شكرا لـ«الشروق» لأنها نشرت، وشكرا للجليل علاء الديب لأنه نوه، وشكرا لنرمين نزار لأنها اقتطعت من وقت لعبها ساعة للنزيف اسمتها «إسكندرية ـ بيروت» هل حقا كانت نرمين نزار البيروتية المقيمة فى الإسكندرية والإسكندرانية المولد فى بيروت تمارس لعبا أى لعب كما وصفت حياتها؟
كان الحنين لطفولتها ولأبيها ولأصحابها ولأغانيها قد طعنها حتى «تكسرت النصال على النصال» فطلبت من إحدى صاحباتها أن تعلمها كيف تصنع «مدونة» علمتها الصاحبة ثم انطلقت بنت الرجل الذى لم تتمتع بأبوته إلا فى آخر ثمانية شهور من حياته تحكى وتنزف وتضحك وترقص وتسمى كل ذلك الصدق الموجع لعبا!!
لماذا تركت نرمين رحابة البحر والجبل إلى زحام القاهرة وترابها؟ إنها الحرب المجنونة التى ستحملها كوشم على جدار قلبها، تقول: لم أعد أذكر من الحرب إلا أمى وهى تلقينى على الأرض بجوار السيارة وتلقى بنفسها فوقى لتحمينى من رصاص منهمر. (لا تصدقها أرجوك) لأنها وقد كبرت حتى شاخ القلب تبكى فى هيستيريا مزعجة لأن شباب حى الإبراهيمية الإسكندرى أشعلوا النار فى أسلاك الألومنيوم ابتهاجا بعيد رأس السنة، بكت وخافت لأن صوت النيران التى تلتهم السلك يشبه صوت الرصاص فى بيروت.
نزلت نرمين القاهرة وسعدت لأنها وجدت مكانا يبيع «الفقوشة» ثم تساءلت: هل تكون فقوشة بدون بحر وجبل؟
عملت نرمين فى مكتب تابع بشكل ما للأمم المتحدة لخدمة اللاجئين ثم بعد عامين تتساءل عن «أخلاقية» مرتبها الذى تتقاضاه وهى ترى الأمم المتحدة تعيد لأب ابنتيه اللتين اغتصبهما لكى يجبرهما على العمل بالدعارة!!
يومها طفح الكيل وقدمت نرمين استقالتها لكى تعتذر عمليا لكل اللاجئين الذين تأكد لها أنهم مجرد أوراق لعب سياسية تستخدمها هذه الجهة أو تلك، وغير ذلك لا يوجد شىء حقيقى.
من بيروت إلى قبرص إلى التنقل ما بين القاهرة والإسكندرية إلى الغناء والشعر والروايات إلى الأصدقاء الأوفياء وهؤلاء الذين يخونون عند أول منعطف، عالم يبدو ساحرا ولكن «من رأى السم لا يشقى كمن شرب» إن كل تلك الارتحالات تجعل نرمين تلخص عالمها فى الروائع فلابد من الزعتر وزيت الزيتون والمرامية (التى يغضبها نطق المصريين لها) لكى تشعر أن هناك بيتا يستحق أن تنظر إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق