نجم دخل السجن مزوراً وغادره مؤرخاً!!
أن تحاور شاعراً فهذه مشكلة وعندما يكون الشاعر في قامة وجموح "الفاجومي" الشاعر احمد فؤاد نجم فأنت بلا شك تلقي بنفسك في أحضان دوامة من المشاكل.. وهذا ما غامرت " جريدة الأحرار " وقامت به على مدى الأسبوعيين الماضيين ووجدها نجم فرصة ليمتطي صهوة "فاجوميته" ويفتح النار على الجميع بداية بياسر عرفات ومروراً بالشيخ إمام عيسى ونهاية بسيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودي وعبدالرحمن الخميسي.
فعلها نجم وعاد لبيته وتركنا في مواجهة هواتف الغاضبين من القراء الذين طالبونا بالتحاور مع من طالتهم رصاصات حديث الفاجومي.. وهكذا أصبحنا في مأزق جديد فياسر عرفات "مشغول لشوشته" في مطاردة "إرهاب حماس " الموجه ضد أصدقائه الصهاينة!! والشيخ إمام لا نعرف له مكاناً والأبنودي"كبر دماغه" من زمان بعيد ولم يعد يعنيه تصحيح وقائع تمس شرفه الشعري والسياسي وعبد الرحمن الخميسي من سيذهب اليه لن يعود لانه توفى الى رحمة الله من سنوات وهكذا لم يعد أمامنا سوى الذهاب إلى الشاعر الكبير سيد حجاب الذي استقبلني وهو يرتجف غضباً من هجوم نجم عليه وامامي تحدث حجاب مع نجم بالتليفون وقال له بنبرات حادة وحاسمة "يا نجم ما ذكرته عني محض أكاذيب ولى حق الرد عليك ثم اللجوء إلى القضاء" ومن ناحيته تمسك نجم بآرائه تاركاً لحجاب اتخاذ المواقف التي يريدها. وبعد هدوء ثورة حجاب سألته
س: ما قصة اعتقالكم؟
ج: الشاعر الأستاذ أحمد فؤاد نجم روى لجريدتكم حادثة اعتقالنا بشكل مضحك فقد ذكر أنني والأبنودي وعبدالرحمن الخميسي كنا نجلس على مقهى "إيزاقتش" ونباهي بشيوعيتنا لكى يقبض علينا فنشتهر!! وبعد أن تحققت "أمانينا الغالية" وتم اعتقالنا لم نصبر على فراق المقهى وطلبنا قائد المعتقل لنوقع امامه على استنكارات لما نعتقده من أفكار!!
ليس هذا فحسب بل جمح خيال الأستاذ نجم فأضاف أن زوجاتنا قد ذهبن بأوامرنا إلى السيد شعراوي جمعة لكى يفرج عنا.
والحقيقة غير ما ذكر نجم تماماً وتقول أوراق القضية كما هو ثابت بوثائق وزارة الداخلية أنه في أكتوبر من عام 1966 تم اعتقالي ومجموعة من الأصدقاء أذكر منهم الأساتذة صلاح عيسى، عبدالرحمن الأبنودي، جمال الغيطاني، جلال السيد، محمد العزبي، على الشوباشي، غالي شكرى، سيد خميس، كمال عطية، وآخرين ووجهت لنا تهمة تكوين تنظيم شيوعي صيني على علاقة بالقوميين العرب، ومحاولة التسلل إلى قلب الإتحاد الإشتراكي، وبعد التحقيقات التي استمرت لمدة ستة أشهر، تم الإفراج عنا بدون أن يكتب واحد منا أى استنكار لأفكاره بل اعترفت أمام "منير محيسن" أحد أهم ضباط قسم مكافحة الشيوعية بأنني أنتمي للفكر الماركسي اللينيني وعلى هذا فلا أعلم من أين أتى نجم "بحكاية القهوة" والإستنكارات كما لا أعلم من أين آتى باسم الشاعر الراحل عبدالرحمن الخميسى في القضية الذي لم يكن له أى دخل بها وأنا اتحدى نجم أو غيره أن يثبت "تلفيقة" الإستنكارات التي طعن بها نجم شرفنا السياسي ولقد تناولت كتابات عديدة وقائع قضيتنا بدون أن تشير أى منها إلى كتابتنا للإستنكارات واشير بصفة خاصة إلى كتابات عبد الغفار شكر التي تناولت هذه الفترة من تاريخنا وأعود لأكرر أنني أتحدى نجم أن يثبت حكاية الإستنكار هذه .
س: ذكر الشاعر احمد فؤاد نجم أن زوجاتكم ذهبن لمقابلة شعراوي جمعة يطلبن وساطته للإفراج عنكم فما ردك؟
ج: بداية أقول أن نجم قد يصلح للقيام بأعمال كثيرة ولكن ليس من بينها بالتأكيد أعمال المؤرخين فقد تكالبت عليه عوامل السن وأشياء آخرى ليخرج علينا في النهاية بقصص ليس لها من الصحة نصيب وما ذكره عن زوجاتنا صحته أن زوجتي ومعها السيدة عطيات الأبنودي والسيدة حرم المرحوم كمال عطية قد توجهن من تلقاء أنفسهن في محاولة للاستعلام عن مصائرنا إلى العديد من الجهات المعنية بأمر المعتقلين السياسيين مثل لجنة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان بل وقابلن الفيلسوف جان بول سارتر ورفيقته سيمون دى بيفوار اللذين كانا في زيارة للقاهرة ولما كثرت تحركات زوجاتنا استدعاهن شعراوي جمعة أمين التنظيم السياسي ليسمع شكواهن وبعدها أستدعانا كمال عطية والأبنودي وأنا ليستوثق من موقف الأجهزة التابعة له في قضية اعتقالنا ودار بيننا حوار حاد تحدثت فيه عن خطورة نمو رأس المال الخاص من باطن القطاع العام وكل ذلك يحدث تحت شعارات الإشتراكية، وتحدث الأبنودي عن دهشته من موقف الدولة المنادي بالإشتراكية واستمرارها في الوقت نفسه في اعتقال الإشتراكيين ولم يحدث أى تراجع في موقفنا ولا استنكار لأفكارنا مثلما ذكر نجم والذي لا يرى في أى حوار مع أى جهة إلا مفاوضات ومساومات وبيع وشراء لقد افترى نجم حتى على رفيق عمره الشيخ إمام عيسى وقال في نفس حديثه أن إمام قبض 25 الف جنيه مقابل "شتيمتي" وأضاف أن إمام يمتلك 4 ملايين جنيه.
ولو سئل إمام فربما يقول كم آخذ نجم ليسبنا جميعاً وموقف نجم ليس غريباً لأن بعض أصحاب المواهب في وطننا صغار النفوس ولذلك اعتادوا عرض مواهبهم مفروشة للإيجار لمن يدفع الثمن ولقد باع الكثير منهم شرف كلمته للأنظمة الفاشية في المنطقة بدعاوي الثورية وأرجو من القارىء مراجعة حوار نجم ليعرف كيف تكلم عن ياسر عرفات وأعود وأذكر نجم أن شعراوي جمعة الذي يتهمنا بالعمالة له هو الذي فتح له أبواب الإذاعة بعد وساطة من الأستاذين محمد عروق الذي كان رئيساً لإذاعة صوت العرب والناقد رجاء النقاش ليقدم نجم وإمام برنامجاً يومياً وهو الشىء الذي لم تقدمه الدولة لصلاح جاهين ولا الأبنودي ولا لي.
فعلها نجم وعاد لبيته وتركنا في مواجهة هواتف الغاضبين من القراء الذين طالبونا بالتحاور مع من طالتهم رصاصات حديث الفاجومي.. وهكذا أصبحنا في مأزق جديد فياسر عرفات "مشغول لشوشته" في مطاردة "إرهاب حماس " الموجه ضد أصدقائه الصهاينة!! والشيخ إمام لا نعرف له مكاناً والأبنودي"كبر دماغه" من زمان بعيد ولم يعد يعنيه تصحيح وقائع تمس شرفه الشعري والسياسي وعبد الرحمن الخميسي من سيذهب اليه لن يعود لانه توفى الى رحمة الله من سنوات وهكذا لم يعد أمامنا سوى الذهاب إلى الشاعر الكبير سيد حجاب الذي استقبلني وهو يرتجف غضباً من هجوم نجم عليه وامامي تحدث حجاب مع نجم بالتليفون وقال له بنبرات حادة وحاسمة "يا نجم ما ذكرته عني محض أكاذيب ولى حق الرد عليك ثم اللجوء إلى القضاء" ومن ناحيته تمسك نجم بآرائه تاركاً لحجاب اتخاذ المواقف التي يريدها. وبعد هدوء ثورة حجاب سألته
س: ما قصة اعتقالكم؟
ج: الشاعر الأستاذ أحمد فؤاد نجم روى لجريدتكم حادثة اعتقالنا بشكل مضحك فقد ذكر أنني والأبنودي وعبدالرحمن الخميسي كنا نجلس على مقهى "إيزاقتش" ونباهي بشيوعيتنا لكى يقبض علينا فنشتهر!! وبعد أن تحققت "أمانينا الغالية" وتم اعتقالنا لم نصبر على فراق المقهى وطلبنا قائد المعتقل لنوقع امامه على استنكارات لما نعتقده من أفكار!!
ليس هذا فحسب بل جمح خيال الأستاذ نجم فأضاف أن زوجاتنا قد ذهبن بأوامرنا إلى السيد شعراوي جمعة لكى يفرج عنا.
والحقيقة غير ما ذكر نجم تماماً وتقول أوراق القضية كما هو ثابت بوثائق وزارة الداخلية أنه في أكتوبر من عام 1966 تم اعتقالي ومجموعة من الأصدقاء أذكر منهم الأساتذة صلاح عيسى، عبدالرحمن الأبنودي، جمال الغيطاني، جلال السيد، محمد العزبي، على الشوباشي، غالي شكرى، سيد خميس، كمال عطية، وآخرين ووجهت لنا تهمة تكوين تنظيم شيوعي صيني على علاقة بالقوميين العرب، ومحاولة التسلل إلى قلب الإتحاد الإشتراكي، وبعد التحقيقات التي استمرت لمدة ستة أشهر، تم الإفراج عنا بدون أن يكتب واحد منا أى استنكار لأفكاره بل اعترفت أمام "منير محيسن" أحد أهم ضباط قسم مكافحة الشيوعية بأنني أنتمي للفكر الماركسي اللينيني وعلى هذا فلا أعلم من أين أتى نجم "بحكاية القهوة" والإستنكارات كما لا أعلم من أين آتى باسم الشاعر الراحل عبدالرحمن الخميسى في القضية الذي لم يكن له أى دخل بها وأنا اتحدى نجم أو غيره أن يثبت "تلفيقة" الإستنكارات التي طعن بها نجم شرفنا السياسي ولقد تناولت كتابات عديدة وقائع قضيتنا بدون أن تشير أى منها إلى كتابتنا للإستنكارات واشير بصفة خاصة إلى كتابات عبد الغفار شكر التي تناولت هذه الفترة من تاريخنا وأعود لأكرر أنني أتحدى نجم أن يثبت حكاية الإستنكار هذه .
س: ذكر الشاعر احمد فؤاد نجم أن زوجاتكم ذهبن لمقابلة شعراوي جمعة يطلبن وساطته للإفراج عنكم فما ردك؟
ج: بداية أقول أن نجم قد يصلح للقيام بأعمال كثيرة ولكن ليس من بينها بالتأكيد أعمال المؤرخين فقد تكالبت عليه عوامل السن وأشياء آخرى ليخرج علينا في النهاية بقصص ليس لها من الصحة نصيب وما ذكره عن زوجاتنا صحته أن زوجتي ومعها السيدة عطيات الأبنودي والسيدة حرم المرحوم كمال عطية قد توجهن من تلقاء أنفسهن في محاولة للاستعلام عن مصائرنا إلى العديد من الجهات المعنية بأمر المعتقلين السياسيين مثل لجنة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان بل وقابلن الفيلسوف جان بول سارتر ورفيقته سيمون دى بيفوار اللذين كانا في زيارة للقاهرة ولما كثرت تحركات زوجاتنا استدعاهن شعراوي جمعة أمين التنظيم السياسي ليسمع شكواهن وبعدها أستدعانا كمال عطية والأبنودي وأنا ليستوثق من موقف الأجهزة التابعة له في قضية اعتقالنا ودار بيننا حوار حاد تحدثت فيه عن خطورة نمو رأس المال الخاص من باطن القطاع العام وكل ذلك يحدث تحت شعارات الإشتراكية، وتحدث الأبنودي عن دهشته من موقف الدولة المنادي بالإشتراكية واستمرارها في الوقت نفسه في اعتقال الإشتراكيين ولم يحدث أى تراجع في موقفنا ولا استنكار لأفكارنا مثلما ذكر نجم والذي لا يرى في أى حوار مع أى جهة إلا مفاوضات ومساومات وبيع وشراء لقد افترى نجم حتى على رفيق عمره الشيخ إمام عيسى وقال في نفس حديثه أن إمام قبض 25 الف جنيه مقابل "شتيمتي" وأضاف أن إمام يمتلك 4 ملايين جنيه.
ولو سئل إمام فربما يقول كم آخذ نجم ليسبنا جميعاً وموقف نجم ليس غريباً لأن بعض أصحاب المواهب في وطننا صغار النفوس ولذلك اعتادوا عرض مواهبهم مفروشة للإيجار لمن يدفع الثمن ولقد باع الكثير منهم شرف كلمته للأنظمة الفاشية في المنطقة بدعاوي الثورية وأرجو من القارىء مراجعة حوار نجم ليعرف كيف تكلم عن ياسر عرفات وأعود وأذكر نجم أن شعراوي جمعة الذي يتهمنا بالعمالة له هو الذي فتح له أبواب الإذاعة بعد وساطة من الأستاذين محمد عروق الذي كان رئيساً لإذاعة صوت العرب والناقد رجاء النقاش ليقدم نجم وإمام برنامجاً يومياً وهو الشىء الذي لم تقدمه الدولة لصلاح جاهين ولا الأبنودي ولا لي.
س: ومتى تعرفت على نجم؟
ج: لقد عرفت الأستاذ نجم في عام 1966 وهو مزور صغير خارج من السجن ويحتضنه يوسف السباعي ويصدر له ديوناً رديئاً يحتوي عدداً من القصائد المسروقة من فؤاد حداد ومتولي عبداللطيف وكان يستعد في هذه الفترة لإصدار ديوان عن الأهلي والزمالك ولم يكن قد التقى بالأستاذين فنان الكاريكاتير العظيم حجازي والشاعر الكبير فؤاد قاعود اللذين قاداه في رحلة عظيمة لإكتساب الوعى الثوري واكتشاف دوره في حياتنا الإجتماعية وهوالدور الذي لعبه نجم بكل براعة في صياغة موقف ثوري في مواجهة النكسة وأنا أحترم هذه الرحلة التي خاضها نجم لينجو بنفسه من عوالم الحثالات الفكرية التي أتى منها ولكنني في الوقت ذاته أرفض محاولاته لتلويث شرف الآخرين بغير بينة ولا دليل ولذا أجدني مضطراً للجوء للقضاء لأفضح افتراءاته فيما يتعلق بي فأنا واحد من الذين لم يعرضوا مواهبهم مفروشة للإيجار لا ليوسف السباعي ولا لشعراوي جمعة – الذي احترمه كثيراً – ولا للسادات ولا لأى نظام عربي ولم أستهدف طوال رحلتي الا وجه الحق والخير والجمال والشعب الذي أتيت من بين صفوفه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في جريدة الاحرار: 24 مايو 1995