منذ أغسطس من العام الماضى وإلى أمس الخميس، كانت قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم هما رئيسيا من هموم المصريين الذين شاهدوا ولأول مرة رجل أعمال كبيرا جدا ومؤثرا للغاية، يقف أمام القضاء متهما فى جريمة قتل خارج الحدود، وقف الرجل فى مشهد ينتمى لليوم الآخر أكثر مما ينتمى للحياة الدنيا، عندما يقف الجميع فرادى وقد ذهبت عنهم حماية أموالهم وجبروت قوتهم.
الآن وقد أسدل الستار على الفصل الأول من القضية، هل يرتدع أصحاب النفوذ الذين يؤمن بعضهم أن القانون أوجد ليطبق على غيرهم وأن العقاب هو أمر خاص بالآخرين ولا يمكن بحال من الأحوال أن يطالهم منه شئ؟
من الوارد وبقوة أن يمثل الحكم الصادر فى حق رجل الأعمال الأشهر هشام طلعت مصطفى صفعة لأوهام المتوهمين الذين خدعتهم أموالهم وغرهم نفوذهم فراحوا يتعاملون مع كل شئون الحياة وكأن الدنيا بأسرها قد ألقت إليهم بمقاليدها وكأنهم خلقوا ليعيشوا كما يريدون هم.
ومن الوارد أيضا أن يتعامل أصحاب النفوذ مع الحكم كأنه «بيضة الديك» التى إن حدثت وهذا مستحيل فإنها لا تتكرر أبدا، هؤلاء سيبدأ عما قريب قصفهم للحكم عبر أبواقهم بمزاعم من عينة أن «هشام» ما كان ليعاقب لولا أنه ارتكب شيئا خلف الكواليس، أو أن الأمر مدبر لصالح فلان أو علان من المنافسين.
مثل تلك المزاعم ليست بريئة بحال من الأحوال، إذ إنها تستهدف تفريغ الحكم من مضمونه وصرف الأنظار عن حقيقة ساطعة سطوع شمس الظهيرة وهى أن هناك جريمة أُرتكبت وأن المتهمين قد خضعا للمحاكمة، أما الدخول فى تفاصيل ليس عليها شهود وليست عليها أدلة فهو أمر من أمور الحملات الإعلامية والإعلانية يلجأ إليه البعض للقفز فوق أصل الفعل ولاستهلاك طاقة المحللين ومعهم الجماهير فى مناقشات عبثية، كأن يقارن بعضهم بين حكم حادث العبارة وبين الحكم الذى صدر على هشام، أو أن يشيع بعضهم أن القضية برمتها جاءت لتحقيق أهداف بعيدة عن إحقاق الحق وإبطال الباطل، وسنقرأ فى قادم الأيام أن فضيلة المفتى لن يصدق على الحكم كما زعم بعضهم، وهذه الزعم تحديدا أوجد حالة من البلبلة بين الجماهير التى تابعت القضية وانتظرت صدور الحكم، وقد هاتفت المؤرخ الأستاذ صلاح عيسى وسألته عن هذا الأمر تحديدا فقال لى: لا أذكر واقعة لاعتراض دار الإفتاء على أى حكم قضائى، بل إن قضية ريا وسكينة علق عليها فى عشرة سطور وليس أكثر.
ختاما يجب أن يتعلم المتنفذون من التاريخ لكى لا تتكرر جرائمهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلينك المقال:http://shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=21052009&id=10202735-69a7-4783-8158-b36238d0e0fb
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق