طبعا وبلا فخر أنا أعظم المشتغلين بالعلوم السياسية ليس لأننى حصلت على 79 شهادة دكتوراه ولكن لأن «فىّ شىء لله» يمكننى من معرفة ما لم ولن يعرفه الآخرون. أقول لكم هذا الكلام فى سياق إجابتى عن سؤال يتعلق بأسباب رفضى لترشيح الدكتور محمد البرادعى لمنصب الرئاسة.
بداية أنا ضد البرادعى ليس لسبب شخصى ولكن لأسباب موضوعية عقلانية قائمة على ثلاثة محاور ، لن أتحدث عن المحورين الأول والثانى فهما معروفان، سأحدثكم عن المحور الثالث المتمثل فى الرؤية الفيزيائية لمجمل المسألة الشرق أوسطية، وعلى ذلك أؤكد أن الرئاسة المصرية تحديدا معقدة جدا لأنها تحتوى على معطيات نخبوية وشعبوية فى آن واحد ، دعونى أوضح الأمر للذين يظنون أن البرادعى مثل غاندى الذى عاش عشرين عاما خارج الهند ثم تولى قيادة حركة استقلالها.
أولا: الهند كانت محتلة ونحن لسنا كذلك.
ثانيا : غاندى كان يتحدث الإنجليزية والاحتلال البريطانى كان أيضا يتحدث الإنجليزية مما أدى فى النهاية إلى اتساق بين حركة التاريخ ومعطيات الجغرافيا.
ثم أقول للذين يضربون المثل بالثائر الأفريقى نيلسون مانديلا الذى قضى فى المعتقل أكثر من 28 عاما ثم غادر محبسه إلى كرسى الرئاسة، هنا سأكشف سرا خطيرا، الرئيس مانديلا لم ينفصل عن شعبه لحظة واحدة لأن السيدة زوجته كانت تقوم فى كل زيارة بتهريب من ألف إلى ألفين من أفراد الشعب بداخل «عمود الأكل» وهكذا أتاحت تلك السيدة العظيمة لزوجها الاتصال بأفراد أمته.
أعود وأكرر أننى لست ضد شخص البرادعى لأننى فى الواقع الميدانى الذى تفرضه ظاهرة الاحتباس الحرارى ضد النظر إلى الرئاسة بوصفها شيئا سهلا يمكن التعاطى معه بسهولة ويسر كما يحدث فى باقى البلدان، لا. يا جماعة الخير نحن لدينا خصوصية تستدعى رؤية تأويلية ترتكز على حراب المعرفة بالذات والآخر المنتمى إلى جماعة التهميش القصوى. بقى أمر لابد من الإشارة إليه وهو أن البرادعى لا يقدر مكانة النادى الأهلى الوطنية فلو كان يقدرها ما خسر الفريق العظيم سبع نقاط فى ثلاث مباريات.
صدقونى الرئاسة ليست سهلة ولن تكون والأيام بيننا.
(صورة طبق الأصل من حديث أستاذ جامعى متخصص فى العلوم السياسية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ