الخميس، 5 سبتمبر 2013

ليس أسوأ من القرضاوى إلا البشرى





يعلم الدكتور القرضاوى أن الرجل إذا أفتى فى مسألة وتحرج فى أختها فقد بطلتْ فتاواه جميعا، ويعلم فضيلته أنه لم يتحرج فحسب، بل أفتى فى كل مسائل الثورات العربية وفق هواه الإخوانى لا وفق فقه هو فيه بارع. ويعلم فضيلته أنه بيمينه قد أدان نفسه عندما كتب شعرا يمدح فيه رفيقه فى عصابة حسن البنا عبد المجيد حسن الذى قام باغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء مصر، عندما قال: «عبد المجيد تحية وسلام / أبشر فإنك للشباب إمام / سممتَ كلبا جاء كلبٌ بعده / ولكل كلب عندنا سَمَّام».

هل سمع أحدنا فضيلته يعتذر اعتذارا واضحا لا لبس فيه عن شعره المحرض على القتل؟ الإجابة هى لا يقينا. إذن لا جديد تحت الشمس، فضيلته يواصل فى شيخوخته ما بدأه فى شبابه من تحريض سافر على القتل ما دام يصب فى مصلحة عصابته، وفضيلته يسب الناس بالباطل حتى إنه يصف القتيل النقراشى باشا ومن جاء بعده إبراهيم عبد الهادى باشا بالكلاب ويمنح القاتل صفة الإمام!!

فإن كان الثبات على الباطل ميزة يصبح القرضاوى أحسن من طارق البشرى، لأنه لم يتورط يوما فى معارضة عصابة حسن البنا، فهو دائما يؤيدها ويساندها، أما معالى المستشار البشرى فأمره غريب مريب عجيب، معاليه فضح إعلان مرسى الدستورى ووصفه بالمنعدم فى حوار أجراه معه محمد بصل ونشرته الشروق فى «24 نوفمبر 2012» قال البشرى: «إصدار إعلان جديد يعنى أن الرئيس يقوم بثورة جديدة على الثورة، وأنا الآن أشعر بقلق كبير لأنه فى ضوء صدور هذه القرارات فى شكل إعلان دستورى منعدم، فسوف يصدر الدستور الجديد لمصر فى ظل وضع انقلابى على الشرعية الدستورية، لأن هذا الإعلان يمثل عدوانا على الديمقراطية، وعدوانا على القضاء أيضا، وأؤكد أنه -أى إعلان مرسى- ضربَ السلطة القضائية التى يتعين الحفاظ عليها وضمان استقلاليتها عن السلطة التنفيذية».

هذا كان رأى معاليه فى إعلان مرسى الذى شقّ الأمة شقا، فماذا قال عن دستور عصابة البنا؟ قال فى نقده للمادة الخاصة بالمحكمة الدستورية «الشروق 5 ديسمبر 2012»: «إن بها نوعا من التدليس، والتدليس لغة هو كتمان العيب والمخادعة وإخفاء ما يستوجب الرفض أو الاستهجان. ووجه التدليس أنك تفصل قضاة بأسمائهم فى صيغة نص دستورى شديد العمومية والتجريد، وتختلس عليه موافقة الناخبين».

ثم يقول عن المادة الخاصة بنسبة العامل والفلاحين فى البرلمان إن صياغتها تنطوى: «على وجه من وجوه التدليس فى صياغة النصوص والأحكام، كنت أتمنى أن نعفّ عنه وأن نتنزه عنه».

من الفقرتين السابقتين رأينا معالى المستشار البشرى يقطع بأن إعلان مرسى باطل من كل الوجوه، وما ترتب على باطل فهو باطل، ثم رأيناه يصف دستور عصابة حسن البنا بأنه ينطوى على تدليس فى مادتين من أهم مواده، ونحن الآن لسنا بحاجة إلى أن نذكّر معاليه بأن الذى يسرق النملة يسرق الجمل، وأن الذى يدلس تدليسا صريحا فى مادتين يدلس فى باقى المواد، فقط سننعش ذاكرة معاليه بما خطّه من نقد يهدم به مشروع عصابة حسن البنا لتنمية إقليم قناة السويس. نشر معاليه دراسة وافية حول هذا الموضوع «الشروق 10 مايو 2013» قال فيها: «إن المشروع هو إعلان استقلال لإقليم قناة السويس عن الدولة المصرية، وهو يحول الإقليم إلى ملكية خاصة لأعضاء الهيئة العامة لتنمية إقليم قناة السويس، كما أنه يمنح رئيس الجمهورية سلطات مطلقة فى المنطقة بعيدا عن أية رقابة».

هذا كان كلام البشرى عن إعلان مرسى ودستوره ومشروع تنميته، فإذا ما خرجنا نبطل مرسى بإعلانه ودستوره ومشروع تنميته، لطم البشرى وجهه وشق جيبه حزنا على مرسى، ورفضا لثورتنا التى يصفها بالانقلاب!!

ألم أقل بداية إن موقفه غريب مريب عجيب؟ لا يستدعى مناقشة قدر ما يستوجب رأى الطب النفسى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة التحرير 5 سبتمبر 2013
لينك المقال بموقع التحرير:

هناك تعليقان (2):

  1. سالم المغربي10 سبتمبر 2013 في 1:39 م

    ليش البشري فقط هو من يستوجب أخذ رأى الطب النفسي فيه بل هؤلاء الذين يصرون على الدفاع عن الباطل فالجميع لابد وان تبذل الدوله جهودا كبيرة في اعادة تأهيلهم وعلاجهم حتى يعودوا الى رشدهم بعد تم تفريغ عقولهم وغسيلها من قبل الجماعة التي تسببت في عودة مصر عشرات السنين الى الوراء

    ردحذف
  2. صدقت والله يا صديقى وأشاطرك الرأى بأننا أمام قضية مهمة تستلزم حلولا نوعية واسعة النطاق، ولكن الخطوة الأهم أن يعترف المريض نفسه بمرضه ورغبته فى العلاج والاندماج من جديد فى المجتمع وهى مهمة ليست بسيطة..

    ردحذف