الاثنين، 7 أبريل 2014

بطولة حمدين





الذى رزقه الله الإنصاف سيعترف جهارا نهارا بمكانة المشير عبد الفتاح السيسى لدى شعبه وبشعبيته الكاسحة، تلك الشعبية التى تأسست على موقف بطولى شجاع اتخذه السيسى وقيادات الجيش المصرى عندما وقعت الواقعة بين جماهير الشعب وعصابة حسن البنا، التى من سوء حظ الجميع كانت تحكم وتتحكم فى مقدرات البلد، كان فى مقدور السيسى أن يتخاذل محتجا بألف حجة منطقية ومعقولة ومقبولة، كأن يقول مثال: »إن مرسى رئيس منتخب، وإن الجيش يحمى الشرعية الدستورية و…….«، لكنه رأى بنور بصيرته الوطنية أن مرسى فاشل، ويريد السيطرة على الدولة بما فيها وبمن فيها لصالح عصابته، قرر السيسى أن ينحاز لشعبه ويقف شامخا فى مقدمة الصفوف المجابهة لعصابة دموية لا تتروع عن ارتكاب أخس 
وأحط الجرائم.

موقف السيسى هذا كان خطيرا جدا على كل االأصعدة، فهو من ناحية حمى الوطن من شر حرب أهلية كانت تطرق أبوابه بقوة، ومن ناحية أخرى أغضب كل الدوائر الداخلية والإقليمية والدولية التى كانت ترعى وتحتضن طموحات عصابة حسن البنا فى تفكيك مصر، بجملة واحدة.

لقد أغضب السيسى ومعه قيادات جيشنا الوطنى أمريكا، وأنت وأنا نعرف ما معنى أن تغضب أمريكا، إنها تستطيع أن تفتح عليك، متى غضبت، كل أبواب الجحيم، بداية من إعلام مسعور مرورا بتقارير مشبوهة لمنظمات مشبوهة تتاجر بحقوق اإلنسان، وصولا إلى استخدام القوة المسلحة، وراجع إن شئت قائمة الحكام والقادة الوطنيين الذين انحازوا لشعوبهم فدبرت لهم أمريكا سلسلة من الانقلابات والاغتيالات والتصفيات على المستوى الجسدى أو المعنوى.

إذن مكانة ومقام السيسى محفوظ لدى شعبه، والشعب هو الذى نادى به منقذا ومخلصا للوطن من شر العصابة القاتلة، وجماهير عريضة هى التى نادت به مرشحا للمنصب المصرى الأرقى والأهم والأبرز، منصب الرئيس، لكن هذه المكانة هل تنسينا أبطاال آخرين برزوا فى صدارة المشهد؟

ما أعتقده أن رجال مثل حمدين صباحى لا يمكن نسيان أو تجاهل دوره المركب فى دعم الثورة.

حمدين منذ بداياته االأولى يقف مدافعا عن وطنه بصفة عامة وعن فقراء وطنه بصفة خاصة، لقد واجه السادات عندما كان السادات القائد المنتصر، ثم واجه مبارك عندما كان جبارا فى الأرض، وذاق مرارة السجن طويلا دفاعا عما يعتقد أنه صحيح ووطنى، ثم لم يتخاذل للحظة أيام تدافع الجماهير إلى ميادين الثورة، وعندما قطفت عصابة الشر ثمرة الثورة الأولى، وتمكنت من الوصول إلى قصر الرئاسة، قدم لهم نصحا وطنيا خالصا لوجه الله، لكنهم قوم لا يفقهون، فلجأ حمدين إلى العمل السياسى النظيف، فلم نسمع منه يوما كلمة يمكن تفسيرها على أنها تشجع على عنف أو تدعو لتطرف، بل كان على العكس من ذلك، كان يرفض دائما الظهور فى فعاليات ضد عصابة حسن البنا تفوح منها رائحة العنف.

ثم ها هو حمدين صباحى يستكمل دوره فى دعم الثورة من خلال إقدامه على منافسة السيسى فى انتخابات رئاسية يرطن البعض منذ الآن بأن نتائجها محسومة لصالح السيسى.

إن إقدام حمدين الواثق على خوض منافسة كهذه لهو من علامات بطولته، لأنه إن تراجع أو تخاذل كانت الانتخابات ستتحول إلى مشهد مبايعة أو استفتاء بائس، لكنه الآن يضع نفسه فى مواجهة شرسة مع ضباع ستتبرع بأن تقوم بحملات تشويه لكل من يجرؤ على أن يطرح نفسه فى منافسة مع السيسى، ولقد ظهرت منذ فترة ليست قصيرة بوادر هذه الحملات الوضيعة من خلال رجل يظهر على شاشة إحدى الفضائيات ويخصص جزءا ليس هينا من وقت برنامجه للهجوم على حمدين والتشهير به دون أى دليل أو وثيقة أو مستند.

إن ثبات حمدين فى وجه حملات كهذه هو فى حد ذاته عمل بطولى، قد تكون الرئاسة من نصيب حمدين أو غيره، لكن يجب أن لا ننسى أن حمدين هو الذى جعل للمنافسة شرفا، لأنه لم يراهن سوى على جماهير وطنه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة التحرير

هناك تعليقان (2):

  1. ياسيدى الفاضل السيسى قال بعضمة لسانه انه لولا رعاية امريكا ماكان تم له الأمر، واعترف ان ماحدث هو انقلاب، واكبر دليل على هذا هو تلك التحقيقات الدائرة مع احمد وصفى فى امن الدولة، كما ان الكل يعلم أن الموجودون فى الساحة الان ماهم الا برافانات ليس الا سواء كان حمدين او مرتضى او غيرهم، سيدى الفاضل لقد ذبحتم بعقليتكم الفذة ثورتنا سامحمك الله عودوا الى عصر عبدالناصر والفشل السياسى للحكم العسكرى مرة أخرى

    ردحذف
  2. الحقيقىة لا أعرف مصدر المعلومات التى سردتها.. وفى كل الأحوال أقدر حالة الارتباك التى نعيشها جميعا، لكن من غير المقبول تبادل الاتهامات والتشكيك فى ثورة عظيمة لازالت تسعى لتحقيق أهدافها ولن يتأتى ذلك وفق هذه الرؤى المنقسمة كل لصالح نظره ومآربه دون مصلحة الوطن,.

    ردحذف