الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

فى مديح.. التعرى





فى مطلع العام 2000 طلب منى الكاتب الكبير الأستاذ صلاح عيسى العمل معه سكرتيراً لتحرير جريدة «القاهرة»، وافقت شاكرا له عرضه الجميل، بدأنا فى والضع المبدئى لما ستكون عليه الجريدة، وفى ظهيرة أحد الأيام ولم يكن بالجريدة سوانا ،

تشرفنا بزيارة فنانة تشكيلية، ما إن رآها العم صلاح حتى غمغم «يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف». لم اعرف سر غمغمته إلا لاحقا . بعد الترحيب المعتاد بالزائرة الكريمة شنتْ سيادتها حملة شعواء على طوب الأرض واتهمت الجميع بالتخلف عن ركب الحضارة.
حاول العم صلاح إيقافها فقال لها بأسلوبه الضاحك: «يا آمة الله أوقدى شمعة أو حتى عود كبريت بدلا من لعن الظلام، قودينا يا أختاه إلى طريق التقدم وشارع التحضر».
أشرق وجهها بابتسامة النصر وتناولت من حقيبتها التى تشبه خرج الحاوى كتابا ضخما جدا ، قلبت صفحاته بسرعة فائقة حتى استقرت على صفحة بعينها وهتفت: «من هنا نبدأ».
عندما شاهدت ما تحتويه صفحة «التقدم والتحضر» عرفت فيما كانت استغاثة الأستاذ صلاح بخفى الألطاف، كانت الصفحة تحتوى على رسم ملون لامرأة عارية.
قبل أن افتح فمى بكلمة صاح الأستاذ صلاح فى وجه الفنانة: «ما هذا؟»
ـ لوحة تكسر التابو
أدرك الأستاذ أنه سيدخل إلى حارة سد فيما لو واصل النقاش المتعقل مع فنانة مصابة بهوس كسر التابو فلجأ إلى أسلوب آخر ، أشار إلى جزء من اللوحة سائلا الفنانة: «ما هذا؟»
ـ جسد امرأة
ـ أقصد ما اسم الجزء الذى أشير إليه؟
تلعثمت الفنانة ثم لاذت بالصمت. صاح الأستاذ صلاح: هذا اسمه (....) عايزانى أنا صلاح عيسى بعد العمر دا كله أبقى ناشر (....)، ممكن يعنى لو سمحتى حضرتك تروحى تكسرى التابو فوق رأس أى حد غيرى.
غادرت الفنانة مكتبنا وهى ترطن بما يعنى أنها مصدومة لوصول التخلف إلى التقدميين.
بعد مغادرتها سألت الأستاذ صلاح عن سر ثورته على السيدة إذ كان يكفيه الاعتذار عن عدم النشر وينتهى الأمر. فراح يشرح لى خلفيات ثورته قائلا: إننا نجاهد لكى نوسع من هذا الهامش الديمقراطى الذى لا يسع شخصين، ثم تأتى هذه الحمقاء ومثيلاتها فتروج لأشياء هى ضد الذوق العام للمجتمع فتكون بذلك قد قدمت فرصة على طبق من ذهب لكارهى الديمقراطية ، لانهم ساعتها سيقولون للناس (أدى يا سيدى اللى أخدناه من الديمقراطية.. صور عريانة ).
ثم واصل كلامه قائلا: أنا أعرف هؤلاء الحمقى جيدا وأعرف الثمن الذى دفعناه نتيجة لحماقاتهم وأعرف أننا إن رضخنا لابتزازهم سنصبح جماعة من المجاهدين لنشر البورنو لا الديمقراطية.
هل لمقالى هذا علاقة بالفتاة التى بثت مؤخرا صورة عارية لها؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق