الخميس، 4 يوليو 1996

الشيخ إمام.. الحصار قدرك




تعلم يا شيخنا أن مصر "مصران" الرسمية منهما حاصرتك حيًا وميتًا "معها حق" والشعبية أنابت بنتًا في العشرين من عمرها وقفت ليلة رحيلك في شهر يونيو من العام الماضي على باب سرادق العزاء تغني أغانيك وتحتفي بك بمزاج مصري صاف.. وغني معها المعزون.. وتوقعنا حضورك ليلتها ليكتمل الفرح ويرتفع النشيد.

عمي الشيخ إمام.. نحن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه كما تركتنا نلف وندور في ذات الحلقة الجهنمية التي تمكنت من رقابنا ولا نستطيع الخلاص منها.. طبعًا أنت في شوق لمعرفة أحوال أبو النجوم الفاجومي أحمد فؤاد نجم رفيق الرحلة و"أخو الوجيعة" هو بخير ومنتشر ومتوغل في عدة جرائد ومجلات وقنوات تليفزيونية وأخيرًا "تعارك" مع حبيب إسرائيل "علي سالم" وهذه "العركة" لم تمنعه من كتابة الأغاني لواحد اسمه "إسلام" وواحد آخر اسمه "مدحت صالح" والاثنان سافرا إلى إسرائيل فتأمل يا شيخنا وتعجب!!

المؤسف يا عم الشيخ أن أحدًا لم يعد يغني أغنيتك "يا فلسطينية" فقد أصبح اسم فلسطين الرسمي والشعبي أيضًا هو "غزة + أريحا أولاً"!!

كما أحب أن أعرفك أن زمان المعتقلات قد انتهى تماماً فلا هناك "قلعة" ولا "واحات" ولا "طرة" فلقد تكفلت التكنولوجيا الأمريكية بإنشاء معتقلات "أنعم" من أنوثة "سعاد حسني" وأطلقوا عليها أسماء أجمل من "آهات" فيروز مثل معتقلات التليفزيون ومعتقلات أن يحكمك فلان وعلان وترتان ومعتقلات البحث عن شقة ومعتقلات البحث عن عمل وعن كرسي فاضي في الأتوبيس وهكذا نحن نعيش في زمن "حرية المعتقلات". وبمناسبة المعتقلات أرجو منك أن تتفضل وتبلغ المعتقل فؤاد حداد أن دواوينه لم تطبع بعد ولن تطبع وذات الرسالة بلغها ليحيي الطاهر عبدالله, كما أرجو أن تبلغ أمل دنقل أن "لصًا" قد نشر ديوانه مشوهًا وربح آلاف الجنيهات.

وإن صادفت يوسف إدريس فأبلغه السلام وقل له "النداهة" لم تحتفل ولو بكلمة بذكرى رحيلك السادسة.. وأعرفك يا عم الشيخ أنه في الطريق إليكم صلاح أبو سيف فبرجاء مراعاة جلال شيخوخته وأرجو أن "تهش" من حوله كل الذين عطلوا مشاريعه السينمائية فلعله يتمكن من إخراج فيلمه "مدرسة الحب".

عمي الشيخ أعرف أن بينك وبين عبدالناصر "شوية حسابات" ولكن "يا بخت من قدر وعفي" والنبي يا عمي الشيخ تبقى تشقر عليه وتطيب جروحه لأنك عارف هو عزيز علينا قد إيه.. عمي الشيخ من ناحيتنا يهديك السلام صلاح عيسى وفؤاد قاعود وسيد حجاب وكل طلاب الجامعة والثانوي وكل أعضاء حزب الله وحركة حماس والجهاد كما تبلغك السلام السيدة صافيناز كاظم وتعرفك أنها لا تستمع سوى لأغانيك ولقرآن الشيخ محمد رفعت.

عمي الشيخ "سايق عليك المحبة" ابقى افتكرنا ومتنسناش ومن ناحيتنا سنظل نردد مع صلاح عبدالصبور "موتانا يا قوت القلب في زمن شحت فيه الأقوات لا تنسونا حتى نلقاكم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في جريدة الأحرار - 4 يوليو 1996

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق