الاثنين، 4 نوفمبر 2013

صافى – يا لبن - كاظم





الرجال فى مصر كثر وأرجل رجل عرفته يتخفى تحت اسم أنثوى ويسمى نفسه "صافى نازكاظم" فهذه السيدة الجميلة الجليلة رجل بمعنى الكلمة إذ أن "الرجولة" لا تعنى أبدًا "الذكورة" بل تعنى "النبل والجمال، والإخلاص والوفاء والمحبة".

ولكى أكون صريحًا أقول إننى لا أعرف سببًا واحدًا يجمعنى بهذه الأم الجليلة فأنا وهى "نتعارك" حول جميع تفاصيل حياتنا من جمال عبدالناصر إلى أسامة أنور عكاشة مرورًا بموسيقى عمار الشريعى وصوت على الحجار ولطفى بوشناق، فهى ترى هؤلاء بعين غير التى أراهم بها، إذا ما الذى يجمعنى بها؟

إنه منهج صافى ناز فى الحياة.. فكثيرًا ما قالت لى: "خذ الناس مرة بالجملة ومرة أخرى بـ "القطاعى" وساعتها ستكتشف مناطق لقاء لم تكن تتوقعها".

ثم هناك شىء آخر غير منهجها فى التعامل مع "الحجريين" من أمثالى إنه حسها الشعبى الذى يهيمن على جميع تفاصيلها فلو قدر لك ودخلت بيتها، فلن تجد فيه غير رائحة النظافة، هل للنظافة رائحة؟.

نعم نظافة بيت صافى ناز لها رائحة، كتب وقرآن وتواشيح وأغانى نجم وإمام وقصائد عبدالوهاب بالتأكيد كل هذه الأشياء لابد أن تكون لها رائحة، ثم هى سيدة تجيد الرطن مثل الخواجات ولكنها تموت صبابة فى أغنية "كعبه محنى وكفه محنى" ولا تستنكف أن تعلن عشقها للكشرى ولقصص كامل الكيلانى وتكشيرة نبوية موسى، وكل هذه التفاصيل تتجمع داخلها وتحتشد ثم تغادر قلبها، وتأخذ شكل مقالات وكتب، تقبل أنت ما بها أو ترفضه، أنت حر ولكنك لن تستطيع الفكاك من سحر هذه الكتابات التى تتدفق مشحونة بكل ما هو مسلم وعربى ومصرى أنها وبـ "الجملة" واحدة منا شاء لها الله أن تكتب فقررت أن تكتب عنا وعنا فقط.

والآن ما مناسبة هذا المقال؟

الإجابة هى الحياة أقصر مما نظن ولن نخسر شيئاً لو قلنا للذين نحبهم يا أيها الأحباب نحن نحبكم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة الجيل ــ 20 ديسمبر 1998

هناك تعليقان (2):