اختارت قيادة الحزب يوم الجمعة لإجراء الانتخابات، وعندما حانت ساعة الصلاة قالت قيادة الحزب للأعضاء: «هيا نؤدى فرض ربنا» وعندما عاد الأعضاء من تأدية فرض ربهم، باغتتهم القيادة وعلى الطريقة السوقية «أمك فى العش أم طارت؟» وقالت لهم: «لقد انتهينا من إجراء الانتخابات»!.
إذن «الدودة فى أصل الشجرة» كما قال الراحل الكريم «صلاح عبدالصبور» فالحكومة تزور تزويرا منهجيا لا يفلتُ منه شىء والمعارضة تزور أيضا ولكن ضد نفسها، إنها تغتال قياداتها لصالح مصالح تكاد تقترب فى غموضها من «اللهو الخفى».
وكان بعضنا يظن أن جماعة الإخوان بعيدة عن داء التزوير العضال الذى ضرب جذور الشخصية السياسية المصرية، ولكن كما يقال فى المثل الشعبى: «شهاب الدين أسوأ من أخيه» لقد شهدت انتخابات مكتب الإرشاد الإخوانى ما وصفه قياديون إخوان بالتزوير الفج، تم إقصاء تيار بأكمله يمثله القيادى البارع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وهو الأمر الذى يمثل صداعا فى بنيان الجماعة قد يؤدى إلى انهيارها من خلال عدة انشقاقات تلوح نذرها فى الآفاق، وهو ما سيعرى الجماعة السياسية بأكملها من ورقة التوت التى كانت تسترها.
لأن قطاعات واسعة من الجماهير كانت تراهن على أن الإخوان الذين يتحدثون «غالبا» باسم الدين سيكونون أحرص الناس على اتباع تعاليمه الآمرة بـ«الشورى» واحترام مختلف وجهات النظر. ما وقعت فيه الجماعة العريقة يمكن الاستفادة منه على أكثر من صعيد، لأن تماثل الجماعة مع النظام (ولو على مستوى تزوير الانتخابات) يتيح لنا قراءة الصفقات المتبادلة بين النظام الحاكم والجماعة كما أنه يسقط رعب «فزاعة الإخوان» التى يخوف بها النظام الغرب.
فقد ثبت أن الإخوان كالنظام تماما ولا فرق سوى فى الشعارات التى لا تصمد فى ساعة الاختيارات الحقيقية، لقد أعلنت الجماعة انحيازها السافر لمنهج الإقصاء بل أوغلت فى اعتناقه لأنها مارسته ضد أبرع قياداتها، وعلى ذلك فليس من حقها أن تتكلم عن الشفافية واحترام الآخر، لأنها بعد ما فعلته لن يصدقها أحد، فالجميع الآن يهتفون بصوت واحد: «شهاب الدين أسوأ من أخيه».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ