الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

كونوا رجالا مرة واحدة فقط




الخطاب هنا للسادة المتناحرين على مقاعد البرلمان ثم للسادة الذين أعلنوا ترشحهم على مقعد رئيس الجمهورية، هؤلاء وأولئك يعلمون علم اليقين أن كافة الأمور المهمة التى تخص إدارة شئون البلاد ستبقى فى يد المجلس العسكرى الحاكم، ولكنهم طمعا فى الكرسى،

يخادعون الشعب ويخدعونه ولا يذكرالواحد منهم أبدا أنهم سواء فازوا أو خسروا فلن يقدموا جديدا.
السيد اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى كشف الغطاء عنهم جميعا فى المقابلة التليفزيونية التى أجراها مساء السبت 26 نوفمبر مع الصحفى محمود مسلم وبثتها قناة الحياة . قال شاهين نصا: «إنه ليس من حق أغلبية مجلس الشعب اختيار الحكومة طبقا للإعلان الدستوري لأن نظام الحكم في مصر مختلط»، موضحا أن دستوريا وقانونيا مجلس الشعب المقبل ليس له أي سلطة على الحكومة وليس من حقه سحب الثقة منها غير أن شاهين قال: «إنه يمكن أن يترك الأمر لحينه إذا أراد المشير تغيير الحكومة بعد الانتخابات».
كلام ممثل المجلس العسكرى واضح وضوح شمس الظهيرة، ليس لهذا البرلمان فائدة وليس له الدور المزعوم فى نقل السلطة بل لن يراقب الحكومة، يعنى الموضوع بالبلدى المجلس سيكون جثة بلا روح، والعسكر ها هنا قاعدون إلى أن يشاء الله سواء فى الصدارة كما هو الحال الآن أو من خلف ستار شفاف تحت دعاوى البرلمان الشرعى المنتخب . ما فائدة انتخابات سيحصل الفائز فيها على صفر بطول وعرض مصر؟
السؤال ذاته مطروح على السادة المتسابقين على مقعد رئيس الجمهورية، لا يوجد واحد من بينهم يعرف صلاحيات منصبه لأنهم جميعا دخلوا السباق قبل كتابة الدستور والموافقة عليه، أليس من الوارد أن ينص الدستور على أن مصر دولة برلمانية؟ هل ساعتها سيظل هذا التنافس المحموم على مقعد الرئاسة قائما ومشتعلا؟ أليس من الوارد أن يتضمن الدستور المادتين (9 و10) من وثيقة السلمى اللتين تضمنان سيطرة العسكر على الحكم فى مصر ولو بطرق ملتوية؟ (فى ذات المقابلة قال شاهين إن الوثيقة لا تزال موجودة)!!!.
لو كان ذلك كذلك فما فائدة الرئاسة؟ وعن أى مدنية نتكلم.
لقد جربنا كل هذه النخب المهترئة عشرات المرات فلم يفلحوا إلا فى إبرام الصفقات التى تضمن لهم البقاء فى مواقع الصدارة ، فهل يتمسكوا مرة واحدة فقط برجولتهم ويصرون على تحديد قاطع لصلاحياتهم قبل فوات الأوان. إن ظلوا كم عهدناهم فعليهم الانسحاب من المشهد وعليهم أن يخلوا بيننا وبين العسكر بدلا من دور الوسيط السمسار الذى يشبه المنشار «طالع واكل نازل واكل».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق