الجمعة، 13 نوفمبر 2009

ناجي رقم جديد





عملت سنوات مع الروائى والصحفى الكبير الأستاذ محمد ناجى.. كان خلالها خافت الصوت حريصا على التوحد مع نص يكتبه أو يفكر فيه.. رأيته مرة فى غاية الفرح، ظننت أنه عثر على بداية موفقة لرواية جديدة ولكنه باغتنى عندما قال لى: «لقد عثرت على دواء يعالج كذا وكذا من أمراضى». 



لم أكن حتى تلك المباغتة أعلم أنه يعانى من أمراض يفرح لأنه وجد دواءا لها. فجأة حاصره وحش سرطان الكبد لتبدأ مجددا دوامة المناشدات والاستغاثات، جربنا مواجع تلك الدوامة فى حالات كثيرة، يكفى أن نشير إلى قصة الصحفى والشاعر «فتحى عامر» والصحفى والروائى «يوسف أبورية» دائما يهاجم المرض الكتاب على حين غرة ودائما نسارع إلى مناشدة الجهات المسئولة، ودائما ما تتجاهلنا الجهات حتى تتساقط دموعنا على قبور الراحلين، مشكلتنا أنه لا يلوح فى الأفق حل فلا اتحاد الكتاب قادر على علاج أعضائه ولا نقابة الصحفيين قادرة ولا الكتاب أنفسهم يملكون فى غالبيتهم العظمى تكاليف علاج أمراض لا يد لهم فيها، طبعا فى حالات كهذه لا نسأل عن «التأمين الصحى» ولا عن حقوق المواطن أيا كان فى الحصول على علاج ميسر ولا نقول مجانيا، ما يهمنا فقط هو جمع أموال تكفى لعلاج إناس قدموا كل ما يستطيعون فى سبيل إسعادنا وعندما تغدر بهم الأيام يتلفتون حولهم فإذا كل «هذا الزحام لا أحد». 

هل من حقنا أن نسأل عن منحة حاكم الشارقة التى رصدها لعلاج الأدباء المصريين؟ تلك المنحة التى رفضها البعض، لأنهم يرون أن الكاتب مثل القاضى لابد أن يكون محصنا ولابد أن تنفق عليه بلاده فقط وليست أى جهة أخرى، ثم تعطلت المنحة فى دهاليز وزارة المالية، ثم أفرج عنها ولكن بعد موت «يوسف أبورية» أحد أهم مستحقيها هل من حقنا أن نسأل عن الدور النقابى لعشرات النقابات؟ هل من حقنا أن نسأل عن السيد المجتمع المدنى الذى لا نراه إلا فى قاعات الندوات مكيفة الهواء؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق