الخميس، 8 مارس 2018

وديع فلسطين.. راعى النجوم وحاصد الظل





من عجائب الأقدار فى بلد قدرى بطبعه مثل بلدنا مصر، أن أحدهم يقدم نور عينيه للبلد، فلا يحصد إلا التجاهل والإنكار، بل الجفوة الغامضة التى لا تقوم على سبب من علم أو منطق، ثم تأتى ريح غامضة أيضًا فتدفع باسم هذا الذى تنكر له قومه إلى مصاف النجوم!
وهذا ما كان من أمر الكاتب الكبير الأستاذ وديع فلسطين غارس الأشجار وراعى الورد الذى بقرار غامض فرضوا عليه الظل المعتم فرضًا.
فجأة وفى أقل من شهر أصبح الأستاذ فى مرتين متتاليتين من نجوم برامج الفضائيات المسائية.
كانت المرة الأولى عندما حرمته المعاشات من راتب معاشه لأن الموظف أراد التأكد من وجود الأستاذ وديع على قيد الحياة، فأجبره وهو الذى على مشارف المائة من الحضور بشخصه إلى مقر المعاشات، وعندما استنكر الذين فى قلوبهم رحمة هذا التصرف، سارعت السيدة الوزيرة بجبر خاطر الأستاذ وديع وتلاميذه، واعتذرت له على ذلك التصرف غير اللائق، وصرفت له معاشه الذى هو بعض حقه، وأهدته علبة تمر فاخرة.
شكرنا جميعا لطف تصرف الوزيرة، وقلنا ها قد عاد الرجل إلى ركنه الهادئ بعيدا عن توحش الذين ينغصون على الشيوخ شيخوختهم، ولكن الريح الغامضة كان لها قرار آخر.
قبل أيام هاجم لصوص منزل الأستاذ وديع وانهالوا على شيخوخته ضربا ولطما، وعبثوا بمحتويات منزله، وسرقوا عدة ساعات يد وقرابة العشرة آلاف جنيه ثم تركوه يئن تحت وطأة القيود التى قيدوه بها (لاحظ أننى أكتب عن رجل دون المائة بسنوات قليلة!) وكما هبطوا رحلوا.
كان هذا العدوان الشنيع سيمضى كما يمضى غيره، غير أن السيدة "وردة" التى تتولى رعاية الأستاذ وديع عندما جاءته صباحًا كما تفعل كل يوم ورأته فى قيوده سارعت بالاتصال بالكاتبة الكبيرة الأستاذة صافى ناز كاظم التى تتحمل منذ سنوات منفردة عبء التنويه بفضائل الأستاذ وديع، نشرت الأستاذة صافى ناز استغاثة عبر حسابها على الفيس بوك، أسفرت عن تدخل الأمن والإسعاف لنقل الشيخ الجليل إلى المستشفى.
قام الأمن فى إجراء روتينى بالتحفظ على السيدة "وردة" ثم عندما مثلت أمام معالى النائب العام عاملها الرجل بلطف وجبر خاطرها بطيب الكلام وصرفها لأنها ليست متهمة بأدنى مخالفة.
كان الأمر سيذهب إلى جهته الصحيحة بوصف العدوان جريمة جناية لولا ما صرح به الكاتب الأستاذ لويس جريس، الذى قال ما ملخصه: إن العدوان دبرته قوى سياسية لأن الأستاذ وديع كان يكتب كتابًا بعنوان إخوان الشياطين وفيه كشف لعلاقته بجماعة الإخوان!

ذلك التصريح العجيب سنرد عليه فى قادم السطور، أما الآن فسنطل على حياة الأستاذ وديع وعلى آثاره التى ستبقى بعده مصدرا طيبا لمن أراد التعرف على أدب العرب وفكرهم.
ولد الأستاذ وديع فى العام 1923 فى مركز أخميم بمحافظة سوهاج لأسرة مسيحية مصرية (الرجل ليس شاميا كما يشيع البعض عن جهل أو كذب متعمد) بعد مراحل التعليم المعتادة، حصل على بكالوريوس الصحافة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
 وعن حياته الشخصية كتبت الأستاذة صافى ناز كاظم: يعيش وديع فلسطين وديعا فى بيته العريق الباقى من بيوت شارع العروبة الجميلة بضاحية مصر الجديدة، له برنامجه المنتظم المنظم، يُرسل ويتلقى مراسلاته التى لا تزال تجوب أقطار الكرة الأرضية يلتقى بها مع أصدقائه وتلاميذه الموزعين فى كل مكـان، ومن بينهم ابنه باسل فلسطين المهاجر منذ سنوات، حيث يعمل فى محطة التليفزيون الكندى ويمارس هوايته الموسيقية عزفا وتأليفا، يتحمل رحيل زوجته الوفية، منذ سنوات، ويبقى تؤنسه ابنته هناء المتزوجة والمتخصصة فى علـم النفس وأحفاده الأربعة: ولد واحد، وثلاث بنات. يذكر أحيانا عفو الخاطر كلمة عن أشقائه؛ فقد أنجب والده عشرة أبناء: نصفهم ذكور، والآخر إناث، لا أعرف ترتيبه بينهم، لكننى أذكر أسفا خفيفا يلمّح به أحيانا يخص به شقيقه المثَّال لويس فلسطين الذى عاش مغتربا فى إسبانيا حتى وفاته عام 1992. 
هذا عن حياته الشخصية، أما عن حياته العملية فهو رجل صاحب موهبة متفجرة جعلت قلمه يتألق على صفحات صحيفتى "المقتطف" و"المقطم" وكانت تلك الفترة الممتدة من العام 1945 إلى العام 1952 من أزهى مراحله الصحفية، فقد تولى رئاسة القسم الخارجى بالمقطم، وكان يتولى كتابة افتتاحية الجريدة، ثم مع ثورة يوليو جرى إغلاق الجريدة، ولكن الأستاذ وديع كان قد عرف طريقه لتأليف الكتب.
يقول موقع "المعرفة": كتب وديع وترجم أكثر من أربعين كتابا فى الأدب والاقتصاد والسياسة وعلوم الصحافة التى قام بتدريسها فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مدى عشر سنوات بين عامى 1948 و1957. ولعل أهم كتبه الأدبية الكتاب الصادر عام 2003 والمعنون "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره"، وهو فى جزئين، يسجل فيهما علاقاته بنحو مئة من الأعلام فى مصر والبلاد العربية وبلاد المهجر.
 وشارك فى إخراج عدد من الموسوعات منها الموسوعة العربية الميسرة، و"موسوعة الأقباط" باللغة الإنجليزية الصادرة فى ثمانية أجزاء عن جامعة يوتاه فى الولايات المتحدة الأمريكية، و"موسوعة أعلام مصر والعالم"، و"موسوعة من تراث القبط."

كان وديع فلسطين كبير المترجمين أمام محكمة دولية خلال بتّها فى خلاف نفطى كانت أرامكو طرفا فيه، وقد لاحظ المسئولون فى الشركة كفاءة هذا المترجم، وفور انتهاء عملية التحكيم، عرضوا عليه العمل مديرا للعلاقات العامة فى مكتب الشركة فى القاهرة، فوافق على الفور، وكان ذلك فى عام 1956، ليبدأ مشواره مع مجلة "القافلة" ابنة الثلاث سنوات آنذاك.
لعب وديع فلسطين دورا مهما فى تطوير القافلة خلال سنوات قليلة من نشرة توعوية وتوجيهية، كما كانت فى أعدادها الأولى، إلى منبر لمع فى عالم الثقافة على امتداد الوطن العربى بأسره، فبحكم موقعه فى القاهرة، عهدت إليه إدارة المجلة استكتاب كبار الأدباء والكتّاب المصريين. وبالفعل راح فلسطين يستكتب أشهر الأسماء فى عالم الأدب والثقافة، لم يكن عبّاس محمود العقاد إلا واحدا منها، فكان المبلغ الذى يتقاضاه العقاد نظير المقال الواحد 50 جنيها مصريا، وهو مبلغ كبير بمقاييس الخمسينيات من القرن الماضى.
وشارك وديع فلسطين فى عدد كبير من الهيئات والجمعيات الأدبية، فأنشأ مع الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى "رابطة الأدباء" وتوالى انتخابه نائبا لرئيسها حتى توقفها عام 1952، وكان عضوا مؤسسا فى رابطة "الأدب الحديث"، وهو عضو فى اتحاد الكتّاب المصريين منذ عام 1981، وعضو فى نقابة الصحفيين المصريين منذ عام 1951، وعضو لجنة تنسيق الترجمات التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الملحقة فى الجامعة العربية، بالإضافة إلى عضويته فى الهيئة الاستشارية لمجلة "الضاد" فى حلب.

وينهى الموقع تقريره الممتاز عن الأستاذ وديع بالتأكيد على أنه قد جرى انتخابه عضوا فى مجمعى اللغة العربية فى كل من سوريا 1986 والأردن 1988. وتحت عنوان "وديع فلسطين.. وطن من أوطانى الثقافية"، كتبت الأستاذة صافى ناز كاظم: غمرنى بكرم عطاياه بكل ما طلبت من كتبـه ومن مقالاته ودراساته، أجمعها فى حيز وحدها بمكتبى من أهمها كتابه: "قضايا الفكر فى الأدب المعاصـر"، وعلى ظهر الغلاف نقرأ حكمته: "فليختلف الأدباء على المذاهب الأدبية المتباينة، وليتناحروا على المعايير، وليتضاربوا إذا شاءوا على إمارة الشعر أو إمامة الأدب، ولكن حذارِ أن يضحوا بهذه القِنْيَة الغالية قِنية الحرية الفكرية وهم يتلاحوْن ويتنابذون". 
ثم كتابه "مختارات من الشعر العربى المعاصر، وكلام فى الشعر" الذى أصدره مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1995.

تعجبنى "عنايته" بفن "الكتابة"، تلك العناية التى وإن كانت وسيلة لتوصيل قوله فقد صارت بذاتها غاية فنية، ونزهة إمتاع للقارئ، تجلت فى موسوعته، "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره"، التى صدرت فى مجلدين فاخرين عن دار القلم بدمشق، 2003، والتى تضم فى مجملها 93 شخصية بين شاعر وقاص وناقد من كل أنحاء الوطن العربى، بل من كل أركان العالم أينما كان بها كاتب باللغة العربية، أعاد لنا أستاذى وديع فلسطين بها زهوة "فن التراجم" الذى كاد يختفى من ساحتنا الأدبية.
من جملة من تحدث عنهم: "على الغاياتى: المصرى السويسرى"، و"إبراهيم المصرى: القصاص الذى ابتلعته الصحافة"، و"أبو على جورج خير الله"، و"الشاعر المهجرى: جورج صيدح"، و"أشياء من سيرة بشر فارس رائد الرمزية المجهول فى الشعـر العربى الحديث"، و"عبدالله يوركى حلاق الحلبى"، و"على أحمد باكثير: اليمنى المتمصر"، و"خليل مطران وصديقه يوسف نحّاس"، غير أن لوحته الرائعة عن وداد سـكاكينى التى لم تتعد 14 صفحة من مجلة "بناة الأجيال" الدمشقيـة، وتم نشرها فى يناير 1995 تحت عنوان "وداد سكاكينى فى حياتها وآثارها"، تُعد من الدراسات التى تعطيك بصفحاتها المحدودة متعة وثـراء كتاب ضخم.. انتهى الاقتباس من مقال الأستاذة صافى ناز التى وفرت علينا مشقة الرد على ذلك الذى زعم أن وديع كان أستاذا لنجيب محفوظ!

للعلم الأستاذ محفوظ رحمه الله ولد فى العام 1911 يعنى أسّن من وديع بـ١٢ سنة كاملة، عن وديع تنقل الكاتبة الكبيرة ما ملخصه: فى عام 1943 تأسست لجنة النشر للجامعيين، ونشرت رواية "رادوبيس" للأستاذ محفوظ، وقد كتب عنها وديع "وفى اعتقادى أن هذه الرواية تستطيع أن تُزاحم روايات الغرب إذا هى وجدت من يُعنى بتـرجمتها إلى لُغات الأعاجم".
مقال وديع عن محفوظ كان إشادة مبكرة جدًا بمحفوظ، ونبوءة بما سيحققه فى قادم أيامه .

نعود إلى الضجة التى أثارها تصريح الأستاذ لويس جريس.
أولا: التصريح لا أساس له من الصحة لأن الأستاذ وديع لم يعد يكتب منذ سنتين على الأقل، فقد ضعف بصره ضعفا شديدا يحول بينه وبين القراءة والكتابة.
ثانيا: العارف بأسلوب وديع لن يقبل أن ينسب إليه أحد تعبير مثل "إخوان الشياطين" فتلك الجملة لا تصدر عن وديع فلسطين بحال من الأحوال.
ثالثا: وديع لم يقابل حسن البنا قط ولم تكن بينهما علاقة من أى نوع كان.
رابعا: صدر عن حياة وآثار وديع كتابان هما "وديع فلسطين.. حكايات دفترى القديم" للكاتب الأستاذ صلاح حسن رشيد. والكتاب الثانى هو "حارس بوابة الكبار الأخير.. وديع فلسطين"، للكاتبة الأستاذة "ولاء عبدالله أبو ستيت".
الكتابان وهما ترجمتان ممتازتان لوديع لم يذكرا حرفا واحدا عن تلك المذكرات المزعومة.
نعم كانت هناك علاقة وطيدة بين وديع والأستاذ سيد قطب تقول عنها الأستاذة صافى ناز كاظم: "هى صداقة أدبية سامية نشأت بين أستاذ فى الرابعة والأربعين (سيد قطب) فى سمت شهرته وعطائه الفكرى والثقافى والأدبى، وبين ناقد شاب لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره (وديع فلسطين) ولغة المخاطبة الندية الودود التى تبث الهم الثقافى والعلمى والتربوى".
العجيب أن جريدة قاهرية لم تكلف نفسها عناء الذهاب إلى المستشفى الذى يعالج فيه وديع بعد العدوان الغاشم عليه، لكى تستوثق منه صحة خبر المذكرات وراحت تخترع العناوين البراقة عن المذكرات الضائعة! حقيقة الأمر أن وديع فلسطين كان صديقا لسيد قطب وقد جمع بينهما حب الأدب والعمل به، وكان ذلك قبل انضمام قطب لجماعة الإخوان بزمن بعيد، وقد حصلت الأستاذة صافى ناز على صور من سبع رسائل من قطب لوديع ونشرتها على حسابها بالفيس بوك وعنها أنقل:
الرسالة الأولى مؤرخة 22/1/1950: "أخى الأستاذ وديع، تحياتى إليك، فعلى رغم معرفتى بمشاغلك أرغب إليك فى أن تكتب إلى وأن تكون على اتصال بى ما استطعت، فأنا هنا فى وحشة نفسية وفكرية على الرغم من كل الصحف الأمريكانى حولى، كيف تمضى الحياة عندكم، وماذا عندك من أخبار الأدب والتأليف وشئون الفكر بوجه عام؟ وكيف تسير الأحوال السياسية والاجتماعية والصحفية عندكم، وماذا عن الأحكام العرفية والرقابة (طبعا فى حدود الرقابة!.(
هل تقابل الأستاذ فؤاد صروف؟ ماذا يعمل الآن؟ أرجو أن تبلغه تحياتى.. وتحياتى إليك ومودتى. المخلص سيد قطب".

الرسالة الثانية على ورق فندق روزفلت، شارع جونز وإدى: سان فرانسيسكو 15/3/1950: "أخى الأستاذ وديع، أشكرك كل الشكر على ما جشمت نفسك من عناء فى إرسال أعداد مجلة الأديب وشيخ الصحافة ومنبر الشرق، ولقد سرنى أن أعلم نبأ اختيارك أستاذا لصياغة الأنباء الصحفية بالدراسات العليا بالجامعة الأمريكية مما يدل على أن الجهد الصادق لا بد أن يجد تقديرا فى النهاية، من أعداد الأديب التى أرسلتها إليّ علمت أن هذه المجلة المهمة فى الحقل الأدبى لا تزال تعانى من ركود فى سوق الأدب، وددت لو كنت على شيء من السعة لأجيب تلك الدعوة (فى إعانتها) ومع ذلك سأحاول ما فى جهدى".

الرسالة الثالثة، 2/4/1950: "أخى الأستاذ وديع، وصلتنى رسالتك مفضوضة، كما توقعت، يبدو أن إخواننا فى الرقابة يردون على كلمتك عن الرقابة! على أيه حال ليست الرقابة وحدها هى كل ما فى مصر من ألغاز وأعاجيب! لدى سلسلة مقالات ربما نشرتها فى الأهرام تباعا بعنوان: ألغاز محيرة فى حياتنا المصرية.. لقد كنت معتزما العودة فى مايو القادم فأنا لا أعمل لدراسة معينة، فالشهادات لا تهمنى فى حياتى، إنها ميسورة كل اليسر فى أمريكا، ولكنى أرى الدراسة الحرة فى مثل سنى وموقفى أجدى نفعا.. بهذه المناسبة، إن لدى مشروعا عن سلسلة محاضرات عامة عن كيف نعيد إنشاء أداتنا الثقافية، أعنى وزارة المعارف وملحقاتها على ضوء تجاربى ومشاهداتى.. وستتناول أحاديثى: إعادة تنظيم وزارة المعارف، اختصاص المناطق والدوائر السياسية. طرق وضع المناهج وتأليف الكتب المدرسية، علاقة الأداة التعليمية بعالم التأليف والصحافة والإذاعة المدرسية والعامة".

الرسالة الرابعة بتاريخ 14/5/1950، والخامسة 9/6/1950 جاء فيها: ".. عدم انتظام وصول الصحف والأخبار المصرية إليّ يشعرنى بعزلة عن بلدى.. لست يائسا من مستقبل هذا البلد أيا كانت العقبات التى فى الطريق. لقد استيقظنا ولن ننام مرة أخرى وإذا كنا نتخبط، فقد يزيد هذا التخبط يقظتنا، لأن الصدمات كثيرا ما تنبه الغافلين.. ."

الرسالة السادسة 11/7/1950، والسابعة 28/7/1950 تحدد موعد عودته: "سأغادر نيويورك إن شاء الله يوم 7 أغسطس لأصل مطار فاروق الجوى فى الساعة 7,45 صباح يوم 20 منه، فإذا رأيت أن شيئا من هذا البرنامج يستحق أن تشير إليه فى (جريدة) المقطم قرب يوم الوصول فافعل، وما أريد هذه الإشارة لشخصى، ولكن لدى أفكارا واقتراحات وبرامج أريد لها النفاذ فى مصر للخير العام ومثل هذه الإشارات قد يساعد على تقبل هذه البرامج فى دوائرنا الرسمية التى لا تقيس القيم إلا بظواهرها. لك تحياتى الخالصة وإلى اللقاء. المخلص سيد قطب". 

ثم ولكى يصمت الذين يهولون نجحت الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى إلقاء القبض على المجرمين الذين اقتحموا بيت الأستاذ وديع، وقد اعترفوا بجريمتهم وأرشدوا عن المسروقات التى نهبوها من المنزل.
وبعد هل يتكرم علينا المشروع العظيم "مكتبة الأسرة" ويلتفت لنشر مؤلفات الأستاذ وديع؟
نأمل ونرجو قبل أن يباغتنا الرجل منشدًا
كلانا غنّى عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر بجريدة "صوت الأمة"  ديسمبر 2017

هناك تعليق واحد: