الثلاثاء، 3 يناير 2012

خالتى سلمية لن تموت






ظهر الثلاثاء 25 يناير من العام 2010 كنت أحد الواقفين أمام مبنى نقابة الأطباء بشارع قصر العينى، كنت أهتف مع الهاتفين: «عيش حرية كرامة إنسانية.. خبز حرية عدالة اجتماعية»، كانت التظاهرة الأكثر تنظيما فى حياتى، كانت شرطة المخلوع وصبية العادلى تحيط بنا من كل جانب دون احتكاك يوتر الجو، فجأة استوقفت الشرطة سيدة من المتظاهرات بطريقة خشنة فصرخ أحدهم: «سلمية سلمية» قلت فى نفسى: «عن أى سلمية يتحدث هذا الصارخ وشرطة المخلوع تكاد تعتقل السيدة؟.


كذب الهاتفون ظنى عندما نزلوا بهتافهم» سلمية.. سلمية «على رأس الشرطة نزول الصاعقة، تملكتنى الدهشة عندما فعل الهتاف الجديد مفعوله وتراخت قبضة الشرطة وتركت السيدة تمر بسلام، ثم تكرر هذا الهتاف الساحر العجيب فى مناسبات شتى، وفى كل مرة كان يثمر بطريقة مدهشة. شكرا لهذا الشعب الأستاذ القائد المعلم، لقد ابتكر هتافا كأنه عصا موسى، ثم جرت فى النهر مياه كثيرة، وطارت أقنعة عن وجوه، وبدأ استهداف بصر الثورة من خلال قنص عيون الثوار، فصرخ أحدهم: «خالتى سلمية ماتت» فى إشارة إلى أن المظاهرات السلمية لم تعد تجدى. تلك المقولة اللعينة التقطتها سلطة العسكر الحاكمة فبدأت فى شيطنة الثورة والثوار، فكل سوء يصيب البلاد تقف الثورة وراءه وكل أذى يصيب البلاد هو من صنع الثوار، ثم خطت سلطة العسكر الخطوة الحاسمة والفاصلة عندما شاركت بقواتها فى قتل الثوار فى اعتصام مجلس الوزراء، هنا تعالى الهتاف بموت «خالتى سلمية» لم يدرك الثوار أن ثمة شياطين يخططون لموت «سلمية العظيمة الجميلة المقدسة» لم يدرك الثوار أن موت «سلمية» هو هدف كبير جدا يسعى خلفه شياطين الإنس، إنهم يريدوننا جماعة من الغاضبين المندفعين خلف الدم، إنهم يضربوننا بقسوة وعنف لكى تفلت أعصابنا فنقتل بأيدينا شعارنا المبتكر الذى كتب الله لنا النصر به، سيطاردوننا لكى نفر من الميدان، وفى حمى التدافع وارتباك الهروب سندهس عظام المسكينة الطاهرة «خالتى سلمية» سيلصقون بنا كل الاتهامات بداية من القوادة ونهاية بالخيانة العظمى، ستوجعنا الاتهامات الكذوب، سنرى أنفسنا محاصرين بين أنياب آلتهم الإعلامية الجهنمية وساقطين تحت وطاة أحذيتهم الغليظة، سيدفعوننا دفعا لكى نرد. بعد ردنا بلحظات سيعقدون واحدا من مؤتمراتهم الصحفية الكاذبة ويخاطبون الشعب ودموع التماسيح تملأ عيونهم: «لقد انتهى الشباب الطاهر.. شباب 25 يناير وهؤلاء الذين يستخدمون القوة فى مظاهراتهم ما هم إلا خونة» بعد تلك الكلمات الباكية سيقول الشعب كلمته: «اسحقوهم».
ما اتعسنا لو قتلنا «العظيمة المقدسة خالتى سلمية».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ