الثلاثاء، 3 أكتوبر 2006

الأمريكان يكذبون على المسيح



فضحتهم كاتبة خطابات الرئيس جونسون
الأمريكان يكذبون على المسيح ويصورونه جنرالاً يأمر باطلاق الصواريخ النووية



الصهانية يحاولون هدم المسجد الأقصى، جملة نسمعها ونقرأها منذ عقود ، ومن كثرة تكراها فقدنا الاهتمام بها والبحث وراءها، ولا أكتمك أننى كنت واحدا من الزاهدين فى تلك الجملة ،حتى وقع فى يدى كتاب يحمل عنوان (اجبار يد الله ) تحرج ناقله الى العربية الأستاذ محمد السماك من كلمة (اجبار )فنقله تحت عنوان ( يد الله ) والكتاب من تأليف (جريس هالس ) وهى كاتبة صحفية أمريكية ، كانت من كبريات موظفات البيت الأبيض ، وترقت فى المناصب العليا حتى أصبحت محررة خطابات الرئيس الأمريكى الأسبق >ليندون جونسون < .

تقول جريس فى كتابها أن الأمريكان لا الصهاينة هم الذين يسعون لهدم الأقصى،لماذا يا ترى ؟

من واقع مقابلات أجرتها المؤلفة مع المتورطين فى تلك المؤامرة تؤكد المؤلفة أن الأصوليين الأمريكان يؤمنون إيمانا راسخا بأن الله لا يريدهم دعاة سلام ،وانما يطالبهم بشن حرب نووية تدمر الكرة الأرضية الفاسدة ،ولكى تندلع الحرب النووية فلابد من استفزازالمسلمين بهدم الأقصى ، وساعتها سيندفع المسلمون لساحة الحرب ، فيقصفهم الأمريكيون بالصواريخ النووية، بل ان المسيح ذاته سينزل الى الأرض مرتديا زى جنرال ويأمر باطلاق الصواريخ النووية على أعدائه لكى تسود المسيحية الحقة .

وتواصل المؤلفة تقديم أفكار الأصوليين الأمريكان فتقول انهم يؤمنون بأنهم سيشاهدون فناء الكون جـالسين فى أمان بشرفات منازلهم لأنهم وحدهم المؤمنون حقا .

والأمر لايقف عند حد الايمان >النظرى <اذ ان المؤلفة وفى سياق استعراضها لمحاولات الأصوليـين هدم الأقصى تقول ان عام 1999 شهد قيام جماعة أمريكية تعرف باسم>دنفر <بالسفرالى فلسطين لهدم الاقصى لكى تنشب الحرب التى لا تبقى ولا تذر،وتؤكد المؤلفة أن ثلث المقيمين فى المستوطنات هم من الأمريكان الذين يمولون العمليات التى سجلت تقدما كبيرا فى عام 1985 بنجاح منظمة تدعى > جوش ايمونيم< أى الجماعة المؤمنة فى الاتفاق مع طيار حرب (اسرائيلى ) على قصف الأقصى على أن تتولى الجماعة الهجوم البرى ، وقد قامت الجماعة ببناء مجسم للأقصى لأجراء التدريبات على هدمه، وقبيل تنفيذ الهجوم اعتقلت قوى الامن المتورطين فى تلك المؤامرة وقدموا للمحاكمة ،وفى اثناء محاكمتهم عوملوا معاملة الأبطال ، ولم يحكم على أحد منهم بالسجن بل بغرامة مالية بسيطة سرعان ما دفعها الأمريكان

اذن الأمر جد لا هزل فيه ،والأمريكان يخططون لاشغال حرب تدمر على الأقل قدرات هذا الجزء من العالم وهم فى سبيل ذلك يكذبون على سيدنا المسيح ويشوهون رسالته ، فمتى كان المسيح داعية انتقام وتدمير ، حتى يأتى المتطرفون ويصوروه فى صورة جنرال يأمر باطلاق الصواريخ النووية ؟ !.

محاولات الأمريكان هى حلقة فى سلسلة لا تستهدف الإسلام فقط بل تستهدف مع الإسلام معنى الدين وقيمته أيا كان اسمه وأيا كانت أهدافه ، فقبل سنوات خرج مؤرخون ايطاليون على العالم بكتابات تزعم براءة> نيرون < من تهمة احراق روما ، لأن المؤرخين اكتشفوا . هكذا فجأة . أن الذين أحرقوا روما هم المسيحيون الأوائل !!

ولا يعرف عاقل كيف يصدق هذه الكذبة لأن المسحيـين الأوائل كانوا يتعرضون ليلا ونهارا لأبشع أنواع الاضطهاد وكانت أقصى آمالهم ان يحافظوا على حياتهم ودينهم ،فكيف لهم القيام باحراق العاصمة الأعظم فى العالم القديم ؟كان هدف المؤرخين واضحا وهم اعلان براءة الوثنيـين وادانة الدينيـين .

الغرب لأهدف اقتصادية أولا وأخيرا يريد اخراج ( الدين ) بمعناه الشامل من معادلة الحياة البشرية ، ونلاحظ ذلك بوضوح تام فى القصص التى كتبها قاص من الدانمارك وسبقت ظهور الرسوم المسيئة للرسول بقليل فى احدى أبرز قصص هذا القاص والتى تحمل عنوان ( حذاء الله ) يصور القاص رب العزة عز وجل وقد جلس على حافة السماء يمرجح قدميه فى الفضاء فيسقط أحد نعليه ، فيغادر الله السماء نازلا الى الأرض بحثا عن الحذاء فلا يجده لأن البشر الملاعين قاموا باخفاء الحذاء طبعا معنى القصة واضح وهو يؤكد أن الله –عز وجل – ليس كلى المعرفة ولا القدرة لأن لايعرف أين أخفى البشر الحذاء كما انه لايستطيع العثور على الحذاء هذه الروح الالحادية تساندها دعاوى اجتماعية تهدف لهدف البناء الأسرى لصالح كل ما هو شاذ فالذى يسخر من محمد والمسيح ، هو ذاته الذى يهلل فرحا اذا تزوج رجل رجلا او تزوجت امرأة امراة :

المشكلة تجاوزت الغرب الذى يعلن بوضوح عن مخططاته ، والكرة الآن فى ملعب المؤمنين ولا سيما المسلمين منهم ، فالغرب يخطط لجر المسلمين الى معارك جانبية تستهلك قواهم وتستنفد ما بقى من امكانياتهم ليتم صرف أنظار الجميع عن الذى تقوده أمريكا فى أكثر من بقعة من بقاع العالم .

ان تاريخ الاساءة الى الرسول والى الاسلام يعود لأول يوم صرح فيه الرسول برسالته ،فيومها قال له أبو لهب :تبا لك ، ثم سجل القرآن كل الاتهامات التى اتهم المشركون النبى بها وكل السباب الذى وجهوه اليه ، بداية من قولهم انه شاعر ، وكاهن ، وساحر ، ويتعلم القرآن على يد بشر ، ومفرق للجماعة .

اذن الأمر قديم جدا ، فما الذى حدث للمسلمين حتى أصبحت كلمة حقيرة تصدر من تافه تجعلهم يتجاوزون حدود الغضب العاقل الى حالة من التخبط الذى تكون عواقبه عادة أوخم من عواقب سباب الجهلاء ؟ لقد كان الرسول يتجاوز تلك المواقف المسيئة الى شخصه الكريم ويمضى قدما فى طريق تأسيس دولته القائمة على احترام كرامة الفرد وضمان عدالة المجتمع .

أما نحن الآن فما ان نسمع بكلمة مسيئة حتى تتعالى أصواتنا مطالبة بالقصاص ، ونحن لانعرف ممن سنقتص ولا كيف سنقتص ، هذا بفرض أننا نستطيع القصاص أصلا ، ثم تتعالى اصوات المقاطعة الاقتصادية ، وبعد قليل يعود كل شئ الى الهدوء ، لأننا لانستطيع المقاطعة ، لأننا لا ننتج شيئا ، اللهم البترول وهو لايشرب ولا يؤكل .

المسلمون - أكثر من أى وقت مضى – مطالبون بالاقتداء برسولهم وتقليد رده على تلك البذاءات التى كانت توجه اليه ، لقد كان يستطيع أن يأمر أصحابه بقـتل كل شتام ، ولكنه لم يفعل ، لأنه كان مشغولأ على مدار الساعة بأعباء الرسالة وهم تأسيس الدولة القادرة المنتجة ، التى يصبح العالم كله فى احتياج اليها ، لا أن تصبح هى عالة على العالم .

ان المسلمين يوم يزرعون ويصنعون سيردون الاعتبار كاملا لدينهم ، ولكن الانقياد وراء المخطط الأمريكى لن يزيد المسلمين الا دمارا ولن يجعلهم بحال من الأحوال ينتصرون لدينهم أو رسولهم .

ان المستسلمين لحكوماتهم المستبدة الغاشمة لن يقنعوا أحدا فى العالم بأنهم غاضبون فعلا من الاساءة لرسولهم أو دينهم ، فالانتصار للرسول يبدأ من استرداد المسلمين لكرامتهم التى تهدرها حكوماتهم ، ثم تحرير بلدانهم من الاحتلال ، فبعد أن كان المسلمون يطالبون بتحرير فلسطين والجولان أصبحوا يطالبون بتحرير العراق وأفغانستان ، وجنوب لبنان أيضا ، بل ان المسلمين أصبحوا يخشون من احتلال الغرب للسودان وهو الأمر الذى تتابعت علاماته خلال الفترة الماضية ....

فى هذه المعمعة يغيب عن المسلمين أن لغة المصالح هى المتحكمة فى كل الأمور ، حتى وان أطلقت هنا هناك قنابل دخان للتعمية على الأهداف الرئيسية ، ولغة المصالح تبدو واضحة تماما فى خطاب بابا الفاتيكان الذى نظر الى قيادات كنيسته فى أمريكا فوجدهم هدفا دائما لفضائح الميديا الأمريكية التى لاترحم أحدا ، فأراد الرجل اجراء مايشبه المقايضة ، يكف الأمريكان عن تتبع فضائح قادة كنيسة البابا ، فى مقابل قيام البابا بالهجوم على المسلمين واعطاء بوش رخصة فى التمادى فى عدائه للمسلمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة الكرامة : الثلاثاء 3 اكتوبر 2006