الخميس، 20 نوفمبر 2014

البذاءة مِلّة واحدة





صباح أول من أمس (الإثنين) فاضت المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى بفيديوهات تُسجل كيف تم الاعتداء على بعض الإعلاميين المرافقين للرئيس السيسى فى رحلته إلى أمريكا.


المعتدون كانوا يرفعون (شارة رابعة)، فى دلالة واضحة على انتمائهم أو على الأقل تحالفهم مع عصابة حسن البنا، التى يطلق عليها الإعلام لقب (جماعة الإخوان).

عصابة الشر هذه التى لم نرَ فى تاريخنا الحديث عصابة شر أشد غباءً منها؛ ففى الوقت الذى تتباهى فيه كذبًا وبهتانًا بسلميتها المزعومة، إذا بها تسجل وتوثق بنفسها ما يدحض مزاعم سلميتها، ويكشف بما لا يدع مجالًا للشك دمويتها وتعطشها للتخريب والقتل.


قادة وأعضاء تلك العصابة احتضنهم الشعب لفترات طالت عقودًا، ومنحهم أصواته فى أكثر من استحقاق انتخابى، ودافع عنهم فى مواجهة نظام مبارك العنيد البليد، وأوصلهم إلى كرسى الرئاسة ومقاعد البرلمان.


فماذا كانت طريقتهم فى رد الجميل؟

لقد كشفوا بين يوم وليلة عن توحشهم وسعارهم، وعن كفرهم بكل ما يعتقده المصرى البسيط من مبادئ المواطنة والوطنية، كانوا نسخة أشد غطرسة ودموية من نسخة مبارك الذى يبدو على جرائمه متواضعًا أمامهم، فهو قال: أنا أو الفوضى، بينما هم قالوا: نحن أو الذبح. هم بأنفسهم الذين هددوا الشعب بالتفجيرات والعمليات الإرهابية والسيارات المفخخة، هم الذين قالوا إنهم سيصنعون ذلك، وقد صنعوه بل صنعوا ما هو أسوأ منه، وذلك عندما اعتمدوا البذاءة والفُجر فى الخصومة شرعةً ومنهاجًا، ورأينا كيف أن مشايخهم يسبون بأشد الألفاظ وضاعََةً وتدنِّيًا ثم يتباكون على مكارم الأخلاق التى راح زمانها.


إن مشهدهم الهمجى البذىء وهم يحاصرون إعلاميا يقف فى مواجهتهم بمفرده، لهو دليل قاطع على كذب كل ما يروجونه عن أنفسهم من سلمية وتحضُّر، ودعك من كل كلامهم عن الإسلام وأخلاقيات الإسلام والاقتداء بسنة الرسول، فهذا الكلام يظل كلامًا تكذبه أفعالهم.

هذا عن بذاءة عصابة الشر فماذا عن غيرهم؟

لقد رأينا جهة مسؤولة من جهات الدولة وهى تعرض فى قاعة المحكمة جانبًا خاصًّا جدًّا من حياة المواطن علاء عبد الفتاح، كان الأمر غاية فى البذاءة، ولم ينقذ وجه وسمعة الدولة سوى القاضى الذى أمر بإيقاف عرض الفيديو، لأنه ليس مرتبطًا بحال من الأحوال بمجريات القضية المنظورة أمام المحكمة.


لو كانت الدولة حريصة على سمعتها لكانت قد عاقبت الجهة التى سربت الفيديو، ولكانت قد عاقبت كل مستخف بحياة المواطنين الشخصية، لكن الدولة فى رخاوتها تنعم، وتظن أن الأمر لن ينال منها ولا من كيانها، وكأن التمسك بحسن الأخلاق من شأن المواطنين فقط.


كان واضحًا لأى منصف أن الجهة التى حرصت على التنصت والتجسس على حياة علاء لا تريد تقديم دليل يدينه، بل تريد التشهير به أو بمعنى أوضح «كسر عينه»، بعرض مقاطع تخص حياته الشخصية.


علاء من ناحيته لم يقصر فى هذا السباق المجنون الذى سيوردنا جميعا موارد التهلكة متى سكتنا عنه ورضينا به، أعنى سباق البذاءة المجانية وتشويه الآخر لأنه آخر.


بدعوى مظلوميته فتح علاء خزينة نيران ألفاظه واستعرض فى مؤتمر عام إتقانه السب والشتم، الذى رمى به أكثرية الشعب الذى انتخب السيسى رئيسًا!!!!!!!



لا أعرف متى نقف وقفة جادة لمواجهة مرض تفشّى حتى كاد يصبح أسلوب حياة لدى طوائف كانت فى ما سبق علامة على التحضر والرُّقى؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة التحرير في 24 سبتمبر 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق