربي المظلوم المراق بأيدي "الروم" ومن ساندهم من بني "يشجب ويستنكر ويعرب"، أي محايد – لستُ محايدًا بالمرة – سيقول إن الشريط الدوار خدمة إعلامية جليلة تجعل المشاهد علي معرفة وثيقة ومتصلة بأحدث الأخبار، ولأني ولله الحمد لست محايدًا فقد رأيت أن هذا الشريط ما هو إلا حلقة من مسلسل "ضحك الفضائيات علي ذقون مشاهديها" وذلك للأسباب الآتية:
( أ ) الأخبار "الدوارة" معادة ومكررة، وما تقرأه صباحًا هو ذاته ما تقرأه ليلاً.
(ب) لا تدرى وقتًا لأى خبر من الأخبار "الدوارة" فأنت تقرأ: "أن انفجارًا قد هز الموصل" تحاول معرفة وقت هذا الانفجار فتفشل، بعد يوم كامل تقرأ الخبر بعينه فلا تدري أهو انفجار البارحة أم انفجار جديد.
(ت) تدليس الصياغة، فكل شيعي عند قناة الجزيرة مثلاً هو إما "مرجع" أو "سيد" أو "آية الله" وهذا كذب مفضوح يكشف عن سوء نية متعمد أو عن جهل نعوذ بالله منه.
(ث) رائحة الفتنة، قرأتُ وأنت أيضًا قرأت معي هذا الخبر "الدوار"! "مليون شيعي يحجون إلي كربلاء". هل لاحظت كلمة "يحجون"؟ هل زكمت أنفك رائحة الفتنة الخبيثة التي تحاول أكثر من فضائية نشره بين المسلمين وكأن المشرحة ينقصها مزيداً من القتلى؟. لا شك عندي في أن كل الفضائيات تعلم علم اليقين أن جميع المسلمين يحجون لمكان واحد وحيد وهو بيت الله الحرام "الكعبة المشرفة" فلماذا تعمدوا وضع كلمة "يحجون" مكان كلمة "يزورون" أو "يرتحلون" أو "يذهبون"؟!
إنها الفتنة ولا شيء غيرها، فالمسلم "السني" البسيط إذا قرأ كلمة "يحجون" في وصف زيارة الشيعة لقبر سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه، لا شك سيقول في سره: "شوفوا الشيعة ولاد الـ (.....) سابوا مكة وراحوا يحجوا في كربلاء.
(ج) تحول الشريط "الدائرى أو الدوار" إلى موضة شاركت فيها كل الفضائيات ما عدا "المنار"  وهذه "الموضة" مقبولة بشكل أو بآخر من قناة مثل الجزيرة لها مراسلون في جميع أنحاء العالم، ولكنها ليست مقبولة من القناة "السابعة" المصرية التي تبث من المنيا وليس لديها مراسل في "ملوي" أو "القوصية". أصرخ ما دخل القنوات المصرية من الأولى إلى العاشرة في حرب تحتاج تغطيتها إلي "شطارة" الجزيرة وإلى "أموال" أبو ظبي؟
(ح) بقي هذا السبب وهو خاص بي – من حقي أن أشكو – إذا ما نسيت أقرأها تناسيت الحرب وجلست أتناول عشائي ممنيًا نفسي بساعة من الراحة مع أغنية لفيروز مثلاً، طلع عليَّ الشريط الدوار مسممًا عشائي ومعكرًا صفاء أغنيتي ليعلن لي سقوط قتيل عراقي في معركة نشبت بين عراقيين لاقتسام زجاجة ماء أو حفنة دقيق. 
________________
الصدى - 7 مايو 2002

الثلاثاء، 16 أبريل 2002

عن الفضائيات سألونى




الجزيرة....  المُلعب يلعب
في أفراحنا الشعبية التي تقام في وسط الشارع أو فوق أسطح المنازل، ترى بنت من الحاضرات أن الفرح "بارد" فتتطوع بـ "تسخينة"، تتقدم بهدوء إلي إحدى البنات وتأخذ منها "شالاً" أو "إيشاربًا" وتلفه حول وسطها و"هات يا رقص" حتماً "يسخن" الفرح، وتتألق أصوات شباب يبهرهم "الخصر" المتراقص فيهتفون في صوت واحد "العب يا مُلعب وسط البنت بيلعب".
"قناة الجزيرة في قطر" تذكرني دائمًا بهذا المُلعب الذي يلعب، القناة كما هو معروف قطرية الأب والأم ومع ذلك تقول إنها "في" قطر وليس "من" قطر، والفرق بين الأمرين كبير وشاسع، هذا أولاً، أما ثانيًا فالقناة تُبث "من" أو "فى" تأخذ دائمًا موقفًا "حياديًا" عجيبًا وغريبًا – لماذا لا أقول مريبًا؟ - فالدولة أو "القبيلة" التي تنفق علي القناة شاركت وتشارك وستشارك في تأييد أي عدوان على الأمة سواء وقع هذا العدوان على بغداد أو دمشق أو طهران أو بيروت أو القاهرة أو حتى الدوحة، ومع ذلك فالقناة ملتزمة بحيادها الخارق للعادة فلا هي مع هؤلاء ولا هي مع أولئك. إنها أخلاق "الملعب" تلك البنت التي ليست من أهل العريس ولا من أهل العروس ومع ذلك تتبرع "بتسخين" الليلة. يخرج عليك مذيع أو مذيعة الجزيرة قائلة: "والآن ننتقل على الهواء مباشرة إلى قاعدة السيلية حيث يعقد العميد "بروكس" مؤتمره الصحفي".
تسمع أنت هذه الجملة فتظن أن قاعدة السيلية هذه في البحر الكاريبي وليست في "تاني شارع وراء استديو القناة".
يقولون إن الـ "بي. بي. سي" تتبع هذا "الحياد الخارق" ويقولون أيضًا إن الجزيرة تقتدي بها، ولكن أقول إنه ليس حيادًا بأي شكل من الأشكال ولكنها "أخلاقيات الملعب".
زين.. كل هذا الرقص ؟
زين قناة لبنانية في بداية بثها كانت تقدم برامجًا تشبه أكل أمثالي من الفقراء، أشياء ملفقة لا تعرف لها رأسًا من قدمين "حاجة تملأ البطن وخلاص"، الحقيقة لم أكن أطيق مشاهدتها لأكثر من دقيقة، ثم فجأة اختفى مذيعوها ( كانوا شوية عيال روشين وحبة بنات زي القمر .. قاعدين على أرض الاستديو. وهات يا كلام فارغ)  وحل محلهم أغاني ذوات البطون العارية ، من شاكيرا إلى مادونا ومن نوال الزغبي إلى نانسي عجرم، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى طلعت علينا "الفاو" و"أم قصر" و"البصرة" و"الناصرية" بصمودهن الأسطوري في وجه العدو الأنجلو أمريكي. استجابت "زين" لهذا الصمود فطلبت من مشاهديها الاتصال بها وإبلاغها بما يريدون مشاهدته من أغاني المقاومة والجهاد. وسبحان الله استجاب المشاهدون لنداء قناتهم، وكم سعدت وأنا أشاهد مارسيل خليفة وهو يغني: "أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً فبكت دمعتين ووردة" وعاد دمي صافيًا نظيفًا وأنا أشاهده يغني "منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي في كفي قبضة زيتون وعلي كتفي نعشي وأنا أمشي وأنا أمشي".
شاهدت مارسيل وفيروز والشيخ إمام وسحر طه وجوليا بطرس ووديع الصافي ومحمد منير وعلى الحجار وأصالة وذكرى وكل من له أغنية مقاومة، ذكرتني القناة مجددًا بالأغاني الصادقة التي تعيش وتدفع للأمام.
واصلت القناة بث الأغاني المقاومة حتي ليل الأربعاء 9/4/2003 ليل إعلان سقوط بغداد تحت الاغتصاب الأنجلو أمريكي، في هذه الليلة تحديدًا ويا سبحان الله تغير مزاج المشاهدين فبدلاً من أن يطلبوا أغاني مارسيل خليفة إذ بهم وفي هذه الليلة تحديدًا يطلبون وبإلحاح شديد أغنية نانسي عجرم التي تمايلت وهي "تفح": "أخاصمك آه، أصالحك لا".
واضح الآن أنه لم تكن ثمة اتصالات وأن القناة تعتنق مبدأ "معاهم معاهم، عليهم عليهم" هناك من يقاوم إذن نقاوم، هناك مستسلمون إذن نستسلم ولا مبدأ و لا شعار ولا يحزنون. لو كان للعدوان علي العراق من منفعة لقلت إنها في حجب "صرر الفيديو كليب" عنا وإن كان للهزيمة من أضرار غير تلك المعروفة لقلت إنها في إطلاق البطون العارية  وغيرها لكي تقضي علي البقية الباقية منا.
العربية.. الذكري تنفع المؤمنين فقط
قناة العربية أحدث وجه انضم إلي كوكبة فضائياتنا العربية، تتميز بخطابها الهادئ غير "الحيادي" ولله الحمد، غطت القناة العدوان علي العراق بطريقة فيها "لؤم" مصري واضح. مثلاً أذاعت القناة فيلماً عن اغتصاب الأمريكان لفيتنام، إنها نفس المشاهد التي نكتوي بها الآن، الجندي الأمريكي الشهم الإنسان "الجدع" يمسك بيديه الرقيقتين طفلاً فيتناميًا مسكينًا و"يليفه" بالصابون والماء الساخن.. "إيه الهنا دا كله". واستمر الفيلم يستعرض "الدمار الإنساني" الذي أحدثه "السادة المحررين" كل هذا مع تعليق ذكي يقول تلميحًا لا تصريحًا: "امنعوا الأمريكان من تغسيل أطفال العراق". القناة ذكرت بما مضي ولكن كما نعلم الذكري تنفع المؤمنين فقط، ونحن في حكاية الإيمان زي ما أنت شايف!
دريم سرحان.. يا ديمقراطية يا.. يا رز علي مهلبية يا..
كتب شاعرنا الكبير د. نصار عبدالله في جريدة "الجيل" طيب الله ثراها مقالاً عن الدكتور عبدالعظيم رمضان بحث فيه عن إجابة لسؤال عويص يقول: "هل الدكتور رمضان مفرد أم مثني أم جمع؟". طبعًا فشل في العثور على إجابة مقنعة، حاولت بدورى أن أحدد هل الدكتورة هالة سرحان مفرد أم مثني أم جمع ولكن كأستاذي فشلت "بالمناسبة هي الدكتورة هالة دكتورة في إيه بالظبط؟" ما علينا الدكتورة هالة تقدم علي دريم عدة برامج وخذ عندك "هالة شو"، "الحقيقة"، "الهوا هوانا".. وهو الأمر الذي دفع أحد الأصدقاء لأن يقول إن "هالة قناة طلع لها دريم". ما علينا مرة أخرى، لكن ما هو الأمر  الذي يسوغ لها استضافة "السيد يس" لتناقش معه أمرًا من تلك الأمور "المجعلصة"؟. وبعده بدقائق تستضيف "هيفاء وهبي" لتبحث معها آخر المستجدات في عالم تجميل المناخير والشفايف، بذمتكم حد يقدر يعمل كدا غير الدكتورة هالة.
وعندما بدأ العدوان على العراق استضافت الدكتورة في أحد برامجها السادة "فاروق قدومي وسلامة أحمد سلامة واللواء محمود خلف" كانوا جميعًا يتحدثون عن العدوان ومخاطره بينما كانت هي "تنشال وتنحط" دفاعًا عن الديمقراطية! عبثًا حاول ضيوفها إفهامها أنهم مع الديمقراطية وفي نفس الوقت ضد العدوان الأنجلو أمريكي ولكن على مين، الست أخذتها "جلالة الديمقراطية" وبالروح بالدم نفديك يا ديمقراطية.
الآن وبعد انتصار الديمقراطيين الأمريكان لعل الدكتورة تكون مبسوطة بعد أن عمت الديمقراطية أرجاء العراق وهي الآن في طريقها لسوريا.
وختامًا أهدى للدكتورة هالة هذه الأغنية "يا ديمقراطية يا.. يا رز على مهلبية أو ملوخية أو طعمية يا"!!
المنار.. أهمية أن تكون رجلاً
إن كان لأحد الحق في الوقوف ضد العراق حكومة وعقيدة بل وشعبًا فهذا الحق مكفول "للشيعة" ولكن شهيدًا حيًا مثل سيد المقاومة السيد حسن نصر الله لا يسعي وراء أحقاد أو ضغائن إنه يسعى من أجل نصر حاسم يحققه المسلمون والعرب، هذا الرجل الشهيد الحي ألقى بظله الأخضر على قناة المنار الناطقة باسم "حزب الله" فأخذت كالعادة موقفًا يليق بها وبتاريخ وجهاد "حزب الله" أرسلت أكثر من مراسل إلي جبهات القتال في العراق بل وأقامت مكتبًا لها هناك وجاءت تغطيتها معطرة بدم الجهاد الشريف.
لم تسكت القناة لحظة لم تطبل للفاتحين الأمريكان كما أنها لم تخلط الأوراق بين المقاومين للنظام والهاربين الفارين من الميدان.
المنار تضرب مثلاً في أهمية أن يكون الرجل رجلاً والمرأة امرأة، أما هؤلاء "الجنس الثالث" فهم ملعونون في الدنيا والآخرة.
_________________
الصدى - 16 أبريل 2002

الأربعاء، 10 أبريل 2002

فرنسا وإيطاليا تقاطعان الأطعمة الأمريكية دفاعًا عن "الجبنة والمكرونة" أفلا نقاطع نحن دفاعًا عن حياتنا؟

                                   
(1)
فاشلون، كسالى، عاقون، مدمنو بانجو، عدميون، مغتصبون، متعطلون و.... بالجملة نحن "صفر كبير".
 
هذه أوصاف شباب مصر كنانة الله عند معظم أهل السينما والمسرح والتليفزيون والصحافة.
 
أما البنات فقد رأين صورتهن عند أهل السينما وكيف قالت إحدى المخرجات فى أحدث أفلامها إنهن "مضروبات" تفض بكارة الواحدة منهن ثم ترقعها ثم تعود لفضها ثم ترقعها حتى أصبحن في رأيها مدمنات دعارة.
 
حتمًا رأى الشباب كل هذا وما هو أكثر.. وأجلوا الرد حتي جاء قتل المجرم شارون لإخوانهم في فلسطين فانتفضوا.. وعمت مظاهراتهم أرجاء مصر حتى الجامعة الأمريكية تظاهر طلابها وطالباتها وأحرقوا علمىّ العدو الأمريكي والعدو الصهيوني، ثم وقف بينهم خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى وسلم على رسولنا الأكرم ثم طالب إخوانه بالصبر والجهاد، وبعدها تقدم "هادي خشبة" لاعب الكرة بالنادي الأهلي فأقام الصلاة على أرواح المجاهدين، ثم تناول الجميع طعام الإفطار إذ أنهم كانوا صائمين.
 
هذا ردكم يا أبناء كنانة الله فعندما تدعون للصبر والجهاد من قلب الجامعة الأمريكية ثم تصومون وتستغفرون وتحمدون وتصلون فكونوا على ثقة أن شباب أمة الإسلام جميعاً سيقتدى بكم فأنتم وكما قال الصادق المعصوم "في رباط إلى يوم القيامة" وبعدما قمتم به وما ستقومون به في قادم الأيام لا تلتفتوا إلى عجوز خرف يسفه أحلامكم ولا إلى حاقدة مريضة القلب تشوه صوركم.
(2)
قد يقول واحد منا لصاحبه وما جدوى التظاهر؟
 
بل قد يحادث الواحد منا نفسه بذات السؤال.
 
فاعلموا حماكم الله لأمكم أرض الكنانة ولأمتكم الصابرة وبيض الله وجوهكم يوم تسود وجوه .
 
إن هذا الصوت هو صوت إبليس اللعين الملعون، يأتي للواحد منا فيجعله يحتقر ويستصغر أحسن أعماله حتى ييأس من روح الله فيكون من الكافرين، فلو كان التظاهر أمرًا تافهًا ما جعلنا إبليس نتساءل عن جدواه مثله مثل أمور تافهة كثيرة نصنعها ولا نسأل أنفسنا أبدًا لماذا نصنعها؟
 
فثقوا أنكم على الصراط المستقيم وثقوا أنكم على الحق المبين فلا تتركوا التظاهر ما بقيت لكم أيد ترفعون بها علم فلسطين وما بقيت لكم ألسنة تهتفون بها للأقصى الشريف.
 
ولكي نرد كيد إبليس إلى نحره يجب أن نضع نصب أعيننا القاعدة النبوية الشريفة "قليل دائم خير من كثير منقطع".
 
فليس حسنًا ولا جميلاً أن نحتشد اليوم في تظاهرة تضم مائة ألف ثم مع الأيام يتناقص العدد ويتشتت الجمع.
 
إن الحسن والجميل والفاعل هو أن ننظم أنفسنا وأوقاتنا، فاليوم يتظاهر طلاب هندسة الأزهر وغدًا يتظاهر طلاب هندسة الإسكندرية وبعد غد طلاب آداب القاهرة وبعده طلاب آداب الزقازيق وبهذا تشتت جهد الأعداء من شياطين الجن والإنس.
 
ستقولون هذا يحتاج إلى جهد ولجان واتصالات، وهذا والله ما سيحدث إننا بأنفسنا سننظم أنفسنا ولن نراهن على أحزاب أو نقابات أو جمعيات فليس أفسد من هذه الحكومة إلا هذه الأحزاب والنقابات والجمعيات، فإن تقدم أحدهم ــ ولن يتقدم أحد ــ وأخذ بأيدينا فله الشكر.. وإن لم يتقدم أحد فنحن لسنا أطفالاً رضع. ولنتذكر جميعًا أن أختنا وسيدتنا "آيات الأخرس" بنت الثامنة عشر أخذت بمفردها قرارًا بتفجير جسدها الطاهر في وجه العدو، أفلا نستطيع نحن أخذ قرارًا بتنظيم صفوفنا.
 
ثم هل نسينا أن من هم أصغر منا سنًا في فلسطين وفي أفغانستان يدوخون بأجسادهم العارية أعتى الجيوش.
 
وهذا التنظيم سيتيح لنا تحصيل العلم والدفاع عن شرف أمنا فلا نستغنى بأحدهم عن الآخر.
 
 
(3)
وكما أن الله لا يقبل إسلامًا بدون شهادة ولا يقبل صلاة من غير وضوء فلن يقبل مظاهراتنا بدون مقاطعة.
 
الأمران متشابكان فلنقاطع كل ما نستطيع الحياة بدونه.
 
الصابون مثلاً فلن تعمى عيوننا إن لم نغسل وجوهنا بصابون العدو، معاجين الحلاقة والأسنان، السجائر، المشروبات الغازية.. وكل منتج نستطيع العيش بدونه، ثم نقف حراسًا أشداء على بيوتنا فلا نترك ثغرة يتسرب منها منتج وإن صغر إلي بيوتنا فيدنسها.
 
كتب الأديب الصديق محمود الورداني أن ابنته ــ حماها الله ــ تقف في صالة منزله سدًا منيعًا تجاه أي منتج من منتجات العدو علينا جميعًا الاقتداء بها وبمثيلاتها. وقد يقول قائل منا ولكن كل ما سنقاطعه لا تنتجه بلدنا حتى "الثوم" أصبح مستوردًا من الصين.
 
من يقول ذلك معه الحق ولكننا في لحظة مواجهة فإن كان إخواننا يقدمون أجسادهم أفلا نستطيع نحن الاستغناء عن السجائر والصابون والشامبو؟
 
ومرة ثانية سيبرز إبليس اللعين الملعون ويقول لنا: "أمريكا دولة غنية جداً أغني مما تتصورون ولن تصنع مقاطعتكم لاقتصادها شيئًا أى شيء" هذا والله كلام اللعين الملعون، فلا تصدقوه وصدقوا أجدادنا الذين قالوا "جبال الكحل تفنيها المراود" والشاهد هنا أن اقتصاد العدو الأمريكي إن كان مثل جبال من كحل ثم جاءت النساء كل يوم وأخذن منه مقدارًا صغيرًا جدًا بمراودهن ليتكحلن فإنه مع توالي الأيام ستفنى هذه الجبال، وقد قال أجدادنا أيضًا "خذ من التل يختل" بمعني أنك لو أخذت كل يوم حفنة من تراب من التل فيومًا ما ستجده وقد تناقص.
 
إذن المقاطعة ستكون موجعة ومؤثرة وفاعلة مع توالي الأيام والإصرار عليها ولعلكم سمعتم أن فرنسا التي هي فرنسا تدعو لمقاطعة الأطعمة الأمريكية ومؤخرًا قام عمدة إحدى مدنها بتكسير واجهة مطعم أمريكي دفاعًا عن سمعة منتجاتها من "الجبن"، ثم إن إيطاليا التي هي إيطاليا دعت منذ شهرين اثنين إلى مؤتمر قومي للنهوض بصناعة المكرونة لمواجهة أطعمة الأمريكان.
 
فإذا كانت فرنسا وإيطاليا تقاطعان أطعمة الأمريكان أفلا نقاطع نحن الذين تقصفنا أمريكا بمدافعها وطائراتها وبوارجها ودباباتها؟
 
وبعد فإن انتصرنا على شياطين الجن ــ وسننتصر بإذن الله ــ سيأتينا شياطين الإنس قائلين: "إن المنتجات التي ستقاطعونها هي منتجات تصنع في مصر بأيدي مصرية وأنتم هكذا تخربون بيوت أهلكم بأيديكم".
 
وشهد الله أنهم كذبة فجرة، فالحقيقة أن صاحب المصنع المصري الذي يصنع منتجًا من منتجات العدو ليس صانعًا بل هو مقاول يأخذ اسم المنتج ومادته الخام من العدو الأمريكي ويغلفه في مصر مقابل نصيب معلوم من الأرباح يتم الاتفاق عليه بين المقاول المصري وصاحب المنتج الأمريكاني، وهذا النصيب قل أو كثر يذهب منه جزء معلوم إلى الكيان الصهيوني ويتحول إلى دبابة تدهس وتقتل وتحاصر، فهل نحن على استعداد للوقوف أمام ضمائرنا وأمام الله وأيدينا مشاركة في قتل إخواننا الفلسطينيين.. مرة أخيرة إن أي جنيه ندفعه لشراء منتج أمريكي يحول ما ليس أقل من ربعه إلى العدو الصهيوني، فأحسبوا معي كم مليون جنيه ندفعها شهريًا لدعم الصهاينة وكم مليون جنيه نشارك بها في جريمة قتل الفلسطينيين؟
 
فإن انتصرنا علي شياطين الإنس في حجتهم الأولى تبقى الثانية وذلك قولهم "ما ذنب العاملين في هذه المصانع" نقول لهم الذنب في عنق حكومتهم التي لم تؤسس لهم مصانع وطنية يعملون بها ولنذكر لهم أن النحاس باشا رحمه الله أمر حكومته بإعانة وإعاشة عمال مصر الذين رفضوا العمل مع الإنجليز في القناة فلماذا لا تصنع حكومة  عاطف عبيد ذلك أم أنها حكومة للبطش والغلاء فقط؟

(4)
ولكن أيمضي كل ذلك بدون ثمن؟
 
لا والله ومن قال لنا إن مظاهراتنا ومقاطعتنا لن ندفع ثمنها فقد خاننا وهو واحد من الشياطين يجب ألا نصدقه قال شاعرنا الحكيم نجيب سرور "رحمه الله": "لا شيء بالمجان، إلا الموت ولكن لا مفر من الكفن" أي حتى الموت لابد له من كفن والكفن لابد له من ثمن.. نعم يا شباب مصر هناك ثمن لابد من دفعه..
 
1ــ سيطحنون عظامكم بالدروس الخصوصية ومجاميع الثانوية ومكاتب التنسيق و"الترم" الأول والثاني والثالث والرابع وبالمحاضرات وبكل أمر لا يقصد به وجه العلم وإنما يقصد به ربطكم في ساقية تأخذكم في دوائر لا تقضي إلي نهاية أبداً..
 
2ــ هذا لن يجدي معكم إذن الخطوة الثانية جاهزة يشوهون سمعة المتظاهرين ويقولون إنهم إرهابيون يتلقون تعليمات وأموال من الخارج.
 
3ــ يعاقبونكم بالرسوب بل وبالفصل من المدرسة أو الجامعة.
 
4ــ يعتقلونكم ــ فلا تنسوا ــ أننا محكومون منذ ربع قرن بقانون الطوارئ.
 
وهكذا لديهم هؤلاء الشياطين الكثير من العقوبات ولكنها ساعة الصبر والجهاد إن تقاعسنا خوفًا من عقاب أو طمعًا في راحة فقد بعنا أنفسنا وسلماهم رقابنا. نعم لا شىء بالمجان ولكن أمكم كنانة الله واثقة أنكم قادرون على دفع ثمن الدفاع عن شرفها.
 
ولقد بدأ الأبالسة حربهم لمظاهراتنا المباركة بضربة مزدوجة يوم الخميس الرابع من أبريل، كانت الأولى عندما نشروا في جرائدهم وأذاعوا في تليفزيوناتهم وإذاعاتهم أن وزير التربية والتعليم اجتمع بحوالى ألف طالب في الاجتماع الموسع للاتحاد العام لطلاب المدارس وقال لهم: "إن مصر لن تتورط في أي عمل غير مسئول وعليكم عدم السماح لأي مغرض بالتغلغل بين صفوفكم من أصحاب الشعارات الزائفة والمزايدات التي لا تخدم قضيتنا".. ثم انفض الاجتماع ونشرت الصحف وبث التليفزيون وأذاعت الإذاعة أن 1505 ملايين طالب أرسلوا برقية تأييد وشكر للرئيس.
 
طبعًا الكذبة مفضوحة فلا داعي لمناقشتها ولكنها أولى حروبهم، أما ثاني الضربات فكانت قرارهم المريب بتعطيل المدارس من يوم الجمعة الخامس من أبريل حتى يوم الاثنين الثامن من أبريل، بدعوى إجراء انتخابات المجالس المحلية، وكأن هناك في مصر انتخابات وكأنها تجرى وتحترم، ما علينا فكذبتهم مرة أخرى صغيرة وحقيرة ومفضوحة.. تلك أربعة أيام كاملة كافية في اعتقادهم لأن تبرد مشاعركم وتتفرق حشودكم فتعودوا صامتين ساكتين فلا فلسطين ولا يحزنون.
 _________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 10 أبريل 2002