الجمعة، 27 مارس 2009

لماذا لا نفرح؟





مصر تحصد جائزة بوكر للعام الثانى على التوالى، يوسف زيدان «المصرى» يفوز بجائزة بوكر بعد «المصرى» بهاء طاهر، «دار الشروق المصرية» تفوز رواياتها ببوكر، هكذا «فرحت» بنا عناوين الصحافة العربية التى تعاملت مع الخبر بوصفه خبرا يسعد المصريين فى زمن شحت فيه السعادة، ولكن صدق الذى قال «زامر الحى لا يطرب»، أقول هذا بعد مطالعتى لما جاء فى إحدى الصحف المصرية فى سياق تعليقها على فوز رواية «عزازيل» للروائى يوسف زيدان بجائزة بوكر. 



إذ قالت (سأنقل نص كلامها بتصرف لا يخل بمضمونه ): «النتيجة هذا العام تكاد تكون غير منصفة على مستويين، الأول: خاص بزيدان نفسه، إذ وضعته الجائزة ــ وهو الباحث فى مجالى الفلسفة والمخطوطات ــ فى منافسة مع أدباء أكثر شهرة وأصحاب تاريخ أدبى طويل، خاصة أن عزازيل هى روايته الثانية». 

السبب الثانى: «الجائزة غير منصفة مقارنة ببهاء طاهر الذى فاز بها العام الماضى فمنح تاريخه وقيمته الأدبية رونقا خاصا للجائزة». 

ثم بعد كلام كثير تقول: «هل لإبراهيم المعلم أحد مؤسسى الجائزة علاقة بأن تمنح الجائزة فى دورتيها لروايتين صادرتين عن الشروق «عزازيل» و«واحة الغروب»؟ 

وهذا كلام فاسد من كل وجه. 

فهى أولا تناقض نفسها، فعندما تعترف ــ وهى لا تملك غير ذلك ــ بمكانة الأستاذ بهاء طاهر، تلمزه بتدخل المعلم!! وكأن فوز روايات «الشروق» جريمة يجب أن يعاقب عليها ناشرها، وكأن أعضاء لجنة التحكيم، وجميعهم مشهور معروف، يقبلون بتدخل الناشرين فى اختياراتهم. 

ثانيا: تلمز زيدان بقلة رواياته، وكأن كل مكثر مجيد، وكأن الأدب العربى والعالمى لم يخلد كتابا لم يكتبوا إلا عددا محدودا من الروايات (يا سيدتى العدد فى الليمون فقط) ثم من أخبرك أن زيدان لن يكتب رواية ثالثة ورابعة وعاشرة؟ 

ثالثا: تضع الفائزين (زيدان وبهاء) فى مواجهة بعضهما البعض، وكأن بهاء سيغضب أو غضب لأن الجائزة ذهبت لزيدان، وكأن بهاء قال أو سيقول: «من زيدان هذا حتى يفوز بجائزة فزت أنا بها؟!». 

بعيدا عن التفتيش فى النيات، تبدو الجريدة متألمة لأن روائيين مصريين فازا بجائزة عالمية فراحت تلقى الشبهات على الجائزة ولجنة تحكيمها وعلى الفائزين وناشرهما. كل ذلك لأن النجاح أصبح فى نظر البعض جريمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق