المعلومات
المتوفرة عن الباحث الشاب إسلام البحيري
تقول إنه حصل علي ليسانس الحقوق ، ثم سافر إلي الكويت ليتم تعيينه باحثًا لدي
وزارة الأوقاف الكويتية ، ثم حصل من بريطانيا علي شهادة الدكتوراه في تجديد مناهج الفكر
الإسلامي ، أما عن دينه فالمقطوع به أنه مسلم ، وذلك لان بعض كارهيه يشيعون أنه
مسيحي !!.
ظل
إسلام لسنوات يعمل في الظل ، كاتبًا في
جرائد خاصة مثل الأسبوع المصرية وموقع اليوم السابع الإخباري ، إلي أن حدثت مناظرة
بينه وبين الشيخ " محمود شعبان " صاحب الجملة الشهيرة :" هاتولي
راجل " وفي تلكم المناظرة وضح تفوق إسلام وتمكنه من أساليب المواجهة الفكرية
، وهو الأمر الذي استفز الشيخ شعبان حتي أرتكب حماقة رفع حذائه في وجه إسلام ،
وكانت تلك سقطته المدوية التى جعلت جماهير المشاهدين تتعلق بإسلام وتنتصر لهدوئه
ولعقليته المرتبة المنظمة .
ثم
تواصل " طارق نور " صاحب فضائية القاهرة والناس مع إسلام وأثمر ذلك
التواصل ظهور برنامج " مع إسلام " الذي يناقش فيه إسلام كافة القضايا الإسلامية ذات الحساسية
الخاصة .
كنتُ
واحدًا من مشاهدي برنامج إسلام ، أعجبني حماسه وإخلاصه لما يعتقد أنه صحيح ،
وشجاعته في مواجهة تجار السلفية وتمكنه من الرد عليهم بهدوء وعلم يقوم علي أدلة
عقلية لا يجحدها إلا من كان في قلبه مرض ، أذكر كيف بعثر فتاوي كبير السلفية ياسر
برهامي بجواز زواج الطفلة ، لقد نقد ونقض الفتاوى بطريقة مدهشة ، أعتمد فيها علي
البساطة التي لا تعني السطحية والتفاهة وعلي العمق الذي لا يعني الغموض والتعقيد .
ثم
وضع إسلام قدميه علي بداية طريق تنقية تراثنا التليد من فقه وحديث وتفسير ، وكان
وللحق واعيًا لما في هذا التراث من قيمة ولما له من مكانة في نفس جماهير الأمة ،
كان يتعامل بمهارة وهدوء الجراح الذي لا يريد بتر وقطع العضو إنما يريد استئصال ما
به من مرض ، حرصًا علي سلامة العضو وجلبًا لشفائه الكامل .
وفي
هذا المقام أذكر أن الشيخ الإمام محمود محمد شاكر ، كان يطلق علي التراث مصطلح
" ميراث " وهو مصطلح خطير ومهم ، لأن كل منا يرث وله أن يتعامل مع ميراثه كيف يشاء ، يحافظ عليه كما هو أو ينمه
أو يحول نشاطه لما فيه خيره ، ولكن ليس من حقه بعثرته وإتلافه إلا عن كان سفيهًا ،
وساعتها سيتم الحجر عليه وغل يده من التصرف في ميراثه ، كان إسلام ينظر لهذا
المعني العميق الذي أراده الشيخ شاكر ، ميراث يصل الأجداد بأحفادهم وليس تراثًا مهملًا أو واقعًا في قبضة بعضهم
كأنه حق لهم دون سواهم ، ثم جرت في النهر مياه الشهرة والذيوع لإسلام فبدأت تظهر
عليه علامات تملك الحقيقة المطلقة الكاملة ، حتي بدا كأنه وحده الذي له حق
الاجتهاد وحرث أرض التراث أو الميراث لقد تماهي
من حيث يدري أو لا يدري مع سلطة
الذين ينتقدهم وينقض أفكارهم ، وهنا تنبه له تجار الدين يرعبهم أن يكون دين الله
كما أراده الله ، دينًا علي المشاع ،
دينًا للعالمين كافة ، هم يريدونه دينهم هم ، وما الأمة سوي قطيع يدين لهم بالسمع
والطاعة ، تنبه التجار لخطورة أفكار ومنهج إسلام فشنوا عليه حربًا بلغت أحط درجات
الترخص ، خاضوا في عرضه وفي دينه بل وحرضوا علي قتله .
وأمام
تلك الحرب ، كان علي إسلام أن يتوقف
ليلتقط أنفاسه ويعيد فحص منهجه وطريقة تقديمه ، ولكنه أندفع يحامي عن نفسه لا عن منهجه ، وأعتمد نفس أسلوبهم ، الشتم
والسب والسخرية الجارحة التي تسيل الدماء ، وبدلًا من أن يدعو إلي تنقيه التراث أو
الميراث من الشوائب التي علقت به راح يدعو وبكل عنف وبكل غيظ إلي تدميره وكأنه لم
يكن جهد علماء وثمرة تعب وكد ، غادر إسلام باب الهدوء ودخل باب المكايدة وتحول
برنامجه إلي مشاجرة شارع ، لقد استسلم لهم لأنه أعتمد رخص طريقتهم وعنف منهجهم ،
فكيف سينتصر ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في جريدة التحرير بتاريخ 1 أبريل 2015
ليت إسلام يتراجع عن المناظرة التي ستجري بينه هذا المساء - السبت - في برنامج القاهرة 360 درجة - فهي بداية لطقوس ذبحه (شرعاً) بأيدي أزهريين لا يرون إلا أنفسهم الأكثر (علماً) بالدين، والأشد حرصاً عليه. ليته يتراجع، فالمناخ العام مجهز تماماً لإضافة اسمه إلى قائمة من تجرؤوا على إعمال عقولهم والإعلان عن آرائهم في مواد أتى بها بشرٌ مثلنا منذ مئات السنين.
ردحذف