كثير من الصراخ والعويل والتشنج والشتائم، وقليل من التأنى والتعقل والتفهم، تلك هى حصيلة الأسبوع الأول من «أزمة حزب الله والحكومة المصرية» التى أفرزت أسوأ ما فى الخلافات العربية ــ العربية (بأسنا بيننا شديد)، وصلت الأمور إلى درجة توقع فيها المحلل السياسى اللبنانى «أنيس النقاش» وقوع صدام مسلح بين مصر والحزب، الذين أفزعهم «تهويل» النقاش، أزعجهم أيضا «تهوين» محامى المتهمين الأستاذ منتصر الزيات الذى قال: «الأمر بسيط وقد يصل إلى مجرد الجنحة» وما بين الجنحة والصدام المسلح، اشتعل الموقف بغيار شتائم طالت الأمس واليوم والغد والانتماء والعرب والعجم!!
فأحدهم يصف رئيس جمهورية إيران ــ وهو بالمناسبة رئيس منتخب ــ بـ«العربجى» وقيادة مصرية معروف عنها التروى تقول «بلا نصر الله بلا زفت» ومواقع على الإنترنت يقول فيها اللبنانيون للمصريين «اسكتوا يا عوالم يا بتوع شارع محمد على» ردا على قصف مصرى يذكر اللبنانيين بـ«مساخر شارع الحمراء وعلب الليل البيروتية».
تكبر كرة النار وتلتهم أى رغبة فى رؤية الحادث كما هو لا كما تريد لنا «قوى معادية» أن نراه، تلك القوى التى تشوش على كلام عاقل يأتى من الجانبين يطالب أصحابه بالتزام الحذر فى التعاطى مع هذه القضية الخطيرة التى قد لا قدر الله تلقى بظلالها القاتمة على مستقبل المقاومة ونظرة المصريين لها. يضيع كلام العقلاء فى حمى قيام بعضهم بإلقاء قنابل دخان تعمى العيون عن رؤية الأخطار المتحققة (مفاعل ديمونة مثلا).
هل أصبح حزب الله أخطر علينا من الليكود؟.. ثم هل أصبح السيد نصر الله أشد فتكا بنا من العنصرى ليبرمان الذى دعا جهارا لتدمير السد العالى؟.. لماذا يتخطف البعض كلمة من هنا وأخرى من هناك يتفوه بها الماثلون أمام جهات التحقيق، ثم يبنون على تلك الكلمات أدلة اتهام تكفى لإعدام ألف وليس مجرد أفراد قلائل.
أيها السادة فلنصمت جميعا حتى تنتهى التحقيقات ويقول القضاء كلمته، لكى لا نقع فى فخ نصبه أحدهم لـ«هيفاء وهبى» وراح يطالبها بأن تقول رأيها فى حزب الله، كأنها من «عتاة» السياسيين!
حمدا لله أن الست هيفاء كانت أعقل من أن تجيبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق