الأربعاء، 28 مايو 1997

صورته في رقبة فاروق شوشة






                            
في أوائل الثمانينيات قام التليفزيون المصري – الذي ولد عملاقاً ـ  من نومه مذعورًا على صرخات رحيل الموسيقار رياض السنباطي، ( دعبس)  التليفزيون في أرشيفه عن أي تسجيل للسنباطي فلم يجد!! فما كان منه إلا أن قام باستعارة تسجيل لحوار كان أجراه تليفزيون الكويت مع السنباطي وزيادة في ( الفكاكة المصرية )  وضع تليفزيوننا صورة وصوت سمير صبري على الحوار!! ولكن ولأن ( الكدب مالوش رجلين)  فإن عملية السرقة لم تتم كما ينبغي إذ أن صوت المذيع الكويتي كان يظهر فجأة في مقاطع من الحوار وكأنه يخرج لسانه للتليفزيون المصري الرائد.

أكتب هذا وأنا أفكر في شيخ العربية الجليل محمود محمد شاكر، فالرجل – شفاه الله – لا يقوم من أزمة صحية إلا ويقع في أخرى، والتليفزيون المصري المكدس بالبرامج التي يقال إنها ثقافية لا يفكر مجرد تفكير في استضافة الشيخ ولو لدقائق تحفظ صورته للأجيال القادمة، ويبدو موقف التليفزيون عجيبًا في ظل وجود فاروق شوشة صاحب "أمسية ثقافية" وأحد تلاميذ الشيخ شاكر.. وأتمني أن يسارع الأستاذ شوشة باستضافة شاكر قبل أن يسرق التليفزيون المصري تسجيلاً من تليفزيون الكويت أو الكونغو الديمقراطية.. زائير سابقًا.
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة الدستور ــ 28 مايو 1997 

الأربعاء، 21 مايو 1997

آراء برائحة الأقدام




"يا رب سلط سيف جبروت انتقامك على رقاب كل الذين يقلصون دورنا في الحياة فلا نصنع شيئًا سوى التصدي لهجوم قبحهم" الأسبوع الماضي – ولعشرة أسباب لا داعي لذكرها – شن الأستاذ سمير غريب رئيس "الكيان الغامض" الذي يسمى صندوق تنمية الثقافة هجومًا شرسًا على مخرجنا الوطني يوسف شاهين – قال غريب في حواره مع جريدة الأسبوع: "أنا ساعدت يوسف شاهين كثيرًا ولكن تكوينه النفسي والعصبي غير منضبط، إنه يصنع الشر للشر، يطلب مني خدمة ثم ينسج حولي حكايات غير حقيقية ويبدو أنه يدارى فشله السينمائي بافتعال معارك شخصية. ويجب أن يكون معلومًا أنى عرضت عليه أن نكرمه من خلال مهرجان الأفلام الروائية في إحدي دوراته، فرفض على أساس أنه أكبر من المهرجان".

هذه فقرة واحدة من فقرات كثيرة ولنا على هذه الفقرة تحديدًا تعليق بسيط.. غريب قال إن شاهين تكوينه النفسي والعصبي غير منضبط "مجنون يعني" ويصنع الشر للشر بما يعني أنه "بلطجي" وأخيرًا هو "فاشل"!

والسؤال الذي نطرحه على الأستاذ غريب هو: هل أموال الصندوق من بواقي إرث والدكم الكريم رحمه الله حتى تبعثرها على حفلات تكريم يوسف شاهين "المجنون البلطجي الفاشل"؟ نرجوك الإجابة.

وأخيرًا سيدي القارئ لقد كنت ومازلت مؤمناً أن هناك آراء "برائحة" الحكمة وآراء برائحة الأقدام الغارقة في عرق الأحذية وأنا على ثقة أنك تعرف إلي أي النوعين تنتمي آراء الأستاذ غريب في العبقري يوسف شاهين.
__________________________
نشرت بجريدة الدستور ــ 21 مايو 1997

الخميس، 15 مايو 1997

طواجن عمار الشريعي








من العلامات المميزة لشخصية "المحب" أي محب أنه قادر وبسهولة تدعو للريبة على "بلع" أكبر عدد ممكن من "زلط" المحبوب الذي "دائمًا" لا يفكر مجرد تفكير في أن يضع في عينيه ولو "حصوة" من "ملح الحياء" إذ يصر حضرة المحبوب على "لعق" كل عسل محبيه، محبوبنا "عمار الشريعي" استغل كرم مشاعرنا وقذفنا "بزلط" مقاله الأول عن الموسيقار سليم سحاب و"بدبش" مقاله الثاني و"بطوب" مقاله الثالث تخلي عمار في مقالاته التي ينشرها في مجلة "الأهرام العربي" عن رقة أنامل الفنان واستعان "بلطجة" سواعد "فتوة مسجل خطر" فهو مثلاً يسمى سليم سحاب "سحب الله" على وزن "حسب الله"!! وجميعنا يعرف الفروق الحقيقية بين موسيقار مثقف ومؤهل مثل سليم سحاب وراجل "لابس مزيكا" مثل "حسب الله" سواء كان ثاني عشر أو تاسع عشر..

ثم "يضرب" تحت الحزام و"يعاير" سليم أن مصر قد أعطته الجنسية ولا ينسى أن يتهمه بالشعوبية لأنه قاد فرقته فى أداء إحدى أغنيات التراث "الشام"، وانتظرنا أن يكف عمار عن هذا "اللغو" ويناقش دور سليم سحاب ولكن عمار ولأنه "ناوي علي الخناق" اختار أن يكتب كلاماً عائماً حول ما زعم أنه أخطاء وقع فيها سحاب أثناء قيادته لفرقته لأداء أغنية "مصر تتحدث عن نفسها".

ما اقترفه عمار جعلني أتذكر مقالاً كتبته عنه الناقدة صافي ناز كاظم "يومها دافعت عن عمار" قالت صافي ناز "إن عمار يتكلم عن الموسيقى كأنه يتكلم عن الكباب والمحشي وهو من الذين يشرحون الموسيقى بالشكل الكبابجي لأنهم غواصون في الطواجن لا في بحور النغم".

فهل غاص عمار في الطواجن ثم كتب ما كتب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة الدستور ــ 14 مايو 1997

الأربعاء، 7 مايو 1997

الشيخ عبدالعال


 

زمان.. أيام ما كان في القلب متسع للدهشة كانت إذاعة البرنامج العام تذيع مسلسلاً اسمه "المماليك" تدور أحداثه حول معركة "عين جالوت" وما كنت أتابع حلقاته إلا لأضبط "إيقاع" مراهقتي علي ضحكات بطلته "جنة" أو "عايدة كامل".

وذهب زمن الاستماع إلى الراديو ومضت أيام المراهقة ــ ليتها دامت ــ وبقى لي من المسلسل شيئان.. الأول هو "بحة" صوت عايدة كامل. أما الثاني فهو الشيخ "عبدالعال" أحد أبطال المسلسل، هذا الرجل المتبحر في علوم الدين العارف بخصائص الشعوب المجادل لعلماء عصره، المتفوق على الجميع بعلمه وشجاعته الشيخ "عبدالعال" كما قدمه المسلسل ضاق بهزائم العرب أمام التتار فهجر دنيا الناس ولجأ إلي إحدى مغارات جبل المقطم لكي يتخلص من شواغل الدنيا ويعبد الله بقلب خالص..

ولما طال ليل الهزائم تلمس المصريون الطيبون شمس علم الشيخ فبحثوا عنه حتى عثروا عليه في مغارته وراحوا يطالبونه بالعودة إلى مصر المحروسة لكي يقود بعلمه وشجاعته كتائب الدفاع عن الوطن ضد التتار الغزاة.. رفض الشيخ مطلب أهله المصريين لأن جسده لا يتحمل أكثر من إقامة الصلاة.. فما كان من المصريين إلا أن قالوا للشيخ: طالما أنك لن تقودنا فارسم لنا خطة الدفاع عن الوطن.. فأجابهم الشيخ منتحبًا: يا أهلي المساكين آه من التتار الكفرة إنهم أقسى من الصخور وأقوى من النيران وأكثر من الرمال.. إنهم يشربون دماء الأطفال ويبقرون بطون الحوامل وظل الشيخ يردد التتار.. التتار.. التتار حتى استولى الرعب على قلوب المصريين وراح كل رجل يقول لصاحبه: سيدنا الشيخ مكشوف عنه الحجاب وتأكيداً هو يعلم مدى قوة التتار وعلينا الآن البحث عن وسيلة نصالح بها التتار.

 كلام الشيخ جعل "فيران" الشك تلعب فى صدور أولاد البلد فراحوا ينبشون في تاريخ الرجل ويخلعون عنه ثياب القداسة ولم يتوقفوا حتى كشفوا عن مفاجأة تشقق لها قلبى الطفل.

الشيخ لم يكن سوى جاسوس جنده التتار لينشر الرعب في قلوب المصريين. والآن لا أدري لماذا كلما أجبرتني الظروف علي الاستماع إلى الشيخ التليفزيوني وهو يحض ويحرض الناس على "احترام" الجهل.. أو وهو يخطب فيهم عن علماء الغرب الذين سخرهم الله لنا كما سخر الحمير لنقل السباخ.. أو وهو يصرخ اتركوا اليهود يهاجرون إلي فلسطين لكي يتحقق وعد الله لنا ونقضي عليهم بضربة واحدة في معركة واحدة.. أو وهو يصرخ ــ مراراً ــ أنه سجد لله شكرًا على هزيمة بلده.. أو وهو يصرخ ــ مؤخرًا ــ أن أعظم علماء القرن تلميذ خائب .

لا أدرى ــ والله أعلم ــ لماذا أتذكر "الشيخ عبدالعال" وأصرخ أين راحت "فيران" الشك ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة الدستور ــ 7 مايو 1997