سألت نفسى بعد قراءة الخبر هل هناك عالم يستطيع قبل أن يرتد إليه طرفه أن يحسب بدقة متناهية تاريخ بناء الهرم الأكبر؟ ترى ما الأدوات والآلات التى استخدمها ليؤكد أن الثالث والعشرين من أغسطس هو تاريخ بناء الهرم؟.
الحقيقة، تشككت فى الأمر برمته خاصة وهناك سوابق لهذا النوع من «الفشر» المصرى الفاخر، وكلنا يذكر المسئول الكبير الذى أكد أن «الحكومة تسمع دبيب النمل»!، كما نذكر الوزير الذى صرخ تحت القبة الموقرة للمجلس الموقر: «علىّ الطلاق هناك فائض فى الميزانية». إذن «الفشر» ليس جديدا ولكن الجديد هو هذا الأسلوب الواثق فى ترويج الأكاذيب، يعنى الرجل صاحب براءة اختراع «الثالث والعشرين من أغسطس»، لا شك أنه تكلم بثقة متناهية حتى صدق الناس كلامه وقام المسئولون بإذاعته بوصفه اكتشافا جبارا سيعيد بناء أحداث التاريخ القديم. ولكن يا فرحة ما تمت فقد اجتمعت لجنة أخرى تضم أكابر آخرين تحت مسمى «اللجنة العلمية الأثرية المشكلة لدراسة تحديد الثالث والعشرين من أغسطس عيدا قوميا للجيزة»، وقررت بعد الفحص والبحث والتدقيق والتمحيص أنه لا توجد أى أدلة علمية أثرية أو لغوية تشير إلى أن هذا الموعد هو موعد بناء الهرم الأكبر!
طبعا اللجنة الجديدة ليست أى لجنة، فعلى رأسها الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار الذى أكد أن أعضاء اللجنة اتفقوا على أن تحديد هذا الموعد يحتاج إلى أبحاث وأعمال متعددة قد تستغرق وقتا طويلا جدا، وأضاف حواس أنه سيبحث مع المهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة اختيار موعد أو تاريخ محدد ليكون يوما قوميا للجيزة قد يرجع إلى أحد الاكتشافات الأثرية المهمة بالجيزة.
وإلى أن تجتمع اللجنة وتجد اليوم المناسب فإننى أقترح أن يكون العيد القومى للجيزة هو اليوم الأول لدخول خدمة «التوك التوك» إلى شوارع وحوارى المحافظة العريقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ