الثلاثاء، 3 أكتوبر 2006

الأمريكان يكذبون على المسيح



فضحتهم كاتبة خطابات الرئيس جونسون
الأمريكان يكذبون على المسيح ويصورونه جنرالاً يأمر باطلاق الصواريخ النووية



الصهانية يحاولون هدم المسجد الأقصى، جملة نسمعها ونقرأها منذ عقود ، ومن كثرة تكراها فقدنا الاهتمام بها والبحث وراءها، ولا أكتمك أننى كنت واحدا من الزاهدين فى تلك الجملة ،حتى وقع فى يدى كتاب يحمل عنوان (اجبار يد الله ) تحرج ناقله الى العربية الأستاذ محمد السماك من كلمة (اجبار )فنقله تحت عنوان ( يد الله ) والكتاب من تأليف (جريس هالس ) وهى كاتبة صحفية أمريكية ، كانت من كبريات موظفات البيت الأبيض ، وترقت فى المناصب العليا حتى أصبحت محررة خطابات الرئيس الأمريكى الأسبق >ليندون جونسون < .

تقول جريس فى كتابها أن الأمريكان لا الصهاينة هم الذين يسعون لهدم الأقصى،لماذا يا ترى ؟

من واقع مقابلات أجرتها المؤلفة مع المتورطين فى تلك المؤامرة تؤكد المؤلفة أن الأصوليين الأمريكان يؤمنون إيمانا راسخا بأن الله لا يريدهم دعاة سلام ،وانما يطالبهم بشن حرب نووية تدمر الكرة الأرضية الفاسدة ،ولكى تندلع الحرب النووية فلابد من استفزازالمسلمين بهدم الأقصى ، وساعتها سيندفع المسلمون لساحة الحرب ، فيقصفهم الأمريكيون بالصواريخ النووية، بل ان المسيح ذاته سينزل الى الأرض مرتديا زى جنرال ويأمر باطلاق الصواريخ النووية على أعدائه لكى تسود المسيحية الحقة .

وتواصل المؤلفة تقديم أفكار الأصوليين الأمريكان فتقول انهم يؤمنون بأنهم سيشاهدون فناء الكون جـالسين فى أمان بشرفات منازلهم لأنهم وحدهم المؤمنون حقا .

والأمر لايقف عند حد الايمان >النظرى <اذ ان المؤلفة وفى سياق استعراضها لمحاولات الأصوليـين هدم الأقصى تقول ان عام 1999 شهد قيام جماعة أمريكية تعرف باسم>دنفر <بالسفرالى فلسطين لهدم الاقصى لكى تنشب الحرب التى لا تبقى ولا تذر،وتؤكد المؤلفة أن ثلث المقيمين فى المستوطنات هم من الأمريكان الذين يمولون العمليات التى سجلت تقدما كبيرا فى عام 1985 بنجاح منظمة تدعى > جوش ايمونيم< أى الجماعة المؤمنة فى الاتفاق مع طيار حرب (اسرائيلى ) على قصف الأقصى على أن تتولى الجماعة الهجوم البرى ، وقد قامت الجماعة ببناء مجسم للأقصى لأجراء التدريبات على هدمه، وقبيل تنفيذ الهجوم اعتقلت قوى الامن المتورطين فى تلك المؤامرة وقدموا للمحاكمة ،وفى اثناء محاكمتهم عوملوا معاملة الأبطال ، ولم يحكم على أحد منهم بالسجن بل بغرامة مالية بسيطة سرعان ما دفعها الأمريكان

اذن الأمر جد لا هزل فيه ،والأمريكان يخططون لاشغال حرب تدمر على الأقل قدرات هذا الجزء من العالم وهم فى سبيل ذلك يكذبون على سيدنا المسيح ويشوهون رسالته ، فمتى كان المسيح داعية انتقام وتدمير ، حتى يأتى المتطرفون ويصوروه فى صورة جنرال يأمر باطلاق الصواريخ النووية ؟ !.

محاولات الأمريكان هى حلقة فى سلسلة لا تستهدف الإسلام فقط بل تستهدف مع الإسلام معنى الدين وقيمته أيا كان اسمه وأيا كانت أهدافه ، فقبل سنوات خرج مؤرخون ايطاليون على العالم بكتابات تزعم براءة> نيرون < من تهمة احراق روما ، لأن المؤرخين اكتشفوا . هكذا فجأة . أن الذين أحرقوا روما هم المسيحيون الأوائل !!

ولا يعرف عاقل كيف يصدق هذه الكذبة لأن المسحيـين الأوائل كانوا يتعرضون ليلا ونهارا لأبشع أنواع الاضطهاد وكانت أقصى آمالهم ان يحافظوا على حياتهم ودينهم ،فكيف لهم القيام باحراق العاصمة الأعظم فى العالم القديم ؟كان هدف المؤرخين واضحا وهم اعلان براءة الوثنيـين وادانة الدينيـين .

الغرب لأهدف اقتصادية أولا وأخيرا يريد اخراج ( الدين ) بمعناه الشامل من معادلة الحياة البشرية ، ونلاحظ ذلك بوضوح تام فى القصص التى كتبها قاص من الدانمارك وسبقت ظهور الرسوم المسيئة للرسول بقليل فى احدى أبرز قصص هذا القاص والتى تحمل عنوان ( حذاء الله ) يصور القاص رب العزة عز وجل وقد جلس على حافة السماء يمرجح قدميه فى الفضاء فيسقط أحد نعليه ، فيغادر الله السماء نازلا الى الأرض بحثا عن الحذاء فلا يجده لأن البشر الملاعين قاموا باخفاء الحذاء طبعا معنى القصة واضح وهو يؤكد أن الله –عز وجل – ليس كلى المعرفة ولا القدرة لأن لايعرف أين أخفى البشر الحذاء كما انه لايستطيع العثور على الحذاء هذه الروح الالحادية تساندها دعاوى اجتماعية تهدف لهدف البناء الأسرى لصالح كل ما هو شاذ فالذى يسخر من محمد والمسيح ، هو ذاته الذى يهلل فرحا اذا تزوج رجل رجلا او تزوجت امرأة امراة :

المشكلة تجاوزت الغرب الذى يعلن بوضوح عن مخططاته ، والكرة الآن فى ملعب المؤمنين ولا سيما المسلمين منهم ، فالغرب يخطط لجر المسلمين الى معارك جانبية تستهلك قواهم وتستنفد ما بقى من امكانياتهم ليتم صرف أنظار الجميع عن الذى تقوده أمريكا فى أكثر من بقعة من بقاع العالم .

ان تاريخ الاساءة الى الرسول والى الاسلام يعود لأول يوم صرح فيه الرسول برسالته ،فيومها قال له أبو لهب :تبا لك ، ثم سجل القرآن كل الاتهامات التى اتهم المشركون النبى بها وكل السباب الذى وجهوه اليه ، بداية من قولهم انه شاعر ، وكاهن ، وساحر ، ويتعلم القرآن على يد بشر ، ومفرق للجماعة .

اذن الأمر قديم جدا ، فما الذى حدث للمسلمين حتى أصبحت كلمة حقيرة تصدر من تافه تجعلهم يتجاوزون حدود الغضب العاقل الى حالة من التخبط الذى تكون عواقبه عادة أوخم من عواقب سباب الجهلاء ؟ لقد كان الرسول يتجاوز تلك المواقف المسيئة الى شخصه الكريم ويمضى قدما فى طريق تأسيس دولته القائمة على احترام كرامة الفرد وضمان عدالة المجتمع .

أما نحن الآن فما ان نسمع بكلمة مسيئة حتى تتعالى أصواتنا مطالبة بالقصاص ، ونحن لانعرف ممن سنقتص ولا كيف سنقتص ، هذا بفرض أننا نستطيع القصاص أصلا ، ثم تتعالى اصوات المقاطعة الاقتصادية ، وبعد قليل يعود كل شئ الى الهدوء ، لأننا لانستطيع المقاطعة ، لأننا لا ننتج شيئا ، اللهم البترول وهو لايشرب ولا يؤكل .

المسلمون - أكثر من أى وقت مضى – مطالبون بالاقتداء برسولهم وتقليد رده على تلك البذاءات التى كانت توجه اليه ، لقد كان يستطيع أن يأمر أصحابه بقـتل كل شتام ، ولكنه لم يفعل ، لأنه كان مشغولأ على مدار الساعة بأعباء الرسالة وهم تأسيس الدولة القادرة المنتجة ، التى يصبح العالم كله فى احتياج اليها ، لا أن تصبح هى عالة على العالم .

ان المسلمين يوم يزرعون ويصنعون سيردون الاعتبار كاملا لدينهم ، ولكن الانقياد وراء المخطط الأمريكى لن يزيد المسلمين الا دمارا ولن يجعلهم بحال من الأحوال ينتصرون لدينهم أو رسولهم .

ان المستسلمين لحكوماتهم المستبدة الغاشمة لن يقنعوا أحدا فى العالم بأنهم غاضبون فعلا من الاساءة لرسولهم أو دينهم ، فالانتصار للرسول يبدأ من استرداد المسلمين لكرامتهم التى تهدرها حكوماتهم ، ثم تحرير بلدانهم من الاحتلال ، فبعد أن كان المسلمون يطالبون بتحرير فلسطين والجولان أصبحوا يطالبون بتحرير العراق وأفغانستان ، وجنوب لبنان أيضا ، بل ان المسلمين أصبحوا يخشون من احتلال الغرب للسودان وهو الأمر الذى تتابعت علاماته خلال الفترة الماضية ....

فى هذه المعمعة يغيب عن المسلمين أن لغة المصالح هى المتحكمة فى كل الأمور ، حتى وان أطلقت هنا هناك قنابل دخان للتعمية على الأهداف الرئيسية ، ولغة المصالح تبدو واضحة تماما فى خطاب بابا الفاتيكان الذى نظر الى قيادات كنيسته فى أمريكا فوجدهم هدفا دائما لفضائح الميديا الأمريكية التى لاترحم أحدا ، فأراد الرجل اجراء مايشبه المقايضة ، يكف الأمريكان عن تتبع فضائح قادة كنيسة البابا ، فى مقابل قيام البابا بالهجوم على المسلمين واعطاء بوش رخصة فى التمادى فى عدائه للمسلمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة الكرامة : الثلاثاء 3 اكتوبر 2006

الأحد، 20 أغسطس 2006

أرامل جيش الدفاع الإسرائيلى في الصحافة العربية

 
د. عبدالمنعم سعيد: إذا كان حزب الله منتصرًا فلماذا لا يحرر فلسطين؟
حازم عبدالرحمن: خطط نصر الله تفاهة وكلامه غثاء
أحمد الجار الله: حزب الله أرسل نفسه إلي فضيحة الهزيمة والانكسار
محمد البدري: سننتظر حتى تأتي الآنسة كوندي لتفرض كلمتها
ناصر السويدان: حسن نصر الله مجرم حرب مثل النازيين
عبدالله الهدلق: يا ليتنا كنا جنودًا إسرائيليين
 
 
 
سقطت أكذوبة الجيش "الإسرائيلي" الذي لا يقهر، ومرمطت المقاومة اللبنانية كرامة جنود العدو فى الطين ، وحولت "الميركافا" إلي كوم تراب، وقتلت الجنود والضباط في ميدان المعركة وتسببت الأعمال البطولية في عزل قائد المنطقة الشمالية في الكيان الصهيوني، ورغم كل ذلك خرجت بعض أقلام الصحافة المصرية والعربية تعتبر قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها "انتصارًا" للعدو، يتساءل "أرامل إسرائيل" عن الدمار الذي خلفته آلة الحرب الصهيونية، وكأن علينا أن نصمت معلنين "الاستسلام" وإلا دمرت "إسرائيل" منازلنا وقتلت أطفالنا ونساءنا، انتظر هؤلاء هزيمة المقاومة وخاب ظنهم فلجأوا إلى طلم الخدود على ما آلت إليه "إسرائيل"، اقرأ هذا الغثيان الذي فاق ما كتبه الصهاينة أنفسهم في صحفهم والذين اعترفوا بالهزيمة المنكرة للجيش الذي لا يقهر، وقبل أن نقرأ نذكرك بقول شاعرنا صلاح عبدالصبور لأحدهم: "أنت منافق تبغي أن تلبس إحساسك ثوبًا مسروقًا من أكفان الافكار"، إنهم: "جهال الأروقة الكذبة"، ينتزعون ثياب الأفكار المومس والأفكار الحرة"، ونشير إلي أمرين الأول هو التحليل الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية للمحررة "سيما كرمون" والذي جاء فيه: "وزع مكتب رئيس الوزراء أولمرت ولأول مرة رسالة على الوزراء نبهتهم إلى ضرورة التأكيد في تصريحاتهم الصحفية علي أن إسرائيل انتصرت وألحقت الهزيمة بحزب الله".
 
الكاتب الكبير فهمي هويدي علق على هذه الرسالة قائلاً: "هذا الأمر يدفعني إلي التساؤل عما إذا كانت نسخ من تلك الرسالة قد وزعت على عناصر المارينز في دوائر الإعلام العربي".
 
ونحن أيضاً نحتفظ بحقنا في نفس التساؤل، خاصة بعدما قام موقع "تواصل" وهو الموقع الرسمي لوزارة خارجية العدو بإعادة نشرها بحفاوة تليق بتطابق الأهداف ونحن نترك الحكم للقراء.
 
نشرت جريدة القاهرة في 8 أغسطس مقالاً لكمال غبريال جاء فيه:
 
"السيد حسن نصر الله زعيم جماعة من "المجاهدين" المحترفين، الذين قرروا تقديم خدماتهم لأي جهة راغبة في استثمار احترافهم للجهاد، ويستوي الأمر عندهم أن تكون تلك الجهة البعث العلوى السوري، أو النظام الخوميني الشيعي الإيراني، ولكي تسوق الجماعة بضاعتها في الشرق المهووس بالتعصب الديني والكراهية العنصرية، كان اختيارها الموفق الادعاء بالانتساب مباشرة إلي الله، ليقدموا أنفسهم إلى الجماهير الجاهلة سطحية التدين بأنهم جند الله، فهم ليسوا جند لبنان ولا جند العرب، ولا هم حتي جنود الأمة الإسلامية، إنهم دون سائر البشر والفرق والجماعات ينتسبون مباشرة إلى العلى القدير، وفي غياب أي مساءلة أو تساؤل من الجماهير الغائبة في حذر التطرف والكراهية، استطاعت تلك الجماعة احتراف القتل والدعاية الإعلامية، ولا شيء أكثر أو أقل من هذا، إذاعة مسموعة وفضائية تليفزيونية، تخلق عالمًا موازيًا من الأوهام والأكاذيب، وتتبني قضايا مصطنعة وجنونية، كإزالة دولة عضو بالأمم المتحدة من الوجود، وتحدى أكبر وأقوى دولة في العالم، بل ومحاربة الكفر والكفار في كل حدب وصوب".
 
نشرت جريدة المصري اليوم في 7 أغسطس مقالاً لنبيل شرف الدين جاء فيه:
 
"بعيداً عن مناخ الهوس الشائع، وبعبارات واضحة، كان بوسع السيد حسن نصر الله أن يحافظ على صورته كبطل استطاع تحرير بلاده، بدلاً من أن يتصرف بطريقة "مقاول الحرب" لصالح طهران ودمشق، فمزارع شبعاً التي تشبه "مسمار جحا" ليست أكبر ولا أهم من "طابا" التي قبلت مصر التحكيم الدولي بشأنها حتي استردتها، رغم أنه لا وجه للمقاومة بين قدرات جيش نظامي كبير كالجيش المصري وميليشيات حزب الله، لهذا دعونا نعترف دون لغو أو مكابرة، أن هذه الحرب التي جرّ الملا نصر الله لبنان إليها هي بالأساس تستهدف تخفيف الوطء عن رفاقه ملالي طهران، وحلفائهم من جنرالات الفساد والاستبداد في دمشق.
 
أما المثير للغثيان في هذا السياق فهو ما يردده "عجائز الحرب"، من أن "حزب الله" انتصر، وعلينا أن نصدق هذه الخرافة، وإلا أصبحنا خونة الأمة ومثبطي همتها".
 
نشرت السياسة الكويتية في 25 يوليو مقالاً للسعودي يوسف ناصر السويدان جاء فيه:
 
"على ضوء النتائج الوخيمة من دمار ودماء وأشلاء بشرية ومآس إنسانية مروعة يعاني منها المدنيون الأبرياء علي ضفتي النزاع بين حزب الله ودولة إسرائيل، لا يمكن النظر إلى حسن نصر الله إلا باعتباره مجرم حرب خطير لا يختلف في شىء عن أقرانه من مجرمي الحزب النازي وصدام حسين والملا عمر وبول بوت، فهو الذي أشعل الحريق وابتدأ العمليات الحربية بتسلل مقاتليه عبر الخط الأزرق إلي داخل دولة إسرائيل المستقلة وذات السيادة والعضو العامل في الأمم المتحدة، حيث قتلوا واختطفوا عدداً من الإسرائيليين، مورطين بهذه الجريمة والمغامرة غير المحسوبة لبنان وشعبه المسالم في حرب طاحنة فوق أرضه، وهي الحرب التي وصفها وليد جنبلاط "بالحرب الإيرانية ــ السورية ــ الإسرائيلية" التي اندلعت على الأراضي اللبنانية لاعتبارات وحسابات لا تمت بصلة لمصلحة الشعب اللبناني".
 
 
 
نشرت جريدة القاهرة في 1 أغسطس: مقالاً لمحمد البدري جاء فيه:
 
"نصر الله يكذب علينا، ويتحدث بلغة لا نجد مثيلها إلا في الأساطير يقول الشاطر حسن إنه لن يسلم الجنديين حتي لو جاءه الكون كله، فصعد بنفسه حاشا الله، علي نبي الأمة الذي اكتفي بوضع الشمس في يمينه والقمر في شماله، إنه يفترض أن الكون في خدمة سعادته وأنه سيتسول منه الإفراج عن الجنديين، إنها طبيعة الخطاب العربي أولاً، والأسطوري ثانيًا، الممتلئ بالخوارق والأوهام وما ليس له واقع في طبائع الأشياء، وإنا لمنتظرون مع الشاطر حسن ليس انتظارًا لمجىء الكون، بل يكفي الآنسة كونداليزا وبدون حجاب لتفرض كلمتها".
 
نشرت جريدة نهضة مصر في 7 أغسطس مقالاً لعبدالمنعم سعيد جاء فيه:
 
"ومن الأسئلة التي تلح على ذهني بقوة شديدة هو ذلك السؤال الخاص بالإلحاح العربي الكبير علي ضرورة وقف إطلاق النار في الأزمة اللبنانية، بل إن البعض يأخذ المسألة خطوة أكبر إلى الأمام ويعتبر أن عدم وقف إطلاق النار هو مؤامرة أمريكية عظمى على الأمة العربية حتى إنها لم تترك مؤسسة مثل مجلس الأمن وغيرها من المؤسسات الدولية دون لي ذراع دول كبرى لكي تؤكد وقف إطلاق النار، ووجه التساؤل في هذه القضية وأن حزب الله نفسه الذي يقود الجانب العربي من المقاومة قد أعلن بوضوح كامل أنه منتصر في الحرب، وأنه لقن إسرائيل، ولايزال يلقنها، دروسًا لن تنساها، وكل ذلك وقوى حزب الله الأساسية لاتزال على حالها ولايزال لديها في الجعبة مفاجآت عظمى سوف تظهر في الأوقات المناسبة لأن الحزب اختار وقت ومكان المعركة، وقد شاركت جميع الفضائيات العربية والصحف العربية حزب الله هذا التقدير للنصر الذي مرغ إسرائيل في الوحل وجعلها تتراجع من سقف إلى سقف أكثر هبوطاً وهي الإشارة التي ما بعدها إشارة علي نصر الحزب المبين، ولكن، إذا كان الحال كذلك، ورواية العرب مرفوعة ومنتصرة، فلماذا يطالب كل العرب واللبنانيين وحتي حزب الله بوقف إطلاق النار، ولماذا لا تستمر تلك المسيرة المنتصرة حتي تصل إلى نهايتها المنطقية وتجبر إسرائيل ليس فقط على إطلاق الأسرى اللبنانيين وتحرير مزارع شبعا وإنما تحرير فلسطين هى الأخرى؟".
 
نشرت صحيفة السياسة الكويتية في 24 يوليو مقالاً لأحمد الجار الله فيه:
 
"أصبح ممكناً القول إننا بدأنا نري "حزب الله" يتهاوى، وبدأنا نشاهد سقوط خطابه الديني.. المشهد الآن أصبح مفتوحاً على لعبة تضليل مورست على اللبنانيين وعلى غيرهم باسم العقيدة الإسلامية، ومكشوفاً علي خدعة روجها "حزب الله" اسمها مقاومة، وبأن المقاومة هي قضية العرب الأولى، فتبين أن المسماة مقاومة هي تعبير مسلح عن مصالح إيرانية سورية غير لبنانية، وأنها ليست قضية العرب كما كان يشاع، بدليل أن هذه المقاومة تتعرض الآن للتكسير منذ أكثر من عشرة أيام والعرب سادرون في سكونهم ولا يتفاعلون.
 
لا ننكر أن لدينا حقوقاً مغصوبة من إسرائيل لكن لن نستطيع استرداد هذه الحقوق بالطرق التي يتبعها "حزب الله" وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وهي طرق أمعنت في زيادة ضياع هذه الحقوق، وفي منع العقل السياسي العربي عن العمل، وجعله ينظر إلي القضية مع إسرائيل بواقعية".
 
نشرت الأهرام في 23 يوليو مقالاً لحازم عبدالرحمن جاء فيه:
 
"الأرجح أننا في هذه المرة، سنشهد هزيمة أو نكسة للتيارات الإسلامية. المتابع للأخبار يلفت نظره مجموعة وقائع جوهرية لا يمكن أن تمر بسهولة فلبنان أصيب بخسائر هائلة، مادية وبشرية، فالقتلى بالمئات، والمصابون يقتربون من الآلاف، واللاجئون والمشردون والنازحون على أعتاب المليون، ولم يعد هناك جسر، أو طريق، أو ضاحية في صور وصيدا، ناهيك عن القرى في الجنوب، وعن المنشآت الحيوية في بيروت، لم يصبها الدمار وعلي الرغم من كل هذا يخرج علينا السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، لكي يقنعنا بأن كل هذا القصف الإسرائيلى هو لعب أطفال، ولم يؤثر في بنية أو قوة الحزب العسكرية، بل ويقول إن لديه في جعبته مفاجآت جديدة لإسرائيل وطبعاً فإن المشاهدين الغلابة، لا يملكون إلا أن يهللوا ويحمدوا الله، فعلى الرغم من كل شىء، فمادام سماحة نصر الله بخير، ومادام أنها لم تنل منه، إذن فحملتها العسكرية فاشلة ولم تحقق هدفها، فكل هذه الخسائر وكل هذا الخراب والموت هو لا شىء، فقد وعدنا السيد نصر الله، بأن في حوزته، أو سيستطيع أن يجىء، بالمساعدات التي تعيد بناء كل ما تهدم".
 
 
...........................
 
وعلي كل حال: البقية في حياتكم في هيبة جيش الدفاع الذي أذلته المقاومة ومرمطت كتاباتكم في الوحل.
___________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 20 أغسطس 2006

الأحد، 13 أغسطس 2006

هل أتاك حديث الأوزي والبعرور؟!


إذا أردت تصنيف موقف الأستاذ محمد علي إبرهيم ــ رئيس تحرير الجمهورية من الحرب التي تشنها الصهيونية العالمية على المسلمين والعرب الذين يمثلهم في المواجهة الميدانية مجاهدو حزب الله الأفذاذ، سدت عليك الحيرة كل طريق، فالرجل ليس من أولئك الذين يمسخون انتصارات حزب الله ويجعلون الحق باطلاً، والباطل حقاً، كما أنه ــ والحمد لله ــ ليس من الفريق المقاوم المناصر لحزب الله.

الرجل أخي الكريم صنع لنفسه شريعة خاصة به شعارها: "إذا جاعت البطون تاهت العقول".

كتب رئيس تحرير الجمهورية في عدد الخميس 27 يوليو 2006 مقاله الأسبوعي الذي يحمل عنوان "حكايات أسبوعية"، وجعله فقرتين، الأولى كان عنوانها: "بدأ الصراع الأمريكي الإسرائيلي الإيراني على المنطقة والفائز الوحيد الإخوان". هل تأملت العنوان؟ إنه يشبه تماماً حال رجل تسأله هل حصلت علي الشهادة الإعدادية فيكون جوابه "جارتي في المسكن اسمها أم أشرف"!! ولأنه محلل سياسي لا يشق له غبار، فقد انتهى إلي النتيجة ذاتها التي لا يمل كتاب الحكومة ولا المارينز العرب من تكرارها وهي: "حزب الله مغامر ويتحمل مسئولية دمار لبنان لصالح إيران، وهذا الدمار كله سيصب في النهاية لصالح الإخوان"!! لماذا يا محلل الديار الصحفية؟ يجيبك المحلل الاستراتيجي: لأن الإخوان هم الذين يسيطرون على المظاهرات، وهذه المظاهرات ستؤدي إلى تآكل شرعية النظام العربي.

وما إن انتهت هذه الفكرة حتى شعرت بالرجل وكأنه قد تنفس الصعداء، وكأن الأمر بالنسبة له هم وأزاحه الله.

بعد تلك الفقرة العجيبة عاد الرجل إلي ملعبه المفضل ومضماره المحبب ومجاله الحيوي الذي يتألق فيه قلمه وتنساب فيه عباراته وتصفو فيه بلاغته، إنه ولا تتعجب فتلك إرادة الله ملعب الأكل ومضمار البلع ومجال الهضم.

كتب الرجل فقرته تحت عنوان "غداء الأوزي والبعرور في مزرعة الملك عبدالله".

كم كان متألقاً، وهو يكتب وصفًا شاملاً لمأدبة الغداء التي أقامها حاكم السعودية لحاكم مصر.

لقد نسى تماماً أنه رئيس تحرير إحدى أكبر الصحف المصرية، ونسى تماماً مهام منصبه وغفل تماماً عن خطورة اللحظة، وتجاهل تماماً إجراء أي حوارات مع كبار المسئولين الذين جمعتهم به خيمة واحدة ولم يكلف نفسه حتى عناء التقاط كلمة من هنا وأخرى من هناك. تكشف أبعاد الموقف الرسمي للسعودية ومصر، من حرب مدمرة على الوطن العربي كله.

الحق أقول إنه لم يغفل ولم يتغافل، هو فقط فرح بعودته إلى ملعبه المفضل، وأنت أخي الكريم تعلم أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، كما أن الطبع يغلب التطبع.

كتب رئيس تحرير "الجمهورية" أنه من اللحميين، يشعر بالإعياء وعدم التوازن والزغللة إذا لم يتناول اللحم يوميًا، وهو ما إن تنزل في جوفه قطعة لحم أو دجاج خصوصاً ولو كانت مشوية حتى يستعيد وعيه وينطلق إبداع عقله.

إذن جلس الكاتب اللحمي إلى المائدة التي يصفها بقوله: "كان لأوزي أي الخروف الصغير علي رأس كل مائدة من موائد الخيمة المتسعة جداً وفي أركان الخمية كان هناك "البعرور" وهو الجمل الصغير، كان الأوزي مسلوقًا وليس مشويًا، لذا كانت كمية الدهون الملتصقة به كبيرة جدًا وأنا مريض بالسكر والضغط لذا لم أقربه، أما البعرور فكان بعض الزملاء يقتبسون منه، مذيعة النيل للأخبار لفتت انتباهي إلى فطائر محشوة لحمًا وجبنًا، كانت لذيذة وفي النهاية أنقذني عبدالله كمال وألقى لي بسترة النجاة، وقدم لي طبقًا من المشويات كان الطبق كنقطة ماء فى الصحراء لمن يلهث بحثًا عما يطفئ ظمأه، لا أحدثكم عن فرحتي بطبق المشويات، فقد سد جوعي وأنقذني من حالة اللالحم، دعوت لعبدالله كمال وتناولت موزا وبرقوقًا وشعرت بعد امتلاء "التانك" أنني محلق في السماء، لكن الأكل اللذيذ كان يتطلب شايًا أو قهوة لتعمير الطاسة".

عند "التانك" و"الطاسة" دعنا أخي الكريم نتوقف قليلاً، وكن صادقًا: هل قرأت في حياتك كلمتين أرق وأجمل وأعزب من هاتين الكلمتين "التانك" و"الطاسة"؟ ثم بربك ألا تشعر بأن الكلمتين هما توأم كلمة "هبابة"، تلك الكلمة السحرية التي عبر عنها "عبعال" بها عن حبه لـ "سكينة" في مسرحية ريا وسكينة؟

ثم ألا يعد استخدام كلمات من عينة التانك والطاسة فتحاً معوياً مهمًا في مجال التحليل السياسي.

الله الله يا رئيس الجمهورية ما أروع تانكك، وما أصفي طاقسك.

ذكرت في صدر هذه الكلمة أن الأكل والمضغ والبلع والهضم، ولن أكمل، هو ملعب رئيس تحرير "الجمهورية" المفضل، وذلك لأنه عندما عاد من زيارة لألمانيا وكانت برفقة رئيس الجمهورية كتب مقالاً مطولاً عريضاً كان عنوان "المطعم الإيطالي والفندق الألماني والإفطار المغربي"، يعني الزيارة الرئاسية كانت أكلاً ونومًا وليس أكثر.

بدأ الرجل مقال المطعم الذي نشره في 18 مايو الماضي بجريدة "الجمهورية" بالكلام عن المائدة التي تحتوي 40 صنفًا من السلاطة و20 صنفًا من الفاكهة والنبيذ الإيطالي، ثم تحدث عن اللحوم والمكرونة والحلويات، وختم مقاله بالحديث عن الشيكولاتة، هذا هو التحليل السياسي وإلا فلا.

أخي الكريم أسمعك تسأل: هل محمد علي إبراهيم الذي كتب مقالات في غاية الجودة منددًا بقانون حبس الصحفيين هو ذاته الكاتب اللحمي، وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف يستقيم الأمر؟.

وأنا أقول لك إن الرجلين هما رجل واحد، والأمر هكذا في غاية الاستقامة لأن المواقف الجيدة المتناثرة المبعثرة لا تستر عري المنظومة ولا تصلح عطب الآلة التي يبدو محمد علي إبراهيم أحد تروسها الفاعلة، فالظل كما تعلم أخي الكريم لن يستقيم مادام العود أعوج، ورحم الله صلاح عبدالصبور الذي قال: "الدودة في أصل الشجرة"، ثم رضي الله عن جدتي وجدتك إذا قالتا: "إيش تعمل الماشطة في الوش العكر" ورحم الله القائل: "لا يصلح العطار ما أفسد الدهر".

ربما لا تنفعك إجابتي فتسأل كيف لكاتب مسلم عربي مصري التغزل في الأكل ومحاسنه وإخوانه في الدين والماضي والحاضر والمستقبل يشوي بنو صهيون أجسادهم بالقنابل والصواريخ؟

قلت لك أولاً لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها والرجل يحب الطبيخ وذلك مجاله الذي يتألق فيه وليس ذنبه أن خبيثًا أقنعه باقتحام مجال التحليل السياسي بينما هو في قرارة نفسه يفضل التخليل السياسي.

تعود لتصرخ كيف لرئيس تحرير جريدة كبرى ترك مباحثات زعيمين كبيرين ليتفرغ لتكديس الطعام في التانك ثم لتعمير الطاسة. وفي هذه أيضاً أنت لست محقًا، فمن ذا الذي قال لك إن هناك ثمة مباحثات واستعراضاً للأزمة وتوقعاً للنتائج.

يا عمنا الموضوع وما فيه لم يكن أكثر من "غدوة دسمة وقعدة طرية" وقديمًا قال حكيم أسبرطة: "إذا كتب الوفد الصحفي عن الأوزي والبعرور فاعلم أن المباحثات جرت بشأن فوائد الفياجرا"..!

___________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 13 أغسطس 2006

الأحد، 16 يوليو 2006

أبو الغار خالي.. فليرني عضو لجنة السياسات خاله





كل أسباب الانكفاء على الذات والتفرغ لما هو خاص تبدو مهيأة بل ومبررة لرجل مثل الأستاذ العلامة "محمد أبو  الغار" فهو أولاً واحد من الأساتذة المعدودين عالميًا في مجال تخصصه في طب أمراض النساء والعقم، وثانيًا جاوز الستين من عمره، وثالثًا يواصل علاج مرضاه وإلقاء محاضراته وكتابة أحداثه. فلو أنه وقف وقال أنا عالم ويكفيني إنجازي المعملي ما عاب عاقل عليه ذلك. ولكن الرجل ولأنه رجل لم يشأ الاختباء داخل جدران معمله ولم يشأ الهروب داخل أوراق بحثه ولو فعلها لوجد حججًا قوية تبرر الاختباء وتمنطق الهروب.
ولكنه شأن العلماء العاملين تقدم صفوف المطالبين بإصلاح يعيد لأمتنا عافيتها، كتب عالمنا في جريدتنا هذه "العربي" كثيرًا ومازال يكتب مقالات كاشفة تقطر حبًا لوطنه ورغبة في إصلاح ما أفسده المتآمرون على هذا الوطن الجريح، ولم يتوقف عند حدود الكتابة بل تقدم صفوف أساتذة الجامعة ليؤسس معهم وبهم جماعة (9 مارس) الداعية إلى عودة "العلم والحق والخير والجمال" إلى جامعاتنا المصرية التي نكبت بجحافل الأمن المركزي، وهذان الإسهامان لم يمنعاه من المشاركة بقوة في دعم حركة "كفاية" وفي التضامن مع القضاة ومع كل الإصلاحيين الشرفاء كل هذا الحضور المتوهج الذي تتعلق البصائر المضيئة بشرف نوره لم يجعل عالمنا يغادر تواضعه ونبل كلامه، فهو أبداً لم يصرح بأنه قائد أو زعيم  ، إنه صنف من الرجال "الحسينيين"، كان سيدنا "الإمام الحسين بن علي" يرى من العار على الرجل الحر أن يعيش في أمة مستعبدة، حتى وإن تمتع بكل خير الحرية ونعيم الاستقلال.
الأحرار فقط هم الذين لا يشعرون بخير الحرية إن لم تنعم الأمة كلها بالحرية.
هذا هو خالنا محمد أبو الغار نفاخر به ونباهي، ونعاهده على أن "نصح" حتى يكون انتسابنا لهذا الخال فعلاً لا قولاً.
إننا إذ نعلن وننصّب أبا الغار خالاً لنا لا نغفل هامات وأقدار أخوال، فما كان لنا أن نغفل أخوالنا زكريا عبدالعزيز، وهشام البسطويسي، ومحمد عودة، ومحمد حسنين هيكل، وبهاء طاهر، وطارق البشري، وعلاء الديب، وعبدالوهاب المسيري، وحشدًا من الأخوال العظماء الذين أكرمهم الله بأخوات حرائر سرن لنا خالات، هل ننسى "نهى الزيني"، ما أشبهها بذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر، حرضت ابنها على الشهادة وحذرته من أن يسلم عنقه لغلمان بني أمية وقالت له: مت على ما مات عليه أصحابك، وعندما قال لها "عبدالله بن الزبير" أخشى أن يمثلوا بي بعد قتلي، أجابته بقولتها الخالدة:  إن الشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها.
وهكذا فعلت نهى الزيني، صرخت بكلمة الحق في وجه سلاطين الجور والظلم، ما هابت قسوة قلوبهم وما خافت من بطش أيديهم وما خشيت من كلابهم المدربة على الخوض في الأعراض.
هؤلاء أخوالنا وخالاتنا سنبشر بهم ونعلم أولادنا سيرهم ونمضي على خطاهم، فمن هم أخوال وخالات سلاطين لجنة السياسات.
أذكر السلاطين الطغاة ببعض أسماء أخوالهم وخالاتهم، راندا الشامي، أماني أبو خزيم، إيهاب طلعت، عبدالرحمن حافظ، وممدوح إسماعيل، ونبيل المازني، وطارق السويسي، ويوسف عبدالرحمن، وعصمت أبو المعالي، ومحمد فودة وغيرهم الكثير والكثير وهم جميعًا على قسمين: الأول مقيد في زنزانة، والآخر هارب مشرد.
أخوال وخالات سلاطين لجنة السياسات نهبوا ثروات الوطن وعاثوا فيه فسادًا وكانوا متحصنين بأولاد أخواتهم، حتى رفع أولاد الأخوات يد الحماية عنهم لسبب أو لآخر، فتساقطوا واحدًا وراء الآخر، وعما قريب سيسقط الجميع في قبضة محاكمة عادلة، الخال وابن أخته حتى يسترد هذا الوطن عافيته وتعود الخضرة لعشبه والخير لنيله.

_________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 16 يوليو 2006

الأحد، 28 مايو 2006

أستاذ الأساتذة فى "البولولوم"!


 شاهدت مساء الأحد الماضي مقابلة أجرتها فضائية دريم مع الأستاذ الدكتور على الدين هلال  كان الرجل متألقًا شعرًا "بفتح الشين" ورباط عنق وجوارب ونعلاً، كان وسيمًا جسيمًا قسيمًا كان كما يقول صديقي أكرم القصاص من "الذين تعرف في وجوههم لمعة الفسفور وفائدة الكالسيوم". فاللهم لا حسد.
جلس الرجل (يزعمونه أستاذًا للعلوم السياسية) في مواجهة محاورته السيدة منى الشاذلي وكأنه من بني الأصفر (الروم) كما وصفهم الخليفة عمر بن الخطاب: "عزم حديد وبأس شديد".
شرق الكلام بينه وبين التي تحاوره وغرب حتى سألته عن زيارة جمال مبارك لأمريكا هنا استعان الرجل بعلوم "البولولوم" لمخترعها إسماعيل ياسين طيب الله ثراه، فقال في نفس واحد ثلاثة أقوال يكذب بعضها بعضًا، قال:
1ــ الزيارة لم تكن سرية.
2ــ الذين يهاجمون جمال مبارك يهاجمونه لأنه جمال مبارك.
3ــ لماذا لا ننظر في نتائج الزيارة ونثمنها من ناحية الربح والخسارة.
هذا تلخيص أظنه وافيًا لكلام الدكتور وهو كما ترى "بولولوم" على الآخر، فالزيارة كانت ستظل سرية لولا أن قيض الله لنا قناة الجزيرة التي كشفت سترها، والذين يهاجمون جمال مبارك يهاجمون في الحقيقة وضعًا شاذًا يتولى فيه غير ذي صفة إدارة أمور سيادية.
أما عن نتائج الزيارة فنحن لا نعلم عنها شيئًا حتى نثمنها، وكان الواجب على جمال مبارك أن يصرح للجرائد الناطقة باسمه (وما أكثرها) بشىء من المباحثات التي تمت بينه وبين كبار القادة الأمريكان.
للأسف خذلت علوم "البولولوم" الدكتور في إجابته عن سؤال الزيارة، ولكنه ويا للعجب استعان بعلوم "البولولوم" مرة ثانية عندما قال إن عظمة إدارة الحكومة للأزمات تجلت في حادث سقوط طائرة شرم الشيخ، والنبي يا شيخ اسكت أحسن لنا ولك ولا تذكرنا بحوادث الطائرات والقطارات والعبارات، سايق علي النبي اسكت وخلي الطابق مستور.
ثم تلقي البرنامج مداخلة من مشاهد (أشرق لها وجه الدكتور) قال صاحبها إنه شاب في السادسة والأربعين من عمره (سمعت من خبيث أن قراراً صدر بمد سن الشباب حتى الثمانين) وأنه من سكان حي السيدة زينب ويحب جمال مباك هكذا لله في لله، وأنه واثق من أن جمال إذا خاض الانتخابات أي انتخابات فسيحصد 99% من الأصوات.
كانت المداخلة كصاحبها مريبة، خاصة وشاشة البرنامج لا تظهر عليها هواتف للاتصال، قلت ربما كان المتداخل يسكن بالقرب من المقر الانتخابي للسيد فتحي سرور، ونظرة ومدد يا أم هاشم!!
بعد المداخلة المريبة سألت المذيعة الدكتور عن أزمة القضاة، وللإجابة عن السؤال اعتدل الدكتور وقرر العدول عن تكتيك "البولولوم" والاعتماد على استراتيجية "يبغبغ البغبغان" فبعد أن استعاذ بالله من شرور أنفس المشاهدين وسيئات أعمال المعارضين انطلق لمدة عشر دقائق في كلمات من عينة "إن هنا خير من هناك لأن الكاف في كلمة هناك تعود علي محذوف تقديره يجوع، أما النون في هذا فهي في محل نصب مفعول أول لفعل وفاعل محذوفين، والجملة من الفعل والفاعل والمستثنى بألا في محل رفع خبر لعل".
تابعت ويشهد الله الرجل بكل انتباه ولكن خرجت صفر اليدين أو قل الأذنين، فلم أعرف هل القضاة علي المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها أم هم قلة مارقة أم تراهم في منزلة بين المنزلتين لخبطني الرجل فحدثت نفسي هل يكتب اسم المستشار البسطويسي بالباء أم بالنون؟
ثم كان مسك الختام سؤال النهاية إذ طلبت منه محاورته السيدة مني الشاذلي بوصفه أستاذاً بالجامعة تصحيح أوراق الحكومة ليعطي لها درجة من عشر درجات.
هنا تجلت قدرة الأستاذ الفذة في التهرب من الإجابة، إذ قال: "إن القانون الأمريكي يتيح للمتهم عدم ذكر معلومات قد تستخدم ضده، وعليه فهو يرفض تحديد الدرجة التي تستحقها الحكومة"!
إجابة الرجل الهروبية تفسر مأساة حياته، فهو كان مدلهاً في حب الوزارة أي وزارة، ولما جمعته الحكومة بها ذات يوم أنشد من الشعر القديم:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا"، ثم جاءت كارثة صفر المونديال ففرقت الحكومة بينه وبين محبويته الوزارة، فأصبح يا قلبي من يومها لا يترك فرصة إلا وينشد معلقته في"البولولوم" لعل الوزارة تعود.
________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 28 مايو 2006

الأحد، 19 مارس 2006

مدرسة الهزيمة الابتدائية المشتركة التي لا ينجح أحد من طلابها أبدًا


في الساعات الأولى من يوم الجمعة الرابع من المحرم 1427هـ الثالث من فبراير 2006م السادس والعشرين من طوبة 1722ق، سكنت أرواح ألف شهيد حواصل طيور خضر،  وحاولنا نحن أهلهم ألا نسكن في برج الخيبة والعار والحزن العقيم.
فماذا فعلنا ؟
(1)
تقدم بعضنا بالشكاوى والاستغاثات والاحتجاجات إلي الحكومة، فماذا كانت النتيجة؟
إنه "الصفر المونديالي الشهير" ذاته، حازه عن جدارة واستحقاق كل مستغيث بالحكومة، لأنه استغاث بالقاتل ولأنه تغافل عن قراءة ما جاء في الأهرام "صحيفة الحكومة الأولى" ، إذ نشرت يوم الجمعة الثالث من مارس ( لاحظ أن غرق عبارة الخراب كان يوم الجمعة الثالث  من فبراير، واحزن معي للمصادفات السعيدة!!) مقالاً لأحد كبار كتابها هو الأستاذ نبيل عمر جاء فيه: "إن السفينة المصرية "ديانا" مالت علي جنبها الأيمن 20 درجة في دلالة واضحة علي أنها ستغرق داخل بوغاز الدردنيل بتركيا وكانت تحمل 1600 طن من الأخشاب والجرارات، علماً بأن حمولتها يجب ألا تتجاوز 1300 طن!!
وكانت السفية تحمل علم كوريا الشمالية (إن كانت الليلة تشبه البارحة فكوريا تشبه بنما) ثم لما أيقن تسعة من بحارتها بالغرق ضغطوا على القبطان ليرسل استغاثة، ولكنه رفض مهونًا من الأمر.
ولما علمت الأهرام بالأمر اتصلت بصاحب السفينة فأغلق هاتفه الجوال فاتصلت باللواء "حسن الهرميل" رئيس هيئة السلامة البحرية الذي أمر البحارة بمغادرة السفينة فورًا.
ويختم الأستاذ نبيل عمر مقاله قائلاً: لقد تم إنقاذ البحارة التسعة ولكن السؤال مازال ملحًا لماذا لم ترسل السفينة استغاثة؟ ثم لماذا أغلق صاحبها تليفونه المحمول؟
ومن يومها وحتى كتابة هذه السطور لم أقرأ كلمة عن هذه الحادثة ولم أسمع أن تحقيقًا يجرى للإجابة عن سؤال الأستاذ نبيل عمر، ترى لماذا؟ لأن الحكومة هي شريك فاعل في كل عمليات القتل الجماعي التي يروح المصريون ضحيتها، لأنها لو لم تكن كذلك لما سمحت لشركة السلام بمواصلة العمل حتي الساعة، ويكفي أن شركات السياحة تعلن أن السفر لعمرة المولد النبوي سيكون بعبارات شركة السلام.
ثم إن المستغيث بالحكومة هو رجل خادع لنفسه يطمع في أن يلج "جمل" العدل في سم خياط الحكومة. الحكومة أخي الكريم شريك في كل جرائم القتل الجماعي وإليك دليل لا ينقض، نشرته جريدة روزاليوسف اليومية والتي لا يمكن اتهامها بمعاداة الحكومة لأن هذه الجريدة على وجه التحديد عاشقة حتى صفحتها ما بعد الأخيرة للجنة السياسات.
نشرت الجريدة يوم الأحد الخامس من مارس الجاري في صدر صفحتها الأولى تقرير: "الحريات الرقابية بشأن العبارة السلام 98" وجاء في التقرير:
1ــ أن حكومة بنما شهدت بوجود سلبيات في معدات سلامة العبارة وأن العبارة لا يمكن لها أن تبحر أكثر من عشرين ميلاً من اليابسة (كم المسافة بين سفاجا في مصر وضبا في السعودية ؟).
2ــ الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية لم تلزم الشركة بعدم الابتعاد عن اليابسة لأكثر من عشرين ميلاً.
3ــ العبارة أبحرت بقوارب نجاة غير مطابقة للمواصفات كما أنها غير مجهزة بالمشاعل الضوئية أو أدوات الإسعافات.
4ــ الهيئة المصرية لم تقم بالتفتيش على هذه المعدات.
5ــ لجنة خاصة من الهيئة فتشت على قوارب النجاة في الثلاثين من يوليو الماضي (أي قبل الحادث بسعة أشهر كاملة)، واكتشفت اللجنة عدم صلاحية 62 قاربًا.
6ــ أظهر تقرير الهيئة المصرية للملاحة البحرية عدم تركيب نظام الإطفاء الثابت بالمياه في العبارة ورغم ذلك استثنت الهيئة العبارة من تركيب النظام حتي انتهاء موسم الحج (لاحظ أن الحادث وقع بعد انتهاء موسم الحج ولم تكن نظم الإطفاء قد تم تركيبها بعد) .
هل بعد هذا التقرير الفضيحة تتوقع أن تنتصر الحكومة لدم الشهداء حاشاك أن تكون من الذين يطمعون في عفو الله عن إبليس.
لكل ما سبق وما سيأتي يظهر لكل ذي عقل أن الشكوي للحكومة فوق أنها مذلة فهي محض عبث أو عبث محض، فمنذ متى والقاتل يعطي القتيل حق القصاص؟
تذكروا معي أن الحكومة رفعت الحصانة عن أيمن نور في لمحة عين وسجنته خمس سنوات قبل أن يرتد طرفها إليها لأنه متهم بتزوير أوراق، أما المتهم بقتل ألف مصري فمازال ينعم بالحصانة والمال والبنين والسفر إلى عواصم أوروبا.
(2)
توجه بعضنا إلى مكتب سيادة النائب العام مطالبين بإظهار حقيقة ما حدث في مذبحة العبارة.
ونسى هؤلاء أن "شهاب الدين مثل أخيه تماماً"، فلقد سبق لنا وجربنا سيادة النائب العام شخصًا ومنصبًا فماذا حصدنا سوي "الصفر ذاته"، هل تتذكر مثلي مذبحة قطار الصعيد ثم مذبحة مسرح بني سويف؟ وفي زمن المذبحتين ذهب بعضنا أيضًا للتظاهر أمام مكتب النائب العام. هل تذكر ماذا منحنا النائب العام؟ . "إنه الصفر ذاته".
ثم هل تذكر أن النائب العام وكانت البلاد علي أعتاب كارثة طائفية بعد عرض كنيسة لمسرحية رأى من شاهدها من المسلمين أنها مسيئة لهم ــ خرج علينا قائلاً "إنه لا وجود لمسرحية ولا لـ "سي دي" الذي سجلت عليه أظنك تذكر هذا التصريح الأعجوبة وأظنك تذكر أن قسًا ــ أقول قسًا ــ نشرت له صحيفة صوت الأمة مقالاً كان عنوانه "بل هناك مسرحية وهناك سي دي". ثم هل تذكر أن مصريات انتهك أعراضهن حثالة ما يسمى بالحزب الوطني أمام نقابة الصحفيين يوم الاستفتاء الأسود وسجلت كل الفضائيات وقائع الانتهاك بالصوت والصورة، أظنك تذكر، كما أظنك تذكر أن النائب العام حفظ القضية لعدم التعرف على الجناة، والله العظيم هذا ما قاله!
(3)
لطم بعضنا وجهه في الجرائد وشق بعضنا جيبه في المجلات وانتحب بعضنا في الفضائيات وجميعنا سكبنا على الشهداء آيتين من الكتاب وما تيسر من دموع، أو كما قال نجيب سرور: ثم ماذا؟ إنه "الصفر اللعين ذاته" فالكثرة الغالبة من الصحفيين والكتاب، يبدأ الواحد منهم مقاله بتلك الجملة التي عليها لعنة الله ورسله والملائكة والشهداء والناس أجمعين، يقول واحدنا: "أعلم أن لا شىء سيحدث" بس خلاص هذا يكفي يا سيدنا، لقد وصلت رسالتك الانهزامية، إذ كانت الهزيمة هي بداية الأمر ومنتهاه فلماذا نكتب؟ إذا كنا نعلم أن الهزيمة قدر مقدور فما جدوى كل هذا الحبر الذي نشوه به بياض الصفحات؟ إذا كنا نسلم بداية بأن لا شيء سيحدث فما جدوى أي كتابة نكتبها وأي احتجاج نحتجه وأي مظاهرة نتظاهرها؟
(4)
تسألني وما العمل؟ دعني أفكر معك بصوت مسموع وأقول: أمامنا ثلاثة حلول:
الأول: أن نؤمن إيمان عقيدة واعتقاد أن التخنث أمر لا يليق برجال لهم شوارب ونساء لهن ضفائر، فنحاول، كما يليق برجال حقيقيين ونساء حقيقيات، إبقاء القضية على قيد الحياة (وهذا أضعف الايمان) كأن تخصص كل جريدة ومجلة يحترم القائمون عليها معنى الرجولة والأنوثة ركنًا ثابتًا في الصفحة الأولى يحتوي على عدد محدود من الكلمات، كأن تكتب الصحف مثلاً: "لقد مضى اليوم "كذا" على مذبحة عبارة السلام.. لن نصمت وسنظل نطالب بالحقيقة".
والذي أعلمه علم يقين أن الرجل الوحيد في مصر الذي استن هذه السنة وعمل بها هو العالم الأستاذ "قدري حنفي" إذ خصص ركنًا ثابتًا في مقاله الذي تنشره الأهرام صباح كل خميس من كل أسبوع، يطالب فيه بالكشف عن الحقيقة.
وأنا أضع هذه الأمانة في عنق أستاذي رئيس تحرير العربي "عبدالله السناوي" فمثلما قام بحشد رؤساء التحرير دفاعًا عن زميل كان مهددًا بالسجن يستطيع إن شاء الله حشدهم لتخصيص هذا الركن، فإن لم يستجيبوا يكون قد نال شرف الدعوة وعليه أن يلتزم بها في العربي.
الحل الثاني:
ثبت لنا بالتجربة أن الحكومة شريك في جرائم القتل الجماعي التي تحصد أرواحنا كما ثبت لنا أن السيد النائب العام قد يأتي تقريره وفيه: "إنه لا وجود للغرقى ولا للسفينة ومن ثم فلا وجود للبحر الأحمر" ثم ثبت لنا أن إيقاظ الشعب أمر حباله طوال طوال كطول ليل الشتاء الذي بلا دفء ولا أمان ولا طعام، فلماذا لا نلجأ للمنظمات الدولية، فقد أبلت بلاءً حسنًا في بلدان كثيرة.
سيقول قائل هل أنت تقع في المحظور وتطالب بالتدخل الأجنبي، وأنا أرد عليه قائلاً: "كف عن الرطانة بالباطل الذي لا يأتيه الحق من بين يديه ولا من خلفه"، فالمنظمات الدولية شيء والتدخل الأجنبي شىء آخر، ألا نطالب أحياناً بتدخل الصليب الأحمر وشقيقه الهلال الأحمر ، ألا نلجأ أحيانًا إلى الأمم المتحدة، ألا نستصرخ أحيانًا الفاو واليونسكو واليونيسيف وغيرها من المنظمات.
هذا يحدث وأكثر منه يقع فلماذا لا نخاطبهم ونقول لهم مدوا لنا يد المساعدة ولا تصدقوا حكومة أدمنت ذبح شعبها.
الحل الثالث:
"أن نعلن بشجاعة تليق برجال لهم شوارب ونساء لهن ضفائر أننا ننتمي حقيقية لا مجازًا لعالم الخناثي، ومن كان خنثى فلا يطمع في أن يكون له ولد، لو امتلكنا شجاعة مثل هذا الاعتراف الأليم سيحق لكل واحد منا الانكفاء على ذاته والغوص فى أوحال الواقع مطاردًا للقمة عيشه ونكف جميعًا عن "تقليب" مواجع أهل الشهداء ونقنع بالانضمام لمدرسة الهزيمة "الابتدائية" التي لن ينجح أحد من طلابها أبداً رجالاً كانوا أم نساء".
إن كانت ما تصورتها حلولاً غير مقنعة ولا لائقة فعندي حل رابع: "أن نولع في أنفسنا بجاز" وكفى الله الجبناء شر الحياة والمقاومة. ملحوظة: ليلة الأحد 12 مارس الجاري قام ستة من مملكة أمير المؤمنين محمد السادس التي نعرفها باسم المغرب بسكب الجاز على أبدانهم ثم اشعلوا النيران فيها احتجاجاً على عدم وجود فرص عمل لهم وقد تمكنت السلطات من إنقاذ ثلاثة منهم وهم الآن قيد العلاج من الحروق الشديدة. لو جربنا هذا الحل أبشركم أن حكومتنا ستدعمه وتفرح به جداً وتستورد شعبًا من الصين كما تستورد فوانيس رمضان.
__________________________
نشرت بجريدة العربي ــ 19 مارس 2006