الاثنين، 30 يناير 2006

الزرقاوي فتوة الشوارع .. الذى أصبح أسطورة رعب




 


أتى علىّ من الدهر تعلقت فيه بوهم خائب بثته أجهزة إعلام أشد خيبة ( ليس للزرقاوي من وجود وما هو إلا محض أسطورة اخترعها الأمريكان).

كانت قسوة الدم الذي يريقه هذ الرجل بلا حساب تدفعني للتشبث بهذا الوهم الخائب هربًا من كابوس يحاصر أمة لم تعد تملك من أمر نفسها شيئاً، فهي إن نجت من صواريخ بوش لم تفلت من فتاوى الزرقاوي وسيوفه.

شاء صديقي الباحث المهتم بالشأن الإسلامي الأستاذ حسام تمام أن يقطع بسكين اليقين كل حبال الأوهام التي تعلقت بها وأهداني هذا الكتاب الذي سأعرضه عليكم والذي تقول بياناته الرئيسة، إنه كتاب الزرقاوي الجيل الثاني للقاعدة، مؤلفه هو " فؤاد حسين" صحفي، وإعلامي أردني، تعرف علي الزرقاوي عام 1996 أثناء وجودهما معتقلين في سجن سواقة الأردني، وعمل فؤاد مراسلاً حربيًا أثناء الغزو الأمريكي للعراق لصالح تليفزيون المنار.

والطبعة التي معنا هي الطبعة الأولى وصادرة في صيف 2005 عن دار نشر الخيال ببيروت، وعدد صفحاتها 303 صفحات وثمن النسخة عشرة دولارات أمريكية.

ينقسم الكتاب إلى ستة فصول وهي على التوالي "شخصية الزرقاوي"، "أفكار الزرقاوي"، "قالوا في الزرقاوي"، "نبذة عن شخصية بن لادن"، "الزرقاوي من أين وإلى أين؟"، "القاعدة من أين وإلى أين؟"، ثم هناك فصل سابع وأخير وهو "الملاحق الوثائقية" ويشتمل على أبرز سبع خطب ألقاها الزرقاوي.

إن جاز لي أن أحكم علي أهمية الفصول قبل أن أشركك معي في تصفحها لقلت إن أبرز وأهم فصلين هما: "أفكار الزرقاوي" "وقالوا عن الزرقاوي"، فمنهما ستعرف الزرقاوي وكأنك صاحبته.

في الفصل الأول يقول المؤلف: إن أحمد فضيل الخلايلة "المشهور عالميًا باسم الزرقاوي" ولد في مدينة الزرقاء بالأردن في الثلاثين من تشرين أول/ أكتوبر عام 1966 لأسرة فقيرة تنتمي لعشيرة بني حسن وهي من كبري عشائر الأردن وتستوطن البادية الممتدة من حدود الأردن مع العراق وسوريا وصولاً إلى مدينتي الزرقاء وجرش بوسط الأردن.

قبضايات المقبرة

عاش الزرقاوي طفولته في حي شعبي مكتظ بالسكان وعلي مقربة من هذا الحي كانت توجد مقبرة حي المعصوم وهي التي ستصبح مكان لعب ولهو الطفل أحمد فضيل مع أقرانه وفيها عرف الأشرار والأخيار ولم يكن أمامه إلا حماية نفسه بساعديه فعرف عنه أنه أحد قبضايات الحي لا يجرؤ أحد على التعدي على أي من أصدقائه أو أقاربه، واصل الزرقاوي الدراسة حتي الصف الثاني الثانوي وكان أحد المتفوقين إذ حصل على 87% من الدرجات في نهاية العام الدراسي ولكنه لم يكمل تعليمه، وخرج لسوق العمل فعمل فترة لا تتعدى الشهر في قسم الصيانة ولكنه ترك العمل بناء على طلب والده.

مسجد عبدالله بن العباس

عندما غادر الزرقاوي مقاعد الدراسة وعنابر العمل وسن المراهقة عرفت قدماه الطريق إلي مسجد عبدالله بن العباس المجاور لبيته ليصبح المسجد هو بيته الثاني، وفي ساحته تلقفه أصدقاء جدد معظمهم من المنتمين إلى جماعات إسلامية لا تجمع على شيء مقدار إجماعها علي تحريض الشباب على الجهاد والاستشهاد.. يومها كان الجهاد ضد الشيوعيين المحتلين لأفغانستان هو الطريق المتاح لعشاق الاستشهاد مع أن فلسطين كانت الأقرب للعرب عامة وللأردنيين خاصة ولأبى مصعب على وجه أخص بحكم الوجدان والجغرافيا، ولكن هذا ما حكمت به المخابرات الأمريكية والأنظمة العربية.

إذن هاجر أبو مصعب شأن آلاف غيره إلى أفغانستان وكان ذلك في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وكان قبيل هجرته قد استمع إلى محاضرة ألقاها في الأردن عبد رب الرسول سياف المجاهد الأفغاني الشهير، فكانت النقطة الفاصلة التي اتخذ على إثرها قرار السفر إلى حيث يقيم عبدالله عزام وأسامة بن لادن وغيرهما من كبار المجاهدين ضد السوفييت.

الاستماع إلى عبدالله عزام

بعد أن أنجز الزرقاوي تدريبه العسكري، انخرط في صفوف المقاتلين وشارك في فتح خوست عام 1991 وشهد دخول المجاهدين إلي العاصمة كابول كما قاتل على أسخن الجبهات وتحديدًا مع جلال الدين حقاني وقلب الدين حكمت يار وهما الزعيمان الأفغانيان المطلوبان على القوائم الأمريكية إلى جوار رفيقهما الزرقاوي. في أفغانستان تشكل الضلع الثاني من شخصية الزرقاوي علماً بأن الضلع الأول هو علاقته الروحية الملتبسة بالقداسة التي تربطه بأمه والضلع الثالث والأخير هو الانعكاس التاريخي علي شخص الزرقاوي، أما الضلع الذي نحن بصدده فيعني به المؤلف مقابلة الزرقاوي بعبدالله عزام شيخ المجاهدين العرب، وعزام إضافة إلى عصام البرقاوي المعروف باسم أبو محمد المقدسي يمثلان المرجعية الفكرية للزرقاوي. بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان واشتعال القتال بين فصائل المجاهدين لم يعد للأفغان العرب عدو، فعاد من استطاع منهم إلي بلده ليبحث عن عدو جديد، وكان الزرقاوي أحد هؤلاء العائدين.

التنظيم الأول



عندما عاد الزرقاوي إلى بلده التقي مجدداً بأبي محمد المقدسي الذي سبق له مقابلته في بيشاور بباكستان .

أبو محمد المقدسي "عصام البرقاوي" أنهي تعليمه في السعودية متخصصاً بالعلوم الشرعية، هو فلسطيني المولد كويتي الإقامة، له كتب شهيرة يحرص شباب الجماعات الإسلامية على مطالعتها ومن أشهرها كتابه: "ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين"، وهو مكرس لفكرة التوحيد لله وتكفير كل من يحكم بغير الشريعة الإسلامية، أما الكتاب الثاني فهو: "الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" وكان لهذا الكتاب أهمية قصوى في زرع بذور العنف الذي تشهده السعودية إذ اعترف الذين قاموا بتفجيرات الخبر، والرياض، في منتصف التسعينيات أنهم تأثروا بمؤلفات المقدسي، بل إن أحد المتهمين وهو عبدالعزيز المعتصم قال قبل إعدامه إنه التقي المقدسي في الأردن وأخذ منه مؤلفاته وعمل على نشرها في جزيرة العرب.

وإذا كان ذلك حال من قرأ للمقدسي فكيف سيكون حال الزرقاوي الذي أسس مع المقدسي تنظيم "جماعة التوحيد" في عام 1993، الزرقاوي والمقدسي حددا لتنظيمهما هدفين، الأول: تعبئة الشباب بالفكر الذي يؤمنان به كمرحلة أولى تنتهي بجمع السلاح والتدريب على القتال والهدف الثاني القيام بعمليات ضد إسرائيل.

المقدسي المتخصص في العلوم الشرعية تولي تحقيق الهدف الأول وقام بإلقاء الدروس والمحاضرت في المساجد وأماكن تجمع الشباب بهدف ضمهم إلى التنظيم.

ولأن الزرقاوي وصاحبه كانا عديمي الخبرة التنظيمية فقد وقعا وأصحابهما في أيدي الأمن وذلك في 29 آذار مارس عام 1994 وقدموا للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة في قضية أطلقت عليها السلطات الأردنية اسم "بيعة الإمام".

مؤلف يلتقي ببطله

بعد انتهاء التحقيقات انتقل أبو مصعب والمقدسي، وأصحابهما إلى سجن سواقة، الصحراوي وهو على بعد 85 كم جنوب العاصمة عمان.

كان السجن وقتها يضم أكثر من 6 آلاف معتقل من أشهرهم "عطا أبو الرشقة" قائد حزب التحرير في الأردن وهو الآن أمير الحزب على مستوى العالم، والنائب الإسلامي والنقابي الشهير المهندس ليث شبيلات بعد قليل سيستقبل السجن، مؤلف كتابنا فؤاد حسين على إثر مقالات كتبها منتقداً رئيس وزراء الأردن أيامها عبدالكريم الكباريتي.

كان أول من استقبل مؤلف كتابنا هو النائب ليث شبيلات الذي حذره من زيارة غرفة الزرقاوي وجماعته قائلاً له: "أنا نائب طروحاتي ومنطلقاتي إسلامية ولا يقبلونني فكيف ستكون نظرتهم إليك، وأنت لست إسلاميًا؟".

ولما رأى شبيلات إصرار فؤاد على مقابلة أبي مصعب وجماعته قال له: كن حذرًا في كلامك معهم فإن ضيوفك كوباً من الشاي فهذا مدعاة اطمئنان وإلا فأحسن الخروج من عندهم بسرعة".

دخل مؤلف كتابنا فؤاد حسين غرفة الزرقاوي وفاز بكوب شاي الضيافة وتلقى ترحيبًا جميلاً من أبي مصعب، خاصة وقد وعد فؤاد بنشر روايتهم لقضيتهم بعد الإفراج عنهم. خلال تلك المقابلة كان أبو مصعب صامتًا وتولى المقدسي الكلام فقط قال أبو مصعب إنه سجن بزنزانة انفرادية على مدى ثمانية أشهر ونصف الشهر فقد فيها أظافر قدميه جراء التعذيب الشديد الذي تعرض له.

يشهد المؤلف أن أبا مصعب في سجنه كان قليل الكلام لا يهتم سوي بحفظ القرآن وقيام الليل والتعمق في القراءات الدينية مع اهتمامه البالغ بالتمارين الرياضية.

وكان الزرقاوي في سجنه يتعامل بشخصيتين الأولى: مع جماعته إذ كان لهم الأب الحاني الكريم الودود اللطيف يحرم نفسه من النقود القليلة التي هو بأمس الحاجة إليها ويعطيها لأي من رفاقه إذ شعر بحاجته إليها، بل ويخلع ثيابه ويهديها لرفيقه إذا أبدى إعجابه بها ولكنه ينزل العقاب بأي شخص من أعضاء مجموعته إذا خالف الأوامر أو خرج عن رأي الجماعة.

الشخصية الثانية يصفها المؤلف بأنها غاية الجلافة، ويتعامل بها مع كل الجهات الرسمية، ولم يكن يسمح لأي جهة رسمية بالتعامل مع جماعته إلا من خلاله هو، كما كان يميل إلي الانطواء والعزلة لدرجة أنه كان يلقب بـ "الغريب" وهو اللقب الذي عرف به في أفغانستان وكان أحب الألقاب لديه.

المؤلف يخرج الزرقاوي من الحبس الانفرادي.

يحكي فؤاد حسين أنه بعد أسبوع من وصوله إلى السجن تلاسن الزرقاوي مع حارس أراد كسر شوكة الزرقاوي أمام جماعته، فما كان من إدارة السجن إلا إيداع أبو مصعب في زنزانة انفرادية، المقدسي منظم التنظيم ومفكره حاول مفاوضة إدارة السجن لإخراج الزرقاوي من الحبس الانفرادي، ولكنه فشل وعلى ذلك اقترح المعتقلون السياسيون ــ وكانوا من شتي أطياف المشهد السياسي الأردني ــ أن يفاوض فؤاد حسين الإدارة نيابة عن الجميع مع تضامن كل المعتقلين مع أبي مصعب بعد جهد نجحت المفاوضات وعاد الزرقاوي إلى غرفته مع جماعته ويومها أدرك المؤلف أن أبا مصعب الزرقاوي لن يعود إلى الأردن ثانية إن تمكن من مغادرتها.

سيرة نور الدين زنكي

لماذا اختار أبو مصعب الزرقاوي العراق لتكون قاعدة انطلاقة نحو تحقيق حلم دولة الإسلام؟ يجيب مؤلف كتابنا فؤاد حسين: أن الزرقاوي وقع في هوى شخصيتين من شخصيات التاريخ الإسلامي، الأولى هو نور الدين زنكي والثانية هو صلاح الدين الأيوبي، وهذا هو ما سبق للمؤلف أن أطلق عليه "الانعكاس التاريخي"، وهو الضلع الثالث من أضلاع شخصية الزرقاوي.

كان أبو مصعب أينما حل أو ارتحل يبحث عن الكتب التي تتحدث عن زنكي، أو صلاح الدين، فزنكي انطلق من "الموصل" بالعراق، إلي بلاد الشام ليواجه الصليبيين، أما صلاح الدين الأيوبي فقد أكمل الشوط وصولاً إلى مصر. من هنا يمكننا فهم لماذا العراق؟ إنها محطة البداية وبغداد مع دمشق والقاهرة عواصم ثلاث يراها أبو مصعب القاعدة الذهبية لإقامة دولة الإسلام كما سبق وأن رآها زنكي وصلاح الدين.

الزرقاوي يكفر القاضي

عندما جاء وقت المحاكمة، ترافع أبو مصعب عن نفسه، لم يلجأ إلى الدفاع، بل بادر بالهجوم وقف أمام قاضيه وصرخ "أيها القاضي بغير ما أنزل الله تعلم أن خلاصة دعوتنا متمثلة بقوله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"، فالقضية ليست قنابل وسلاح وإنما هي قضية دعوة ، توحيد ودين، أيها القاضي بغير ما أنزل الله إذا عرفت هذا وظهر لك الكفر البواح والشرك الصراح واتخاذ غير الله مشرعًا، عرفتم أن كل من قبل بهذا قد اتخذ المشرعين أرباباً من دون الله، يشركهم مع الله في عبادته.

بعد مضي حوالي ست سنوات على سجنه غادر أبو مصعب المعتقل في آذار/ مارس 1999 نتيجة عفو ملكي أصدره الملك الشاب عبدالله الثاني مزيحاً عن كاهله إرث خصومات والده الملك الراحل. غادر الزرقاوي المعتقل لتبدأ الحلقة الثانية في مسلسل حياته.

العودة إلي أفغانستان

فور مغادرته السجن توجه الزرقاوي إلى باكستان تمهيداً للسفر إلى الشيشان ليواصل مواجهته مع الروس، السلطات في باكستان ألقت القبض عليه بسبب انتهاء مدة إقامته القانونية، ولذا لم يكن أمامه سوى الدخول إلى أفغانستان لأن خيار العودة إلي الأردن لم يكن مطروحاً أصلاً.

في تلك الأيام كان الصراع علي أشده بين الأفغان. نأى الزرقاوي بنفسه عن ذلك الصراع وعاد إلى أحضان القاعدة التي لم يكن علي وفاق معها لأنه يراها ــ هنا أرجوك وضع كل علامات التعجب ــ ليست متشددة كما ينبغي.

الكلام عن الهجرة الثانية لأفغانستان يلزمنا بأن نقفز من الفصل الأول الذي نعرضه إلي الفصل الثالث الذي عنوانه: "قالوا عن الزرقاوي"، فهناك سنجد تاريخًا مفصلاً لإقامة أبي مصعب الثانية في أفغانستان وذلك من خلال شهادة الرجل الثالث في تنظيم القاعدة محمد المكاوي، المعروف باسم سيف العدل التي أرسل بها للمؤلف فؤاد حسين.

شهادة محمد مكاوي

يجدر بنا قبل عرض شهادة محمد مكاوي أن نشير إلي أن المؤلف قد حصل علي شهادتين أخريين الأولى لـ "المقدسي" "الأب الفكري" للزرقاوي، والثانية لـ "أبو المنتصر" رفيق الزرقاوي في سجنه وسنعرض لهما في موضوع لاحق.

كما لا تفوتنا الإشارة إلي أن مكاوي المعروف باسم سيف العدل، هو من كان ضابط القوات الخاصة بالجيش المصري برتبة مقدم واشترك في إعادة تنظيم الجهاد، ثم أصبح الرجل الثالث في القاعدة.

يقول محمد مكاوي: فرحنا كثيراً بإطلاق سراح الزرقاوي وجماعته في أوائل 1999 ولم نفاجأ بوصولهم إلى باكستان لأن المعلومات المتاحة لنا كانت تشير إلى أن أبا مصعب يقصد الذهاب إلى الشيشان عبر باكستان، وبعد مشاكله مع الأمن الباكستاني، دخل أبو مصعب إلى أفغانستان وذهبت إلي مقابلته في بيت الضيافة المخصص لإقامة الضيوف والقادمين الجدد.

استقبلني أبو صعب وكان معي أخ مصري من تلاميذ الشيخ عمر عبدالرحمن، ووجدت أبا مصعب رجلاً صلب البنية لا يتقن فن الكلام كثيراً، يعبر عما يجول في نفسه بكلام مقتضب، لا يتنازل عن شيء يقتنع به لا يهادن ولا يساوم لديه هدف واضح يسعي لتحقيقه وهو إعادة الإسلام إلى الحياة البشرية، تجربته في الحياة والعمل ليست كبيرة ولكن طموحه كبير.

تحدثنا على مدار خمس ساعات سمعنا منه ولم نناقشه لحرصنا على كسبه إلي جانبنا وكانت خلافاته الفكرية مع القاعدة تنحصر في: قضية الولاء والبراء وما يتعلق بهما من مواضيع التكفير والإرجاء.

يواصل مكاوي شهادته قائلاً: في صبيحة اليوم التالي على مقابلتي بالزرقاوي اجتمعت مع الشيخين بن لادن والظواهري وحصلت منهما على تفويض بالتعامل مع الحالات التي تشبه حالة أبي مصعب وذلك لحرصنا علي التواجد في منطقة الأردن وفلسطين تمهيداً للمواجهة مع إسرائيل.

يواصل "محمد مكاوي" سرد شهادته التي كتبها بخط يده وأرسلها للمؤلف فيقول بعد حصولي على موافقة بن لادن والظواهري بالتعامل مع حالة الأخ أبو مصعب قابلت أبا مصعب وعرضت عليه مشروع تعاونه مع القاعدة، كانت النقطة الأساسية في المشروع تقوم علي ضرورة إيجاد منطقة في أفغانستان يتم فيها إنشاء معسكر بسيط للتدريب اليومي يقوم الأخ أبو مصعب بالإشراف عليه ويهدف المعسكر إلى استقطاب إخوة من الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وتركيا لأهمية تلك المناطق بالنسبة للقاعدة.

وبالفعل نجحنا في إقامة العسكر بمدينة "هيرات" وهي أقرب مدينة أفغانية إلى الحدود الإيرانية، وكان هذا الاختيار مهما لأن إيران أصبحت معبرًا للإخوة بعد أن فقدنا معبر باكستان التي راحت تضيق علينا وعلى تحركنا.

بدأ أبو مصعب التدريب ولم يكن معه أيامها سوي الأخ خالد العاروري والأخ عبدالهادي دغلس إضافة إلى اثنين من سوريا أي أن كل المعسكر كان خمسة أفراد.

ذهبت بعد شهر لزيارة المعسكر وكانت معي ثلاث سيارات محملة بما يلزم الإخوة من مواد، فوجدت الوضع مختلفاً إذ إن أسرة سورية قادمة من تركيا قد انضمت إلى المعسكر مما جعل طعام أبو مصعب جميلاً وشهياً.

تبين لي أن الزرقاوي قد أنجز خمس خطوات حاسمة خلال شهر واحد.

1- استطاع ورفاقه تمتين علاقتهم مع الإخوة في طالبان الموجودين في منطقة المعسكر، وهو الأمر الذي جعل مسئولي طالبان مستعدين لوضع إمكاناتهم في خدمة المعسكر.

2- العدد الذي تركناه في المعسكر كان خمسة أفراد فقط أصبح الآن 18 شخصاً .

3- بالتعاون مع السوريين أعد أبو مصعب برنامجاً عسكرياً وثقافياً وتعبويًا رائعًا.

4- رسم الزرقاوي ورفاقه تصورًا لمجتمع متكامل في ظل توقعاتهم بأن المئات من الإخوة وعوائلهم سوف يصلون إلى هيرات قريباً.

5- أرسل أبو مصعب إشارة إلي إخوانه بالأردن يبشرهم فيها بنجاحه في أفغانستان ويطلب إرسال عياله وعيال خالد وعبدالهادي وكذلك فعل الإخوة السوريون وهذا يدل على قناعتهم بنجاح المشروع.

انهيار طالبان

نصل إلي الجزء الأخير من شهادة محمد مكاوي وهو خاص ببداية الاحتلال الأمريكي لأفغانستان يقول مكاوي: إن تعاوننا مع إيران كان مع أفراد مخلصين شديدي العداء لأمريكا واليهود ولم يكن هناك تنسيق مع الحكومة الإيرانية، فعندما بدأت الحرب كانت منطق هيرات التي بها معسكر الزرقاوي تضم نسبة مهمة من الشيعة الذين استغلوا قصف الأمريكان لمعسكرات طالبان وقاموا بالسيطرة على المدينة وأسر مجموعة من رفاق الزرقاوي، الذي جمع 25 مقاتلاً من جماعته وصلى بهم صلاة الحاجة ثم هاجم المنطقة التي احتجز فيها الشيعة أصحابه واستطاع تخليص أصحابه من الأسر في مهمة شبه مستحيلة.

ثم قام الزرقاوي بالخروج من هيرات متوجهاً إلى مركز القاعدة وطالبان في قندهار في قافلة مكونة من 135 سيارة كان الطريق إلى قندهار طويلاً والطيران الأمريكي يحلق ويحوم فى كل أرجاء أفغانستان إلا أن القافلة وصلت إلى قندهار سالمة.

بعد انتهاء المعارك الرئيسية اختار أبو مصعب ورفاقه من الأردنيين والفلسطينيين الذهاب إلى العراق وذلك لاقتناع الزرقاوي بأن أمريكا ستغزو العراق لا محالة ويجب عليه أن يكون بانتظارها.

كنت متفقاً مع رأي الزرقاوي وأري أن دخول أمريكا للعراق سيتيح لنا لعب دور مهم في المقاومة مما يمثل فرصة تاريخية لإقامة دولة الإسلام.

حاولنا عبور إيران كما كنا نفعل إلا أن الأمريكان كانوا قد لمسوا أن الإيرانيين يغضون الطرف عن نشاطنا فشن الأمريكان حملة إعلامية مركزة على طهران دفعت الحكومة الإيرانية إلى ملاحقة واعتقال المنتمين إلينا لدرجة أن 80% من قوات الزرقاوي وقعوا في الأسر وهو الأمر الذي أفشل وأربك خطط القاعدة بنسبة لا تقل عن 75% من مجمل خططنا.

أخيراً ورغم كل شيء وصل الزرقاوي إلي العراق قبل الغزو الأمريكي وكان الإخوة في جماعة أنصار الإسلام، في شمال العراق مستعدين لتقديم أي معونة نطلبها ومن الشمال العراقي وصل أبو مصعب إلى وسط العراق حيث يعيش السنة لقيادة المواجهة مع الأمريكان.

شهادة المقدسى

بانتهاء شهادة محمد مكاوي التي عرفنا منها طرفًا من تاريخ عداوة الزرقاوي للشيعة، إضافة إلى تعاون إيرانيين مع القاعدة ننتقل إلى شهادة الأب الفكري للزرقاوي ونعني به عصام البرقاوي أبو محمد المقدسي.

بداية أعتذر لأنني لن أستطيع ترك الساحة لأبي محمد المقدسي يتكلم كيف يشاء، وهذا لأن شهادة الرجل عنوان على التناقض فهو كتبها في سجن قففقا بالأردن في جمادي الثانية 1425 الموافق أيلول سبتمبر 2004 يبدأ الرجل شهادته التي أرسلها للمؤلف بلحظة القبض عليه وعلى الزرقاوي وكيف مكثا شهوراً في زنازين المخابرات وكيف جهربعقيدته في وجه أعداء الله وصارحهم بكفرهم وكفر أسيادهم وطواغيتهم في الزنازين ومكاتب التحقيق ابتداء وبعد ذلك في المحاكم والسجون.

تخيل كل هؤلاء كفار وقبلهم الدولة السعودية، ومع الدولة السعودية النائب الإسلامي ليث شبيلات كما يأتي بيانه، ومع ذلك يختار المقدسي لشهادته عنوان "الزرقاوي مناصرة ومناصحة". وإن كنا نعرف أن المقدسي يناصر الزرقاوي فإننا لا نعرف كيف سينصحه ولا بأي شيء ينصحه.

بعد أن حكم منظر الزرقاوي بالكفر على الذين مر ذكرهم نصح الزرقاوي بعدم استهداف غير المقاتلين من أبناء العراق حتي لو كانوا كفاراً أو من النصاري، يا سلام ما أعظمها من نصيحة تصدر من رجل يحب التكفير محبته لعينيه، وبعد تلك النصيحة يحاول المقدسي الهروب من مسئوليته عن الدماء التي سفكت بسبب كتبه التي خطها بيمينه، فيقول ناصحاً للزرقاوي: يجب التحرز من سفك دماء المسلمين، ولو كانوا فجاراً أو عصاة.

بعد ماذا يا سيدنا؟ كيف لمفتي الدماء أن ينصح بعصمتها؟

عموماً تمضي الشهادة على هذه الوتيرة، رجل يحاول الهروب مرتدياً قناع المخلص الأمين على دماء المسلمين التي أهدرها بكتبه.

شهادة أبو المنتصر بالله محمد

تكتسب هذه الشهادة أهميتها من كونها تفضح ولع المقدسي بالتكفير وولع الزرقاوي بحب الإمارة والنرجسية المفرطة.

كان أبو المنتصر من المؤسسين لتنظيم دعوة التوحيد مع الزرقاوي وخالد العاروري والمقدسي، عندما تم اعتقال الجميع وفي ظلمة الزنازين تكشفت كل الحقائق لأبي المنتصر الذي يقول: شعرت أن أحمد فضيل "الزرقاوي" يتصرف لإمارته وأن المقدسي يتصرف لمشيخته، ، شعرت فيما يكتبه أنه لم يكن خالصاً لله بل ليقال بأن الشيخ كتب كذا وفعل كذا.

وحين تسلم أبو مصعب الإمارة في السجن أصدر أمراً بعدم مخالطة الإسلاميين المتهمين في قضايا أخرى، وحين تم سجن النائب شبيلات وتم وضعه في زنزانة انفرادية، تحرك أبو مصعب والمقدسي على الفور وقام المقدسي بكتابة وريقات لليث يكفرونه فيها بسبب تواجده في البرلمان.

عذراً أخي القارئ فهذه الجملة على وجه التحديد تجعلني أقطع سياق الشهادة وأتحسس رقبتي بل ورقاب كل العالم ماعدا الزرقاوي وجماعته إذ إنهم يرون كل منتسب للبرلمان والديمقراطية والقانون والدستور و... كافراً وهنا كان الواجب على مؤلف الكتاب الأستاذ فؤاد حسين أن يفتح أقواساً يناقش فيها تلك الفتاوى التي هي أشد خطراً من السيارات المفخخة، لأن معناها بكل بساطة أن أي متعامل مع أي شكل من أشكال الديمقراطية هو كافر دمه مباح ولا ندري بأي شكل من أشكال الحكم سيحكم الزرقاوي إن استطاع إقامة دولة الإسلام.

الآن نعود لسياق الشهادة يقول أبو المنتصر: إن الزرقاوي والمقدسي دسا الوريقات من تحت باب زنزانة ليث لتصل إليه، ثم قاما بنسخها وإرسالها لخارج السجن.

طبعاً ليعلم من لم يعلم حكم الزرقاوي والمقدسي على دم ليث شبيلات بالاستباحة ثم أمر الزرقاوي جماعته بمقاطعة الكافر ليث شبيلات ولكن أبو المتنصر تحدى هذا الأمر وذهب للسلام على ليث، وهو الأمر الذي أغضب أبا مصعب كثيراً وجمع أفراد جماعته وجدد أمره بعدم الكلام مع ليث شبيلات لأنه رجل متبوع وهو على الكفر لأنه نائب في البرلمان.

المفتي الكذاب

يواصل أبو المنتصر شهادته فيقول: إن أبا مصعب والمقدسي قررا الجلوس مع عطا أبو الرشتة مسئول حزب التحرير لتعرض كل جماعة ما عندها من أفكار على الجماعة الأخرى، وبالفعل بدأت الجلسة وتناقش الفريقان في مسألة تعريف الإيمان، وبعد انتهاء الجلسة الأولى يقول أبو المنتصر: فور عودتنا إلى غرفتنا أخذ المقدسي مفتي الزرقاوي يسطر أوراقاً بعنوان كبير "مناظرة المقدسي مع عطا أبو الرشتة".

مجدداً يؤكد أبو المنتصر أن المقدسي سطر الأوراق لينال بها الشهرة لأن ما حدث لم يكن مناظرة بحال من الأحوال.. نشر المقدسي أوراقه داخل السجن مما أغضب جماعة حزب التحرير التي تكلم بلسانها وليد حجازي والذي قال للمقدسي:

حجازي: يا أبا محمد ألم نتفق على أن الجلسة كانت للمناقشة فحسب؟

المقدسي: نعم هو كذلك.

حجازي: إذن لماذا كتبت أوراقاً ونشرتها دون أن تعلمنا؟

المقدسي: أنا لم أفعل.

حجازي: بل فعلت.

المقدسي: والله العظيم لم أفعل.

يعود أبو المنتصر ليصف كيف انتهت تلك المواجهة فيقول: إن وليد حجازي أخرج من خلف ظهره الدفتر الذي يحمل ورق المقدسي بخط يده وقال للمقدسي: لا تحلف فها هو الورق، ذهل المقدسي من هول المفاجأة ولم يدر بماذا يجيب.

يقول أبو المنتصر: لقد تكلمت على انفراد مع الزرقاوي وعضو الجماعة سليمان ضمرة وقلت: لهما يا أبا مصعب أنت الأمير وأنت تعلم أن المقدسي يحلف كذباً، كما فعل من قبل مع ليث شبيلات فكيف ترضي وتسكت؟ قال أبو مصعب: كلامك صحيح وسأراجع المقدسي وإن شاء الله سينصلح الأمر.

تكفير حركة حماس

مر بك أخي القارئ أن الزرقاوي وجماعته قد حكموا بالكفر على الدولة السعودية، وعلى قضاة المحاكم، وعلى ليث شبيلات وعلى كل من ينتسب للديمقراطية بنسب وجاء الآن الدور على الغلابة المساكين في حماس.

يقول أبو المنتصر: أستفتي بعض الإخوة داخل وخارج السجن المقدسي في عمليات حماس الاستشهادية ضد إسرائيل فقال المقدسي: إن هذه العمليات محرمة لكونها انتحاراً.

عذراً مجدداً إذ أقطع سياق الشهادة لأقول: إذ كان الزرقاوي ومفتيه يحكمان بحرمة تلك العمليات فلماذا يحصد الزرقاوي بسياراته المفخخة مئات العراقيين شهرياً، أم أن قتل العراقيين حلال وقتل الصهاينة حرام؟ أم أن الموضوع فيه كما يقولون "إن" أو سر خفي.

تصدي أبو المنتصر وعطا أبو الرشتة لفتوي المقدسي فما كان منه لأنه مراوغ كذاب ــ إلا أن أخرج فتوي جديدة يصفها أبو المنتصر بأنها فتوى الـ "لعم" أي أنها ليست بلا ولا بنعم وتجمع في الوقت نفسه بين نعم ولا.

ثم حدث أن استشهد قائد حماس الشهير الشهيد يحيي عياش فكتب أبو المنتصر قصيدة في رثاء عياش فغضب الزرقاوي وجماعته جداً لأنهم هكذا ببساطة كانوا يكفرون حماس وقادتها ومنهم المهندس يحيي عياش.

يختم أبو المنتصر شهادته قائلاً: إنه غادر السجن قبل الزرقاوي بعامين ولما تم الإفراج عن الزرقاوي ذهب إلى أبى المنتصر عارضاً عليه فتح صفحة جديدة وأن يعودا للعمل سوياً ولكن أبو المنتصر رفض العمل مع الزرقاوي وانقطعت بينهما كل السبل.

لماذا الشيعة؟

مر بنا موقف الزرقاوي من إيران التي اعتقلت 80% من قواته ومن الشيعة الذي أسروا قواته في هيرات، ولذا فقد جعلهم هدفاً يسدد إليهم ضرباته، فأرسل سيارة مفخخة يقودها الشيخ ياسين والد زوجته لتغتال محمد باقر الحكيم القائد الشيعي المعروف، ثم توالت عمليات الزرقاوي ضد الشيعة إلى أن وضع هو بنفسه النقاط على الحروف وقال في رسالة وجهها إلى الأمة الإسلامية: "يخطئ من يظن أن الشيعة من الإسلام وينبغي أن تعلمي أمة الإسلام أن التشيع دين لا يلتقي مع الإسلام إلا كما يلتقي اليهود مع النصارى تحت اسم أهل الكتاب وبعد هذا الجزم بكفر الشيعة عامة، يحملهم الزرقاوي كل مصيبة وقعت في دار الإسلام، فهم عنده من جلبوا التتار إلى بلاد الإسلام كما أنهم حلفاء اليهود والنصارى.

حقيقة يبدو موقف الزرقاوي من الشيعة منطقياً فالذي يكفر عضو برلمان لأنه عضو برلمان من السهل عليه تكفير أي أحد آخر.

بن لادن والسعودية

ولأن بن لادن هو رأس هذا الأمر كله يفرد له المؤلف فصلاً كاملاً وهو الفصل الرابع تحت عنوان "نبذة عن شخصية بن لادن".

وقد حفلت هذه النبذة بمعلومات كثيرة معروفة، وبأخرى أظنها لم تنشر من قبل، وحتى إن كانت قد نشرت فهي تلقي الضوء على خلافات الزرقاوي مع القاعدة بصدد الشأن السعودي.

يذكر المؤلف أن بن لادن كان قد عاد إلى بلده السعودية بعد الانسحاب الروسي من أفغانستان وكانت الهموم العامة للمسلمين تلح عليه فألقى محاضرة علنية في عام 1989 حذر فيها من خطورة النظام العراقي وتنبأ بأن صدام حسين سيقوم بغزو الكويت، هنا يجوز لي أن أفتح قوساً لأقول هل يمتلك بن لادن جهاز استخبارات فضح له أطماع صدام؟

يقول مؤلفنا الأستاذ فؤاد حسين إن المسئولين السعوديين ضاقوا بمحاضرة بن لادن، خاصة والسعودية في تلك الأيام كانت من أقوى حلفاء العراق في حربه مع إيران، وكان الملك فهد عائداً لتوه من زيارة للعراق.. وعليه فقد وجهت وزارة الداخلية السعودية تحذيراً لبن لادن بعدم ممارسة أي نشاط علني.

رسالة إلي الأمير

رغم هذا التحذير بادر بن لادن وكتب رسالة إلى الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود تضمنت نصائح عامة بضرورة إجراء إصلاحات شاملة في سياسة المملكة، ونصائح خاصة كرر فيها توقعه بغزو صدام للكويت وضرورة الاستعداد لمواجهة هذا الغزو.

وقد حرص الأمير نايف على مقابلة بن لادن حين بلغته نبوءة بن لادن حول أطماع صدام.

ثم تحقق توقع بن لادن واجتاح صدام الكويت، فقام بن لادن بكتابة رسالة ثانية ورفعها لحكومة بلاده شرح فيها وجهة نظره حول الطريقة المثلى لحماية السعودية من الخطر العراقي وقدم مجموعة اقتراحات لتعبئة الأمة ضد هذا الخطر وأضاف عرضاً بجلب جماعته من المجاهدين ليساهموا في عملية الدفاع هذه، وكان رد الحكومة العملي علي هذه الرسالة هو استدعاء الأمريكان، فجن جنون بن لادن وبدأ نهر الدم في الجريان ولم يتوقف بعد.

هذه اللمحة عن علاقة بن لادن بالحكومة السعودية تكشف لنا عن خلافه مع الزرقاوي الذي يري بداية أن الحكومة السعودية كافرة وبالتالي فصدام كافر ولا خير في إنقاذ أحد الكافرين، أما بن لادن فكان على استعداد للتحالف مع الحكومة السعودية ضد صدام ولما لم يسمع له أحد، فقد كان ما كان وما هو كائن.

بعد هذا العرض الموجز لهذا الكتاب الخطير نسأل علماء الإسلام متى يتصدون بجدية لفتاوى التكفير التى تدفع الأمة ثمنها كل يوم بل كل ساعة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في جريدة القاهرة ــ 31 يناير 2006