ذهبت
السيدة حسناء الحسن «لا أعرف عنها شيئًا ولم أقرأ لها حرفًا» إلى فلان صاحب دار النشر
الفلانية.
قالت
حسناء لفلان: لقد كتبت كتابًا من أربعة فصول تناولت فيه قضايا المرأة.
رد فلان:
لا بد من عنوان جذّاب لكى نضمن رواجه فى أيام معرض الكتاب.
بعد
جلسة عصف ذهنى، اتفقا على أن يكون عنوان الكتاب « لا تظلموا الملبن».
وزيادة
فى جذب الجماهير الغفيرة وضعت دار النشر صورة عظمى للمؤلفة احتلت كامل الغلاف الأمامى
للكتاب.
قامت
السيدة الحسناء بنشر الغلاف على الفيس بوك، فهاج نشطاء الفيس وماجوا، وتدفقت أسئلتهم
التى من نوعية: مَنْ هذه؟ كيف تضع صورتها الشخصية على الغلاف الأمامى للكتاب؟ ما هذا
العنوان المبتذل؟!
كبرت
كرة الثلج، بل قل كرة النار حتى تحدث بعضهم عن غياب الرقابة!
يا الله!
ما كل هذا الانفلات؟ أمن أجل غلاف كتاب وعنوانه ننادى بالرقابة؟، الحمد لله وحده لم
تسمع الحكومة لمن يبكون على زمن الرقابة على الكتب ويتمنون عودتها من أجل غلاف واسم
كاتبة تشارك فى الهرتلة القومية بكتاب.
أمام
الهجوم الكاسح على شخصها، وعنوان كتابها، قررت الحسناء الرد، فجاءت بالأعاجيب شأن كل
من يتحدث فى غير فنه.
قالت
السيدة: «أنا سجلت اسم الكتاب فى الشهر العقارى كبرنامج تليفزيونى وكاسم كتاب وبرنامج
إذاعى، واسم الكتاب «عادى للغاية، بنقول كلنا فى الشارع إنتى زى الملبن أو إنتى زى
العسل».
وأضافت
السيدة حسناء: «وصف المرأة بالملبن لا توجد به أى إساءة لها، فالملبن نوع من أنواع
الحلويات زى العسل، والسكر».
ثم تقعرت
السيدة فى محاولة منها لتأصيل عنوان كتابها، فقالت: «اخترت هذا العنوان لكتابها لأن
الرسول قال: «رفقا بالقوارير» ونحن حاليا بدل ما نقول رفقا بالقوارير بنقول رفقا بالملبن».
السيدة
حسناء لا تعرف الحديث الذى يقول نصه: عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم فى سفر، وكان معه غلام أسود يقال له: «أنجشة» يحدو، فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير».
هذا
هو الحديث فأين الملبن أو اللبان فى الموضوع؟!
واضح
لدى ذى بصيرة بالعربية أن الملبن تشبيه حسى، وعندما يصف أحدهم المرأة بأنها «ملبن»
فالمعنى معروف جيدًا ولا يحتاج لشرح أو تفسير، أما ما جاء فى الحديث الشريف فأمر أرقى
من ذلك بكثير، فالرسول كما قال شراح الحديث كان يقصد الصحابيات اللاتى يركبن الجمال،
فقد كان أنجشة يقود الإبل بصوت جميل منغم وينشد شعرًا عاليًا فكانت الإبل تسرع وتهتز
طربًا عند سماعها هذا الحداء، فخشى الرسول عليهن من إسراع الإبل بهن، وهذا من أروع
التشبيهات البلاغية.
ثم هناك
وجه آخر للحديث وهو أن الرسول خشى على أفئدة النساء الرقيقة من وطأة الشعر العالى،
فقد يتأثرن به ويبكين مثلًا، فطلب من الحادى أنجشه أن يرفق بهن.
هذان
هما الوجهان الوحيدان للحديث، فأين الملبن يا صاحبة الملبن؟!
ـــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق