الخميس، 13 أغسطس 2009

أكبر من الحكومة



أخيرا حاز اثنان من معتنقى البهائية على بطاقة الرقم القومى، مثبتا أمام خانة الديانة بها العلامة ( ) وهو ما يعد اعترافا من الدولة بأن هناك من لا يدين بالإسلام أو المسيحية أو اليهودية، الأمر جيد من ناحية انتهاء «مواسم ومراسم» الخداع التى دفعت أسر كثيرة ثمنها كاملا غير منقوص، فليس بعيدا عنا حكاية الجد الذى يقاتل من أجل الاحتفاظ بإسلام حفيديه بعد أن خدعه بهائى وتزوج ابنته بوصفه مسلما، ثم ظهر فيما بعد أنه بهائى قديم واستطاع التأثير على زوجته فانضمت إلى البهائية وبقى الحفيدان ممزقىن بين الأبوين البهائيين والجد المسلم. انتهاء الخداع أمر جيد لا شك فيه ولكنه يفتح الباب أمام أسئلة عويصة كشف عنها بهائى قال لإحدى الفضائيات: «حصولنا على بطاقة الرقم القومى التى تنفى عنا الإسلام والمسيحية واليهودية ما هو إلا خطوة أولى ستتبعها خطوات». عند خطوات سكت الرجل ولم يفصح كأنه يقول:«اللبيب بالإشارة يفهم». 


ترى ما هى الخطوات التى سيقطعها البهائيون فى قادم الأيام؟ هل سيسعون للحصول على «محفل» لأداء شعائرهم؟ هل سيقاتلون من أجل إثبات بهائيتهم فى الأوراق الرسمية؟ هل سيطالبون بحصة فى البرلمان والوظائف القيادية؟ كل هذه الأسئلة تطرح نفسها بقوة لا على الحكومة ولكن على المجتمع، إذ إن الأمر يبدو أكبر وأعقد من أن تحله الحكومة منفردة، الكرة الآن فى ملعب المجتمع الذى عليه أن يقرر كيف سيتعامل مع مثل تلك الدعاوى التى أصبحت تطرق بابنا صباح مساء، والتهرب من مواجهتها لن يزيد النار إلا اشتعالا، علينا أن نمد الخيط إلى منتهاه وندرك أن شيئا ما فى تركيبة الشخصية المصرية قد تغير ويجب البحث عن حلول جادة تحفظ لهذا الوطن وحدة ترابه أمام تكاثر المطالب الطائفية والدينية والمذهبية، فبعد واقعة البهائيين تقدم أحد المحامين الشيعة بإنذار على يد محضر لوزير الداخلية يطالبه بإعطاء الشيعة حقوقهم !! 

ولا يعرف أحد ما هى على وجه الحصر الحقوق التى يطالب بها الشيعة. 

هل يطالبون بـ«حسينيات» بدلا من المساجد؟ أم تراهم يريدون إقامة مواكب عاشورائية كتلك التى تقام فى إيران؟ أم تراهم يطالبون بولاية الفقيه؟. 

الإنذار ترك المجال مفتوحا أمام جميع الأسئلة، وهى كلها للأسف أسئلة طائفية لا تعبر عن مطالب الأمة كل الأمة التى يبدو أن أولادها يحاولون القفز من سفينتها إلى أى قارب يخيل إليهم أنه سيحملهم إلى بر الأمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليق واحد: