الاثنين، 12 نوفمبر 2018

للأسف نادي الأهلي أصبح مصريًا !


أعترف بأنني زملكاوي ، من ألف الزمالك إلى كافه ، ولكن زملكاويتي التي ورثتها عن أسرتي وورثتها لأولادي ولو أمتد بي العمر سأورثها لأحفادي ، لم ولن تفرض عليّ انكار  ضخامة كيان الفريق المنافس وهو النادي الأهلي .
الأهلي من حيث التاريخ هو الأعرق ومن حيث البطولات خزانته ممتلئة ، أما من حيث مهارة لاعبيه فحدث ولا حرج ، من حيث حنكة إدارته فلا إدارة كإدارة الأهلي انضباطًا وتفرغًا وموهبة .
ولكن حدث أن فقد الأهلي في موسمنا هذا شرط تميزه  وهو الإدارة .
 جاءت إدارته بمدرب أسباني لفريق كرة القدم ( وهو عنوان النادي وصانع أمجاده ) ذلك المدرب كان أبلد مدرب مر في تاريخ الفريق العريق ، لم يكن به من ميزه سوي جاكت بذلته القصير !!
المدرب المغمور غير الموهوب جعل الفريق ينزف نقاطًا كثيرة ، في الوقت الذي كان منافسه الزمالك يربح نقاطًا كثيرة ، وهو ما أدي في النهاية إلي انفراد الزمالك بالصدارة .
منذ بدايته القديمة كان الإعلام الأهلاوي ـ فيما يخص الأهلي علي الأقل ـ يحق الحق ويبطل الباطل ، أذكر أن الأهلي كان سيئًا جدًا في بداية الألفية حتى أنه خسر من فريق أفريقي في القاهرة برباعية ، يومها خرج الإعلام الأهلاوي ممثلًا في مجلة النادي بعنوان علي صدر الصفحة الأولي يقول : إن هؤلاء اللاعبين عار علي الفانلة الحمراء وليسوا جديرين بها !!
تلك المعالجة المحقة والصادمة جعلت الفريق يعيد حساباته ويأتي بالساحر  جوزيه ومعه كتيبة من أمهر لاعبي مصر ، وبهما معًا جوزيه والمهرة فاز الأهلي بكل البطولات وتقدم مستواه حتى بات قريبًا من مستوى الفرق الأوربية .
الآن سقط الأهلي في فخ  الحالة المصرية ، وهو فخ التبرير ونفي التهمة عن الذات والتقليل من الآخرين ونسب نجاحهم إلي عوامل خارجة عن إرادتهم .
للأسف ألتحق الأهلي بالنوادي المصرية وأصبح مصريًا يرى القذى الذي في عين الآخر ولا يرى الخشبة التي في عينه هو !!
مجلة النادي العريق بلغت سن الرشد من زمن بعيد بل هي الآن في سن الحكمة بعد أن تجاوز عمرها الأربعين عامًا ومع ذلك قدمت المعالجة الأسوأ والتي تنذر ببعثرة الفريق .قدمت معالجة مراهقة ورخيصة مثل فرش الملاية لنساء الحارات .
قالت المجلة في عناوين عددها الأخير إن فقدان الأهلي للدوري ما هو إلا زكاة عن الفريق !!
ثم قالت  إن ختام الدوري كان " التفويت " واضح طبعًا أن المجلة تشير  إلي مباراة الزمالك مع الإسماعيلي ،   التي أسفرت عن فوز الزمالك بثلاثية نظيفة قربته كثيرا من حسم اللقب .
ثم قالت المجلة إن مسابقة الدوري شهدت فوضي التحكيم وإرهاب اتحاد الكرة بالصوت العالي .
تلك كانت عناوين الصفحة الأولي ، باقي الصفحات كانت في سوء الصفحة الأولي بل اشد سوءًا .
فخ التبرير مريح جدًا لكنه علي المدى البعيد مهلك ،الأهلي الآن يحتاج إلي قسوة الناصح الأمين وليس إلي طبطبة المجامل ،  لو كانت المجلة منصفة كما كانت في السابق لقالت إن إدارة النادي قد أخطأت عندما تعاقدت مع الرجل صاحب الجاكت القصير .
وأخطأت عندما لم تسارع بإقالته بعد تكاثر أخطائه التي تحدث عنها الجميع .
لو كانت المجلة تريد استعادة الأهلي لمستواه المعروف لقالت إن إدارة الزمالك ( أنا لم أنتخب مرتضي منصور ولن أنتخبه أبدًا ) كانت بارعة في التعاقد مع مدرب له اسمه وشخصيته ومع لاعبين هم الآن الأبرز علي الساحة المصرية .
لماذا أفلت باسم مرسي وأيمن حنفي وعلي جبر ومحمد كوفي وأحمد الشناوي من الأهلي ؟
أليس في هذا رعونة من إدارة الأهلي ؟
هل حصد الزمالك كل نقاطه بضربات الجزاء ؟ وهل ضربات جزاء الزمالك كلها لم تكن مستحقه ؟
ثم أين كان إرهاب الحكام والزمالك يسجل هدفين في فريق إنبي ولا يحتسبهما الحكم ويخرج الزمالك خاسرًا اللقاء ؟؟؟؟
ثم أين هو الإرهاب والأهلي يرد الهدية بأن يخسر من فريق الاتحاد برباعية ؟.
ثم كيف كان الأهلي سينافس وهو يخسر خمسة لقاءات ويتعادل في ثمانية ؟.
كان المنتخب الوطني المصري بخير عندما كان الأهلي بخير ، وكان الأهلي بخير عندما كان يواجه نفسه بعيوبه ويقر بأن أول الشفاء هو الاعتراف بالمرض .
إدارة الأهلي بدأ التخبط يعرف طريقه إليها بعد أن كانت هي الأمهر في كل شيء ، في لقاء خاص جمعني وواحد من كبار مسئولي الأهلي قال لي :" طلب منا الزمالك أن نعلمه كيف يدير ، وكان ذلك علي عهد رئيسه نور الدالي ، فلم نتأخر وذهبنا إليه بمعارفنا ، ولكن الحمد لله ـ الكلام للمسئول ـ تكاتف أولاد الحلال ورموا بما قدمناه لهم في سلة المهملات ، فظل الأهلي يصعد والزمالك يتدهور ".
علي ما سبق فليس مطلوبًا من إعلام الأهلي أن يخترع العجلة ، كل المطلوب منه أن يعود مهنيًا ومنصفًا ناقدًا لا مجاملًا ، ساعتها لن يتحدث أحد هذا الحديث الرخيص عن التفويت والإرهاب وكأن إدارة الزمالك تنتمي إلي داعش !
ـــــــــــــــــــ 

جريدة التحرير / يوليو 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق