الثلاثاء، 16 أبريل 2002

عن الفضائيات سألونى




الجزيرة....  المُلعب يلعب
في أفراحنا الشعبية التي تقام في وسط الشارع أو فوق أسطح المنازل، ترى بنت من الحاضرات أن الفرح "بارد" فتتطوع بـ "تسخينة"، تتقدم بهدوء إلي إحدى البنات وتأخذ منها "شالاً" أو "إيشاربًا" وتلفه حول وسطها و"هات يا رقص" حتماً "يسخن" الفرح، وتتألق أصوات شباب يبهرهم "الخصر" المتراقص فيهتفون في صوت واحد "العب يا مُلعب وسط البنت بيلعب".
"قناة الجزيرة في قطر" تذكرني دائمًا بهذا المُلعب الذي يلعب، القناة كما هو معروف قطرية الأب والأم ومع ذلك تقول إنها "في" قطر وليس "من" قطر، والفرق بين الأمرين كبير وشاسع، هذا أولاً، أما ثانيًا فالقناة تُبث "من" أو "فى" تأخذ دائمًا موقفًا "حياديًا" عجيبًا وغريبًا – لماذا لا أقول مريبًا؟ - فالدولة أو "القبيلة" التي تنفق علي القناة شاركت وتشارك وستشارك في تأييد أي عدوان على الأمة سواء وقع هذا العدوان على بغداد أو دمشق أو طهران أو بيروت أو القاهرة أو حتى الدوحة، ومع ذلك فالقناة ملتزمة بحيادها الخارق للعادة فلا هي مع هؤلاء ولا هي مع أولئك. إنها أخلاق "الملعب" تلك البنت التي ليست من أهل العريس ولا من أهل العروس ومع ذلك تتبرع "بتسخين" الليلة. يخرج عليك مذيع أو مذيعة الجزيرة قائلة: "والآن ننتقل على الهواء مباشرة إلى قاعدة السيلية حيث يعقد العميد "بروكس" مؤتمره الصحفي".
تسمع أنت هذه الجملة فتظن أن قاعدة السيلية هذه في البحر الكاريبي وليست في "تاني شارع وراء استديو القناة".
يقولون إن الـ "بي. بي. سي" تتبع هذا "الحياد الخارق" ويقولون أيضًا إن الجزيرة تقتدي بها، ولكن أقول إنه ليس حيادًا بأي شكل من الأشكال ولكنها "أخلاقيات الملعب".
زين.. كل هذا الرقص ؟
زين قناة لبنانية في بداية بثها كانت تقدم برامجًا تشبه أكل أمثالي من الفقراء، أشياء ملفقة لا تعرف لها رأسًا من قدمين "حاجة تملأ البطن وخلاص"، الحقيقة لم أكن أطيق مشاهدتها لأكثر من دقيقة، ثم فجأة اختفى مذيعوها ( كانوا شوية عيال روشين وحبة بنات زي القمر .. قاعدين على أرض الاستديو. وهات يا كلام فارغ)  وحل محلهم أغاني ذوات البطون العارية ، من شاكيرا إلى مادونا ومن نوال الزغبي إلى نانسي عجرم، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى طلعت علينا "الفاو" و"أم قصر" و"البصرة" و"الناصرية" بصمودهن الأسطوري في وجه العدو الأنجلو أمريكي. استجابت "زين" لهذا الصمود فطلبت من مشاهديها الاتصال بها وإبلاغها بما يريدون مشاهدته من أغاني المقاومة والجهاد. وسبحان الله استجاب المشاهدون لنداء قناتهم، وكم سعدت وأنا أشاهد مارسيل خليفة وهو يغني: "أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً فبكت دمعتين ووردة" وعاد دمي صافيًا نظيفًا وأنا أشاهده يغني "منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي في كفي قبضة زيتون وعلي كتفي نعشي وأنا أمشي وأنا أمشي".
شاهدت مارسيل وفيروز والشيخ إمام وسحر طه وجوليا بطرس ووديع الصافي ومحمد منير وعلى الحجار وأصالة وذكرى وكل من له أغنية مقاومة، ذكرتني القناة مجددًا بالأغاني الصادقة التي تعيش وتدفع للأمام.
واصلت القناة بث الأغاني المقاومة حتي ليل الأربعاء 9/4/2003 ليل إعلان سقوط بغداد تحت الاغتصاب الأنجلو أمريكي، في هذه الليلة تحديدًا ويا سبحان الله تغير مزاج المشاهدين فبدلاً من أن يطلبوا أغاني مارسيل خليفة إذ بهم وفي هذه الليلة تحديدًا يطلبون وبإلحاح شديد أغنية نانسي عجرم التي تمايلت وهي "تفح": "أخاصمك آه، أصالحك لا".
واضح الآن أنه لم تكن ثمة اتصالات وأن القناة تعتنق مبدأ "معاهم معاهم، عليهم عليهم" هناك من يقاوم إذن نقاوم، هناك مستسلمون إذن نستسلم ولا مبدأ و لا شعار ولا يحزنون. لو كان للعدوان علي العراق من منفعة لقلت إنها في حجب "صرر الفيديو كليب" عنا وإن كان للهزيمة من أضرار غير تلك المعروفة لقلت إنها في إطلاق البطون العارية  وغيرها لكي تقضي علي البقية الباقية منا.
العربية.. الذكري تنفع المؤمنين فقط
قناة العربية أحدث وجه انضم إلي كوكبة فضائياتنا العربية، تتميز بخطابها الهادئ غير "الحيادي" ولله الحمد، غطت القناة العدوان علي العراق بطريقة فيها "لؤم" مصري واضح. مثلاً أذاعت القناة فيلماً عن اغتصاب الأمريكان لفيتنام، إنها نفس المشاهد التي نكتوي بها الآن، الجندي الأمريكي الشهم الإنسان "الجدع" يمسك بيديه الرقيقتين طفلاً فيتناميًا مسكينًا و"يليفه" بالصابون والماء الساخن.. "إيه الهنا دا كله". واستمر الفيلم يستعرض "الدمار الإنساني" الذي أحدثه "السادة المحررين" كل هذا مع تعليق ذكي يقول تلميحًا لا تصريحًا: "امنعوا الأمريكان من تغسيل أطفال العراق". القناة ذكرت بما مضي ولكن كما نعلم الذكري تنفع المؤمنين فقط، ونحن في حكاية الإيمان زي ما أنت شايف!
دريم سرحان.. يا ديمقراطية يا.. يا رز علي مهلبية يا..
كتب شاعرنا الكبير د. نصار عبدالله في جريدة "الجيل" طيب الله ثراها مقالاً عن الدكتور عبدالعظيم رمضان بحث فيه عن إجابة لسؤال عويص يقول: "هل الدكتور رمضان مفرد أم مثني أم جمع؟". طبعًا فشل في العثور على إجابة مقنعة، حاولت بدورى أن أحدد هل الدكتورة هالة سرحان مفرد أم مثني أم جمع ولكن كأستاذي فشلت "بالمناسبة هي الدكتورة هالة دكتورة في إيه بالظبط؟" ما علينا الدكتورة هالة تقدم علي دريم عدة برامج وخذ عندك "هالة شو"، "الحقيقة"، "الهوا هوانا".. وهو الأمر الذي دفع أحد الأصدقاء لأن يقول إن "هالة قناة طلع لها دريم". ما علينا مرة أخرى، لكن ما هو الأمر  الذي يسوغ لها استضافة "السيد يس" لتناقش معه أمرًا من تلك الأمور "المجعلصة"؟. وبعده بدقائق تستضيف "هيفاء وهبي" لتبحث معها آخر المستجدات في عالم تجميل المناخير والشفايف، بذمتكم حد يقدر يعمل كدا غير الدكتورة هالة.
وعندما بدأ العدوان على العراق استضافت الدكتورة في أحد برامجها السادة "فاروق قدومي وسلامة أحمد سلامة واللواء محمود خلف" كانوا جميعًا يتحدثون عن العدوان ومخاطره بينما كانت هي "تنشال وتنحط" دفاعًا عن الديمقراطية! عبثًا حاول ضيوفها إفهامها أنهم مع الديمقراطية وفي نفس الوقت ضد العدوان الأنجلو أمريكي ولكن على مين، الست أخذتها "جلالة الديمقراطية" وبالروح بالدم نفديك يا ديمقراطية.
الآن وبعد انتصار الديمقراطيين الأمريكان لعل الدكتورة تكون مبسوطة بعد أن عمت الديمقراطية أرجاء العراق وهي الآن في طريقها لسوريا.
وختامًا أهدى للدكتورة هالة هذه الأغنية "يا ديمقراطية يا.. يا رز على مهلبية أو ملوخية أو طعمية يا"!!
المنار.. أهمية أن تكون رجلاً
إن كان لأحد الحق في الوقوف ضد العراق حكومة وعقيدة بل وشعبًا فهذا الحق مكفول "للشيعة" ولكن شهيدًا حيًا مثل سيد المقاومة السيد حسن نصر الله لا يسعي وراء أحقاد أو ضغائن إنه يسعى من أجل نصر حاسم يحققه المسلمون والعرب، هذا الرجل الشهيد الحي ألقى بظله الأخضر على قناة المنار الناطقة باسم "حزب الله" فأخذت كالعادة موقفًا يليق بها وبتاريخ وجهاد "حزب الله" أرسلت أكثر من مراسل إلي جبهات القتال في العراق بل وأقامت مكتبًا لها هناك وجاءت تغطيتها معطرة بدم الجهاد الشريف.
لم تسكت القناة لحظة لم تطبل للفاتحين الأمريكان كما أنها لم تخلط الأوراق بين المقاومين للنظام والهاربين الفارين من الميدان.
المنار تضرب مثلاً في أهمية أن يكون الرجل رجلاً والمرأة امرأة، أما هؤلاء "الجنس الثالث" فهم ملعونون في الدنيا والآخرة.
_________________
الصدى - 16 أبريل 2002

الأربعاء، 10 أبريل 2002

فرنسا وإيطاليا تقاطعان الأطعمة الأمريكية دفاعًا عن "الجبنة والمكرونة" أفلا نقاطع نحن دفاعًا عن حياتنا؟

                                   
(1)
فاشلون، كسالى، عاقون، مدمنو بانجو، عدميون، مغتصبون، متعطلون و.... بالجملة نحن "صفر كبير".
 
هذه أوصاف شباب مصر كنانة الله عند معظم أهل السينما والمسرح والتليفزيون والصحافة.
 
أما البنات فقد رأين صورتهن عند أهل السينما وكيف قالت إحدى المخرجات فى أحدث أفلامها إنهن "مضروبات" تفض بكارة الواحدة منهن ثم ترقعها ثم تعود لفضها ثم ترقعها حتى أصبحن في رأيها مدمنات دعارة.
 
حتمًا رأى الشباب كل هذا وما هو أكثر.. وأجلوا الرد حتي جاء قتل المجرم شارون لإخوانهم في فلسطين فانتفضوا.. وعمت مظاهراتهم أرجاء مصر حتى الجامعة الأمريكية تظاهر طلابها وطالباتها وأحرقوا علمىّ العدو الأمريكي والعدو الصهيوني، ثم وقف بينهم خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى وسلم على رسولنا الأكرم ثم طالب إخوانه بالصبر والجهاد، وبعدها تقدم "هادي خشبة" لاعب الكرة بالنادي الأهلي فأقام الصلاة على أرواح المجاهدين، ثم تناول الجميع طعام الإفطار إذ أنهم كانوا صائمين.
 
هذا ردكم يا أبناء كنانة الله فعندما تدعون للصبر والجهاد من قلب الجامعة الأمريكية ثم تصومون وتستغفرون وتحمدون وتصلون فكونوا على ثقة أن شباب أمة الإسلام جميعاً سيقتدى بكم فأنتم وكما قال الصادق المعصوم "في رباط إلى يوم القيامة" وبعدما قمتم به وما ستقومون به في قادم الأيام لا تلتفتوا إلى عجوز خرف يسفه أحلامكم ولا إلى حاقدة مريضة القلب تشوه صوركم.
(2)
قد يقول واحد منا لصاحبه وما جدوى التظاهر؟
 
بل قد يحادث الواحد منا نفسه بذات السؤال.
 
فاعلموا حماكم الله لأمكم أرض الكنانة ولأمتكم الصابرة وبيض الله وجوهكم يوم تسود وجوه .
 
إن هذا الصوت هو صوت إبليس اللعين الملعون، يأتي للواحد منا فيجعله يحتقر ويستصغر أحسن أعماله حتى ييأس من روح الله فيكون من الكافرين، فلو كان التظاهر أمرًا تافهًا ما جعلنا إبليس نتساءل عن جدواه مثله مثل أمور تافهة كثيرة نصنعها ولا نسأل أنفسنا أبدًا لماذا نصنعها؟
 
فثقوا أنكم على الصراط المستقيم وثقوا أنكم على الحق المبين فلا تتركوا التظاهر ما بقيت لكم أيد ترفعون بها علم فلسطين وما بقيت لكم ألسنة تهتفون بها للأقصى الشريف.
 
ولكي نرد كيد إبليس إلى نحره يجب أن نضع نصب أعيننا القاعدة النبوية الشريفة "قليل دائم خير من كثير منقطع".
 
فليس حسنًا ولا جميلاً أن نحتشد اليوم في تظاهرة تضم مائة ألف ثم مع الأيام يتناقص العدد ويتشتت الجمع.
 
إن الحسن والجميل والفاعل هو أن ننظم أنفسنا وأوقاتنا، فاليوم يتظاهر طلاب هندسة الأزهر وغدًا يتظاهر طلاب هندسة الإسكندرية وبعد غد طلاب آداب القاهرة وبعده طلاب آداب الزقازيق وبهذا تشتت جهد الأعداء من شياطين الجن والإنس.
 
ستقولون هذا يحتاج إلى جهد ولجان واتصالات، وهذا والله ما سيحدث إننا بأنفسنا سننظم أنفسنا ولن نراهن على أحزاب أو نقابات أو جمعيات فليس أفسد من هذه الحكومة إلا هذه الأحزاب والنقابات والجمعيات، فإن تقدم أحدهم ــ ولن يتقدم أحد ــ وأخذ بأيدينا فله الشكر.. وإن لم يتقدم أحد فنحن لسنا أطفالاً رضع. ولنتذكر جميعًا أن أختنا وسيدتنا "آيات الأخرس" بنت الثامنة عشر أخذت بمفردها قرارًا بتفجير جسدها الطاهر في وجه العدو، أفلا نستطيع نحن أخذ قرارًا بتنظيم صفوفنا.
 
ثم هل نسينا أن من هم أصغر منا سنًا في فلسطين وفي أفغانستان يدوخون بأجسادهم العارية أعتى الجيوش.
 
وهذا التنظيم سيتيح لنا تحصيل العلم والدفاع عن شرف أمنا فلا نستغنى بأحدهم عن الآخر.
 
 
(3)
وكما أن الله لا يقبل إسلامًا بدون شهادة ولا يقبل صلاة من غير وضوء فلن يقبل مظاهراتنا بدون مقاطعة.
 
الأمران متشابكان فلنقاطع كل ما نستطيع الحياة بدونه.
 
الصابون مثلاً فلن تعمى عيوننا إن لم نغسل وجوهنا بصابون العدو، معاجين الحلاقة والأسنان، السجائر، المشروبات الغازية.. وكل منتج نستطيع العيش بدونه، ثم نقف حراسًا أشداء على بيوتنا فلا نترك ثغرة يتسرب منها منتج وإن صغر إلي بيوتنا فيدنسها.
 
كتب الأديب الصديق محمود الورداني أن ابنته ــ حماها الله ــ تقف في صالة منزله سدًا منيعًا تجاه أي منتج من منتجات العدو علينا جميعًا الاقتداء بها وبمثيلاتها. وقد يقول قائل منا ولكن كل ما سنقاطعه لا تنتجه بلدنا حتى "الثوم" أصبح مستوردًا من الصين.
 
من يقول ذلك معه الحق ولكننا في لحظة مواجهة فإن كان إخواننا يقدمون أجسادهم أفلا نستطيع نحن الاستغناء عن السجائر والصابون والشامبو؟
 
ومرة ثانية سيبرز إبليس اللعين الملعون ويقول لنا: "أمريكا دولة غنية جداً أغني مما تتصورون ولن تصنع مقاطعتكم لاقتصادها شيئًا أى شيء" هذا والله كلام اللعين الملعون، فلا تصدقوه وصدقوا أجدادنا الذين قالوا "جبال الكحل تفنيها المراود" والشاهد هنا أن اقتصاد العدو الأمريكي إن كان مثل جبال من كحل ثم جاءت النساء كل يوم وأخذن منه مقدارًا صغيرًا جدًا بمراودهن ليتكحلن فإنه مع توالي الأيام ستفنى هذه الجبال، وقد قال أجدادنا أيضًا "خذ من التل يختل" بمعني أنك لو أخذت كل يوم حفنة من تراب من التل فيومًا ما ستجده وقد تناقص.
 
إذن المقاطعة ستكون موجعة ومؤثرة وفاعلة مع توالي الأيام والإصرار عليها ولعلكم سمعتم أن فرنسا التي هي فرنسا تدعو لمقاطعة الأطعمة الأمريكية ومؤخرًا قام عمدة إحدى مدنها بتكسير واجهة مطعم أمريكي دفاعًا عن سمعة منتجاتها من "الجبن"، ثم إن إيطاليا التي هي إيطاليا دعت منذ شهرين اثنين إلى مؤتمر قومي للنهوض بصناعة المكرونة لمواجهة أطعمة الأمريكان.
 
فإذا كانت فرنسا وإيطاليا تقاطعان أطعمة الأمريكان أفلا نقاطع نحن الذين تقصفنا أمريكا بمدافعها وطائراتها وبوارجها ودباباتها؟
 
وبعد فإن انتصرنا على شياطين الجن ــ وسننتصر بإذن الله ــ سيأتينا شياطين الإنس قائلين: "إن المنتجات التي ستقاطعونها هي منتجات تصنع في مصر بأيدي مصرية وأنتم هكذا تخربون بيوت أهلكم بأيديكم".
 
وشهد الله أنهم كذبة فجرة، فالحقيقة أن صاحب المصنع المصري الذي يصنع منتجًا من منتجات العدو ليس صانعًا بل هو مقاول يأخذ اسم المنتج ومادته الخام من العدو الأمريكي ويغلفه في مصر مقابل نصيب معلوم من الأرباح يتم الاتفاق عليه بين المقاول المصري وصاحب المنتج الأمريكاني، وهذا النصيب قل أو كثر يذهب منه جزء معلوم إلى الكيان الصهيوني ويتحول إلى دبابة تدهس وتقتل وتحاصر، فهل نحن على استعداد للوقوف أمام ضمائرنا وأمام الله وأيدينا مشاركة في قتل إخواننا الفلسطينيين.. مرة أخيرة إن أي جنيه ندفعه لشراء منتج أمريكي يحول ما ليس أقل من ربعه إلى العدو الصهيوني، فأحسبوا معي كم مليون جنيه ندفعها شهريًا لدعم الصهاينة وكم مليون جنيه نشارك بها في جريمة قتل الفلسطينيين؟
 
فإن انتصرنا علي شياطين الإنس في حجتهم الأولى تبقى الثانية وذلك قولهم "ما ذنب العاملين في هذه المصانع" نقول لهم الذنب في عنق حكومتهم التي لم تؤسس لهم مصانع وطنية يعملون بها ولنذكر لهم أن النحاس باشا رحمه الله أمر حكومته بإعانة وإعاشة عمال مصر الذين رفضوا العمل مع الإنجليز في القناة فلماذا لا تصنع حكومة  عاطف عبيد ذلك أم أنها حكومة للبطش والغلاء فقط؟

(4)
ولكن أيمضي كل ذلك بدون ثمن؟
 
لا والله ومن قال لنا إن مظاهراتنا ومقاطعتنا لن ندفع ثمنها فقد خاننا وهو واحد من الشياطين يجب ألا نصدقه قال شاعرنا الحكيم نجيب سرور "رحمه الله": "لا شيء بالمجان، إلا الموت ولكن لا مفر من الكفن" أي حتى الموت لابد له من كفن والكفن لابد له من ثمن.. نعم يا شباب مصر هناك ثمن لابد من دفعه..
 
1ــ سيطحنون عظامكم بالدروس الخصوصية ومجاميع الثانوية ومكاتب التنسيق و"الترم" الأول والثاني والثالث والرابع وبالمحاضرات وبكل أمر لا يقصد به وجه العلم وإنما يقصد به ربطكم في ساقية تأخذكم في دوائر لا تقضي إلي نهاية أبداً..
 
2ــ هذا لن يجدي معكم إذن الخطوة الثانية جاهزة يشوهون سمعة المتظاهرين ويقولون إنهم إرهابيون يتلقون تعليمات وأموال من الخارج.
 
3ــ يعاقبونكم بالرسوب بل وبالفصل من المدرسة أو الجامعة.
 
4ــ يعتقلونكم ــ فلا تنسوا ــ أننا محكومون منذ ربع قرن بقانون الطوارئ.
 
وهكذا لديهم هؤلاء الشياطين الكثير من العقوبات ولكنها ساعة الصبر والجهاد إن تقاعسنا خوفًا من عقاب أو طمعًا في راحة فقد بعنا أنفسنا وسلماهم رقابنا. نعم لا شىء بالمجان ولكن أمكم كنانة الله واثقة أنكم قادرون على دفع ثمن الدفاع عن شرفها.
 
ولقد بدأ الأبالسة حربهم لمظاهراتنا المباركة بضربة مزدوجة يوم الخميس الرابع من أبريل، كانت الأولى عندما نشروا في جرائدهم وأذاعوا في تليفزيوناتهم وإذاعاتهم أن وزير التربية والتعليم اجتمع بحوالى ألف طالب في الاجتماع الموسع للاتحاد العام لطلاب المدارس وقال لهم: "إن مصر لن تتورط في أي عمل غير مسئول وعليكم عدم السماح لأي مغرض بالتغلغل بين صفوفكم من أصحاب الشعارات الزائفة والمزايدات التي لا تخدم قضيتنا".. ثم انفض الاجتماع ونشرت الصحف وبث التليفزيون وأذاعت الإذاعة أن 1505 ملايين طالب أرسلوا برقية تأييد وشكر للرئيس.
 
طبعًا الكذبة مفضوحة فلا داعي لمناقشتها ولكنها أولى حروبهم، أما ثاني الضربات فكانت قرارهم المريب بتعطيل المدارس من يوم الجمعة الخامس من أبريل حتى يوم الاثنين الثامن من أبريل، بدعوى إجراء انتخابات المجالس المحلية، وكأن هناك في مصر انتخابات وكأنها تجرى وتحترم، ما علينا فكذبتهم مرة أخرى صغيرة وحقيرة ومفضوحة.. تلك أربعة أيام كاملة كافية في اعتقادهم لأن تبرد مشاعركم وتتفرق حشودكم فتعودوا صامتين ساكتين فلا فلسطين ولا يحزنون.
 _________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 10 أبريل 2002
 

الثلاثاء، 2 أبريل 2002

القواعد العسكرية الأمريكية تحتل الخليج (1)

       


من المسئول عن هذا التواجد الأمريكي السرطاني في الأرض العربية؟
سؤال إن طرحته علي معظم السلطات العربية جاءك الرد واثقًا وقاطعًا: "إنه صدام حسين".
ولهؤلاء الواثقين في صواب إجابتهم نقدم وثيقة علمية تؤكد أن الهيمنة الأمريكية تثبت أوتادها بالمنطقة قبل أن يولد صدام حسين، وأقامت قواعدها في الخليج وهو بعد طفل صغير يلهو في شوارع تكريت.
وفيما يلي نستعين على موضوعنا بالوثيقة التي هي عبارة عن رسالة تقدم بها الباحث الشاب محمد محمود الطناحي إلى قسم التاريخ شعبة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة عين شمس لنيل درجة الماجستير وقد أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور جمال زكريا قاسم أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة عين شمس هذه الرسالة التي حملت عنوان "تطور السياسة الأمريكية في الخليج العربي من 1978 إلى 1988".
هذه الرسالة نصفها بأنها وثيقة "مقاومة" لأننا نؤمن أن كل من يذكر الحقيقة هو مقاوم مجاهد في سبيل خروج أمتنا من نفق مظلم طويل يريد لها البعض أن تسكنه للأبد.
بداية نؤكد على اعتمادنا على ما جاء بالرسالة من معلومات مع الاحتفاظ بحقنا في القراءة والصياغة والتعليق، لأن هذا أمر يخصنا ولا يخص دراسة أكاديمية لها منهجها ولغتها شأن كل الأعمال الأكاديمية.
عسل الخلايجة وسمن الأمريكان
قبل أن يخلق الله صدام حسين كانت أمريكا موجودة وبقوة في الخليج العربي، ففي عام 1833 وقعت عمان معاهدة مشتركة مع الأمريكان وتم تعيين قنصل أمريكي بها في العام 1836. كانت عمان مهمة جداً للأمريكان وبخاصة منطقة زنجبار التي اجتذبت اهتمام الإدارة الأمريكية لوقوعها في طريق الهند والشرق الأقصى.
وبعد الوجه التجاري للعلاقة بدأ الوجه الديني إذ راحت أمريكا تمطر الخليج ببعثات "التنصير" يسمونها "التبشير" وهي تسمية خاطئة مراوغة -أحذر من الوقوع في فخاخها- بدأت البعثات نشاطها الرسمي في البحرين عام 1892 فأقاموا المستشفيات ثم بنوا المدارس وبعدها أسفروا عن حقيقة أهدافهم فاقتحموا ميدان العمل السياسي متعاونين مع السلطات البريطانية لإحكام السيطرة علي الخليج خاصة بعد انهيار الدولة العثمانية وكانت "الإرسالية الأمريكية العربية قد أنشئت في العام 1899 على يد البروفسير لانسنج وثلاثة من مساعديه في مدينة نيويورك بولاية نيوجرسي الأمريكية بهدف نشر أهدافهم التي يسمونها "تبشيرية" في منطقة الخليج العربى. إذن العلاقات متينة وبعثات التنصير تعمل بهمة في زمن لم يكن فيه صدام.
أول الخيط
مهدت بعثات التنصير أرض الخليج أمام جحافل الأمريكان، ثم جاء دور البترول الذي يمثل عنق العرب كل العرب ليشنقهم قبيلة بعد أخري وخيمة بعد أخري ودولة بعد أخرى.
وبانتهاء الحرب الأوروبية الأولي التي فرضتها أوروبا علي العالم فرضًا فأصبح اسمها الحرب العالمية الأولي تنبهت أمريكا لبترول الخليج أو قل تلمظت عليه خولت لنفسها حق الحصول على امتيازات بترول الخليج، فبدأت بالحصول على امتياز بترول البحرين في الحادي والعشرين من ديسمبر من العام 1928 ثم أتبعته بالحصول على بترول السعودية في التاسع العشرين من مايو من العام 1933.
هنا نتوقف لنذكر أن الملك عبدالعزيز كان يرغب في الابتعاد عن النفوذ البريطاني وكان يرى أن الشركات البترولية الأمريكية تتمتع باستقلال كبير إزاء حكوماتها كما أنه كان لا يرى أية أهداف سياسية لأمريكا في الخليج. انتهت وقفتنا وضع ما شئت من علامات التعجب والاستفهام.
بعد الحصول على امتياز بترول المنطقة الشرقية بالسعودية حصل الأمريكان علي امتياز بترول الكويت في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1934 كما حصل العدو علي بترول المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية في الثامن والعشرين من يونيو عام 1948.
ألا يذكرك هذا التاريخ بشيء إنه تاريخ اغتصاب الصهاينة لفلسطين.
ولأن الخلايجة يحبون أمريكا فقد أتاحوا لها الحصول علي الامتيازات البترولية في قطر وعمان.
وأمام كل هذا النجاح والأرباح الأسطورية التي حققها العدو اتسع نفوذ شركات البترول حتى أن المراقبين أرجعوا فوز الرئيس أيزنهاور بالرئاسة عام 1953 إلي الدعم الذي تلقاه من شركات البترول الأمريكية وهو الأمر الذي دفع أيزنهاور إلى أن يسند سبع وزارات لأقطاب هذه الشركات.
مرة أخرى لاحظ أن إدارة المجرم بوش هي في الأساس من رجالات البترول ويأتي على رأسهم هذا المجرم بوش الصغير.
قد يعترض معترض قائلاً: "إننا نحن العرب جماعة من البدو الرحل لا نعرف كيف ننقب عن البترول ولا كيف نستخرجه ولذا فمن الضروري أن نلجأ للذين يعرفون وهم الأمريكان". وهذا الاعتراض هو كما يقولون لا محل له من الإعراب، فأولاً لسنا بدواً رحلاً، وثانيًا لماذا لم نستثمر أموالنا في أن نعلم أنفسنا كيفية استخراج كنوزنا التي وهبها الله لنا، وثالثًا الأمر لم يتوقف عند إعطاء الأمريكان دون خلق الله جميعاً امتيازات البترول إذ تعداه إلى تدفق أمريكي علي المنطقة فبلد واحد مثل السعودية كان يعمل به في بداية الثمانينيات قرابة الـ 35 ألف أمريكي.(ترى كم يبلغ عددهم الآن).
 وإضافة لتدفق العمال والخبراء الأمريكان فإن حكامنا أعطوا للأمريكان معظم –إن لم يكن كل– عائدات البترول، إذ إن معظم الاستثمارات الخليجية الخارجية هي في أمريكا أولاً وعاشرًا، وبعد الاستثمارات تأتي كارثة الواردات فالأشقاء الخلايجة بلغت جملة ما استوردوه من أمريكا في العام 1985 (3.688.3) مليار دولار وهذا كان في عام 1985 فكم يا ترى أصبح المبلغ الآن؟

آخر الخدمة
ولأن العدو الأمريكي مثل الغز فإن آخر خدمتهم "علقة" كما يقول المثل الشعبي، فبعد أن أحضر الخلايجة الأمريكان إلي بلادهم ومكنوهم من البترول وساعدوا اقتصادهم علي النمو والازدهار بما ضخوه في عروقه من استثمارات وبعد أن وفروا فرص العمل لملايين الأمريكان، كان منطق الأمور أن ترد أمريكا الحسنة بخير منها أو بمثلها علي الأقل ولكن انظر ماذا قدمت أمريكا لأحبابها عرب الخليج؟
عملت أمريكا أولاً على تقوية إيران "أيام حكم الشاه" ليكون "بعبعًا" يخيفون به العرب فهم في الفترة ما بين 1953 و1960 قدموا لإيران معونات اقتصادية وعسكرية بلغت حوالي مليار دولار (لاحظ أن هذا كان من حوالي خمسين سنة أيام أن كان رقم المليار رقمًا أسطوريًا فاجعًا) وفي الفترة ما بين 1972 و1978 باعوا لإيران أسلحة بقيمة 16.2 مليار دولار.
وفي السياق ذاته عمل العدو الأمريكي على ضمان التفوق المطلق للصهاينة في أية مواجهة تقع بينهم وبين العرب.. وطبعاً كله على حساب صاحب "المخل" الذي هو والعرب الخلايجة ببترولهم الذي وضعوه طائعين مختارين بين يدي العدو.
ليس هذا فحسب، بل إن دولة مثل المملكة العربية السعودية وهي صاحبة العلاقة الأمتن والأقدم مع العدو استباح طيران الصهاينة مجالها الجوي عندما قصف المفاعل النووي العراقي.. وكان الأمر بالتأكيد بموافقة الأمريكان ومباركتهم.
الملك عبدالعزيز ال سعود مع الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت على ظهر سفينة امريكيه عام 1945


اسمع كلامك أصدقك
إذا سألت عربيًا أي عربي من المحيط إلي الخليج: من هو عدو الأمة سيرد عليك بكل ثقة: لا أعداء لنا سوي الصهاينة الذين دنسوا أرض الأقصى المبارك.. ستعجبك الإجابة وتتأكد أنك أمام رجل عاقل يعرف عدوه من صديقه، وسيدفعك الإعجاب لأن تسأله: ومن الذي يؤيد الصهاينة؟ سيرد عليك بذات الثقة السالف ذكرها: إنهم الأمريكان.
وهذا أيضًا كلام طيب وعاقل.. تعالوا بنا نري علي أرض الواقع حقيقة موقف هذا العربي الذي تسمع كلامه فتصدقه ولكنك إن رأيت أموره تتعجب كما يقول المثل الشعبي.
أولاً: كان العدو الأمريكي واضحًا وصريحًا وكأنه شمس منتصف النهار إذ أعلن على لسان المتحدث الرسمي باسم الإدارة الأمريكية "بول هير" في مايو 1973 حيث قال: "إن مسألة بيع أي أسلحة لإيران أو السعودية أو الكويت تتم بحساب، لضمان استمرار سياستنا الداعمة لأمن إسرائيل حيث إننا لا نبيع أية أسلحة يكون من شأنها تعريض الأمن الإسرائيلى للخطر".. الكلام واضح ومفهوم ولا يحتاج لتعليق.
ثانيًا: هل اتعظ عرب الخليج من هذا الكلام الأمريكي الواضح؟ طبعًا الإجابة "لا" وذلك لأن عداءهم للصهاينة هو عداء "كدا وكدا" كما تقول العامة في مصر، لأنهم لو كانوا يعادونهم حقاً ما كان الذي كان وما كان الذي هو كائن وما كان الذي سيكون!!
كان لرئيس دولة العدو نيكسون سياسة استراتيجية تقوم على "احتواء" لا أريد أن أقول "احتلال" منطقة الخليج، كانت البداية في إيران وقد تعرضنا لها في السطور السابقة وكان تتويجها في المملكة السعودية.. إذ قدم العدو برنامجًا خاصًا لتطوير القوات المسلحة السعودية والحرس الوطني واشتمل هذا البرنامج علي دراستين، الأولى: خطة دفاعية لتطوير القوات الجوية والبحرية السعودية.. والثانية: خطة لتطوير القدرات الخاصة بالقوات الجوية في فترة تستغرق من خمس إلى عشر سنوات بدءاً من عام 1974.
وما أن جاء عام 1971 حتى وقعت المملكة اتفاقية عسكرية مع العدو تقضي بتزويدها بمقاتلات متقدمة (طبعًا كلمة متقدمة لا معنى لها في ضوء تعهد أمريكا الأبدى بحماية الكيان الصهيوني).
وقد شهد عام 1974 تقدمًا في العلاقات المشتركة بين السعودية والعدو، ففي الثامن من أبريل من العام نفسه وقع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز عقدًا لشراء صواريخ دفاعية بقيمة 270 مليون دولار (لماذا لم يبتاعها من الاتحاد السوفيتي الذي كان يساند قضايانا؟) نظنه سؤالاً ساذجًا يحتاج لإجابة.
وفي الرابع عشر من شهر أبريل عام 1974 وقع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قائد الحرس الوطني  اتفاقية مع العدو لتدريب قوات المملكة بعقد بلغ 335 مليون دولار.
وشهد العام ذاته مبادرة أمريكية تجاه المملكة تناولت ما عرف باسم "الضرورات" وهي:
1-        ضرورة بناء مثلث المدن العسكرية "خميس، مشيط، تبوك، حفر الباطن" لمواجهة خطر محتمل يأتي من اليمن والعراق!
2-        ضرورة بناء سلسلة قواعد عسكرية لتعويض مشكلة القلة البشرية واتساع رقعة البلاد.
3-         ضرورة تدريب السعوديين على تخزين المعدات العسكرية وصيانتها ونقلها.
4-         ضرورة بناء قواعد بحرية في جدة وينبع وجبيل. 5
5-        ضرورة بناء قواعد جوية في الطائف وخميس وتطوير قاعدة الظهران.
بربكم كيف يستقيم هذا التعاون مع راعي الصهيونية الأول مع ادعاء عرب الخليج العداوة للكيان الصهيوني؟ حتماً ليس هناك استقامة أو عدل أو عقل لأن طبائع الأمور تدعوك لعدم التعاون ولا أقول التحالف مع حليف عدوك.. ولكن هكذا كان أمر الخلايجة وهكذا استمر.
وبعد استقرار التعاون مع كبيرة الخلايجة المملكة العربية السعودية التفت العدو الأمريكي إلي الكويت إذ أنه رأي ضرورة ربط دول الخليج جميعاً بمعاهدات واتفاقيات معه، وبالفعل أرسل إلى الكويت وفدًا من الخبراء العسكريين لدراسة وضع الكويت العسكري وانتهت الدراسة إلى قائمة "بالضرورات" تشبه سابقتها السعودية وهي:
1-    بناء قواعد جوية في الكويت.
2-    إنشاء قوة للدفاع الجوي.
3-     تكثيف أعداد المتدربين الكويتيين.
4-    استبدال طائرات الهليكوبتر المستعملة في الكويت.
5-    زيادة الطاقة البشرية العاملة في المجال العسكري.
رُب ظريف يقول: "إن الأمريكان يجهزون الكويت لتخوض معركة تحرير الأقصى". ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإذا تقدمنا خطوة إلى الأمام وتحديدًا إلى العاشر من فبراير عام 1979 سنجد وزير الحرب الأمريكي "هارولد براون" يهبط الرياض لإقناع السعوديين بتوسيع الوجود العسكري الأمريكي هناك (لاحظ مجدداً أن صدام لم يكن قد وصل إلي حكم العراق بعد). طبعاً نجحت الزيارة وبعد أقل من شهر حلق سرب من طيران العدو في سماء الرياض مخرجاً لسانه للثورة الإسلامية الإيرانية التي كانت لاتزال وليدة، وإضافة إلى سرب الطيران جاء للمملكة ثلاثمائة من عناصر القوات الجوية الأمريكية وطائرتي أواكس (لا تكن ظريفًا فتظن أن أمريكا تعد السعودية لخوض معركة تحرير الأقصى إذ أن الحقيقة أنها كانت تعدها للوقوف في وجه غزو يمني محتمل.. واضحك ملء فمك يا خالي البال).
ولمواجهة العدوان اليمني المحتمل عززت أمريكا قواتها البحرية المرابطة في البحرين مضيفة لها سفينتين جديدتين، ثم توسعت في إضافة المزيد من القوات في الخليج فأصبح لها أربع حاملات طائرات تحمل 400 طائرة و22 سفينة حربية علي متنها 32 ألف جندي فوصلت بذلك جملة قواتها الموجودة في الخليج إلي قرابة الستين سفينة وثلاث مجموعات كاملة من حاملات الطائرات، كما قام العدو الأمريكي بنقل محطات الإنذار المبكر من علي الحدود الروسية الإيرانية إلي مدينة تبوك السعودية.
ولأن إيران المسلمة التي حاربها العرب بوصفها أمة مجوس كفرة قد طردت أي وجود أمريكي على أرضها، قدم عرب الخلايجة تعويضًا مناسبًا لأحبابهم الأمريكان فقدمت عمان قاعدة السيب الجوية في الشمال وقاعدة تمريت الجوية في الجنوب كما شاركت البحرين في التعويض بتقديم تسهيلات من ميناءين واستمرت البحرين في تقديم التعويض حتى حازت بكل فخر على شرف احتضانها للقيادة المركزية الأمريكية!!
________________

الصدى - 2 أبريل 2002