الأربعاء، 12 مارس 2025

محمد بن أبي بكر.. فاتح بيوت اللصوص!

 

تعمدت ذكر اسمه لكي يسأل القارئ الكريم نفسه: من هذا؟

ـ إنه محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حَرِيز.

ـ هل عرفته؟

ـ إنه ابن قيم الجوزية أو ابن القيم.

 الجوزية مدرسة من أقدم مدارس دمشق، وكان أبوه قيمًا عليها، ناظرًا أو مديرًا، بلغتنا المعاصرة، فأصبح ابنه محمد ابن القيم.

اتفقت الكتب التي ترجمت لابن القَيِّم على أن مولده كان في سنة إحدى وتسعين وستمائة هجرية.

أما عن مكان ولادته فهم يذكرون مكانين، إما جنوب سوريا وإما دمشق.

شأن أقرانه ـ خاصة وهو ابن عالم من العلماء ـ حفظ ابن القيم القرآن، وكان ظاهرًا لكل من يجالسه أنه سيمضي لأبعد من حفظ القرآن والأحاديث.

وذلك لأنه كان هادئًا هدوء الذي أتخذ بشأن حياته كلها قرارات حاسمة.

كانت أبرز قرارات ابن القيم بشأن حياته هي

الأول: أن يتتلمذ على أيدي أبرز علماء زمانه، وقد فعل ذلك.

قال الذين ترجموا له: إن عدد أساتذته ومشايخه الذين تلقي العلم عليهم كانوا أكثر من خمسة وعشرين عالمًا، وكان أبرزهم الشيخ الفقيه ابن تيمية، الذي سيلعب أخطر الأدوار في حياته ابن القيم، كما سنذكر ذلك بعد قليل.

القرار الثاني: الانقطاع للعلم، وكتابته، ومطالعته، وكيف لا يكون شديد الحب للعلم، شديد التعلق به، وهو القائل: "النَّهْمَةُ في العلم، وعدم الشبع منه من لوازم الإيمان، وأوصاف المؤمنين".

القرار الثالث: أن يكون جريئًا وصلبًا في دين الله، ويصدع بالحق؛ ولا يحابي أحدًا فيما يعتقد أنه الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم. القرار الرابع: أن يكون متجردًا في أبحاثه العلمية من كل هوًى نفسي، أو غرض ذاتي شخصي، وإنما كان يبتغي الوصول إلى الحق والصواب، ولو ظهر هذا الحق على لسان غيره.

القرار الخامس والأخير: أن يحتمل كل ما ستجلبه عليه القرارات السابقة من متاعب ومحن يقابلها صابرًا محتسبًا.

ليس هناك مجال لأن يقول قائل بأن زمن ابن القيم كان مختلفًا، بمعني أنه كان أفضل من زماننا هذا، الحقيقة أن زمنه كان أسوأ وبمراحل كثيرة وكبيرة من أيامنا هذه.

كان الإعصار التتري يضرب كل أرض المسلمين والعرب وكان شيخه المباشر وأستاذه الكبير ابن تيمية يجد ما هو فوق العناء لكي يقنع الناس بجواز قتال التتار، أقول بجواز وليس بفرض أو وجوب قتال التتار.

وأصل القصة أن دارسي التاريخ يعرفون معركة باسم (مرج الصفّر) بوصفها إحدى ثالث أكبر معركة جربت بين المسلمين والتتار، مسلمو سوريا أحسوا بقدوم التتار فهاجروا إلى مصر والبلاد المحيطة (كما يحدث الآن) وبقيت جماعة تقاوم، المقاومون كانوا يقاومون علي أمل أن الجيش المصري سيصل الشام سريعًا لكي ينقذها من أيدي التتار.

تأخر وصول الجيش المصري، فبدأ التراجع المزري والوضيع، إنه ذلك التراجع الذي يبحث في الدين عن سبب لمهادنة العدو أو الاستسلام له!

قال المرجفون في المدينة: كيف نقاتل التتار وقد أسلموا؟

هنا ابن تيمية للمرجفين وكأنه يقول لهم " على مَنْ؟ أنت لا تريدون القتال، وأنتم تعلمون أن التتار حتى لو كان بعضهم قد أسلم فهو يعتدون على دياركم بدون سبب ولا ذنب، هم معتدون خوارج على الجماعة، يرون أن من حقهم الحكم لا لشيء إلا لأنهم يريدون الحكم!).

هذا كان لسان ابن تيمية الذي قاتل كثيرًا حتى أقنع الشوام بضرورة قتال التتار، حتى أنه قال لأهله لو رأيتم المصحف فوق رأسي ورأيتموني أقف بجانب العدو فلا تترددوا في قتلي.

بعد قدوم الجيش المصري هزم الشوام التتار شر هزيمة.

ولكن بقي هذا الخلل الفاضح والفادح: البحث في الدين عن آية تبرر الانهزام وعن سطر يبرر الجمود، وهكذا سيدفع ابن تيمية وتلميذه ابن القيم حياتهما ثمنًا للتحرر من هذه الفكرة.

في ظل تلك الأيام المضطربة (الشعب لم يكن يريد فيها قتال العدو) سيكتب ابن القيم مؤلفاته والتي سنذكر أبرزها هنا

إعلام الموقعين عن رب العالمين.

إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.

إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.

بدائع الفوائد.

التبيان في أقسام القرآن.

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء.

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.

روضة المحبين ونزهة المشتاقين.       

زاد المعاد في هدي خير العباد.

هل رأيت الكتاب الوارد في ذيل القائمة؟ إنه زاد الميعاد، وما أدراك ما زاد الميعاد.

في زاد الميعاد كان ابن القيم قد نفض يديه من كل خوف من العامة ومن كل شغب من المتعصبين لمذاهبهم (عركة المذاهب قديمة جدا).

في زاد الميعاد سيبرز أسلوب ابن القيم كما لم يبرز من قبل، الرجل وصل إلى مرحلة (السلطنة) كما لو كان يغني أو التجويد لو كان يقرأ القرآن.

هل تعرف هؤلاء الذين يسمون أنفسهم الدعاة الجدد؟

هؤلاء الذين يطلون على المسلمين من تلفزيون المسلمين ليحضوا المسلمين علي الإسلام؟

هل تعرف أنهم قرؤوا كتاب زاد الميعاد تحديدًا، كلمة كلمة وسطرًا سطرًا وفصلًا فصلًا ثم جاؤوا إلي أبرز ما فيه وسجلوه في كشكول، فتري الواحد منهم قد حفظ كشكوله الذي نقل فيه ما يحلوا له من أقوال ابن القيم التي كانت بداية علم وأول طريق إلى معرفة كان يجب أن تتراكم ولو هؤلاء السارقين.

جلس سارق منهم أمام المذيع الجهول فأراد أن يبهر المذيع والمشاهدين، فطلب السارق من المذيع أن " يسمع دي ".

وكانت " دي" هي قوله إنه بعد بحث وتدقيق ومراجعة للمراجع والمصادر وبعد كذا وكذا من الجهد أكتشف أن الأنصار لم يستقبلوا الرسول عندما جاء من مكة مهاجرًا إلى مدينتهم بالنشيد ذائع الصيت " طلع البدر علينا ".

طبعًا الموضوع كله هو سرقه من زاد الميعاد لابن القيم الذي أقام دليلًا عقليًا على صحة كلامه فقال: إن مكة جنوب المدينة والقادم من مكة لن يمر بثنيات الوداع لأنها في شمال المدينة، ثم أن المدينة كان اسمها يثرب وظل كذلك لفترة حتى غيره الرسول بينما النشيد يتحدث عن المدينة وكأن اسمها هكذا منذ خلقت.

يخطف الخاطف منهم كل كلام ابن القيم فيفتح به بيته وينفق منه على عياله ثم لا يذكر مجرد ذكر ولا يشير مجرد إشارة إلي ابن القيم الذي هو صاحب الكلام!

صاحب ابن القيم شيخه ابن تيمية منذ عودة ابن تيمة من مصر وإلى وفاته، تلك الملازمة ستجر عليه السجن لأنهم قد سجنوا الشيخ فلابد وأن يسجنوا التلميذ، وكانوا قبل أن يسجنوا التلميذ قد طافوا به دروب دمشق ليشهروا به لأنه أفتى فتوى لم ترق لهم، أنكر مثلا شد الرحال لزيارة قبر الخليل إبراهيم عليه السلام.  

وعن معاناة ابن القيم بسبب أرائه الفقهية يقول المقريزي:" وفي يوم الاثنين سادس شعبان - يعني سنة 726هـ- حُبِس تقي الدين أحمد بن تيمية، ومعه أخوه زين الدين عبد الرحمن بقلعة دمشق، وضُرِب شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قَيِّم الجوزية، وشُهِّرَ به على حمار بدمشق، وسبب ذلك: أن ابن قَيِّم الجوزية تكلم بالقدس في مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء، وأنكر مجرد القصد للقبر الشريف دون قصد المسجد النبوي".

بعد موت شيخه ابن تيمية أفرجوا عنه فلم يركن إلى الراحة وواصل التأليف ومحاربة الجمود إلى أن توفي الله في العام 751 هجرية.

 

 



الخميس، 6 مارس 2025

عبث شرير بتاريخ مجيد

 


أظهر المسلمون منذ فجر حضارتهم عناية فائقة بتاريخهم، فأسسوا بأنفسهم مدرسة متفردة في دراسة التاريخ، تقوم على السند، الذي يقوم عليه علم الحديث النبوي الشريف، فلا تجد كتابًا من كتب المؤرخين المسلمين إلا وهو يروى الحادثة مسندة.

هذه المدرسة المتفردة التي لم تعرفها أمة سبقت المسلمين، يعرفها لا شك في ذلك، أستاذ التاريخ أحمد صبحي منصور، ولكنه لا يعترف بها بل يركل إنجازاتها بقسوة بالغة.

ولد الدكتور منصور قبل سبعين عامًا، وتعلم في المعاهد الأزهرية حتى أصبح أستاذًا بجامعة الأزهر الشريف، ثم كثر الكلام عنه عندما بدأ يطعن في حجية السنة القولية، وهي الكلام الذي تلفظ به الرسول وصح نسبه إليه، وبعدها طعن في السنة العملية وهي التي تسجل أفعال الرسول ومثالها الشهير قوله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وقوله أثناء حجة الوداع: "خذ عني مناسككم".

وعن تلك السنة قال الدكتور صبحي كلامًا كثيرًا جدًا يمكن تلخيصه في نقطة واحدة وهي: إن الإسلام هو ملة إبراهيم عليه السلام وكل ما كان يتعبد به إبراهيم أحياه الإسلام، فصلاتنا الآن هي صلاة إبراهيم وكذا بقية العبادات، ولذا لا نجد القرآن قد شرح طرق أداء تلك الشعائر!

مَنْ قال للدكتور صبحي إن الخليل عليه السلام كان يصلي الظهر أربع ركعات سرية ويجلس للتشهد مرتين؟

من الواضح أن الدكتور يفترض فرضًا ويبني عليه، غير ملتفت لأساسيات مدرسة التاريخ الإسلامي التي تهدر كل رواية لا سند لها.

ثم لم يبق أمام الدكتور سوى السنة التقريرية، فنسفها نسفًا.

السنة التقريرية قال العلماء في تعريفها: إنها ما فُعل بحضرة النبي فأقره، أو علم به فسكت عليه؛ لأنه لا يسكت على باطل، ولا يقر إلا حقا.

وعندما كان يُسأل الدكتور عن حجته في إهدار حجية السنة يقول: أعتمد على القرآن فقط، ما فيه يلزمني وما ليس فيه لا يلزمني.

ولقد أشار رسولنا الكريم في حديث شهير لخطورة رد الدكتور صبحي فقال لأصحابه: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".

والحال كما رأيت دخل الأزهر معركته مع الدكتور صبحي الذي كان يرد للأزهر الصاع صاعين، وما أكثر ما كتب في وصف الأزهر قائلًا: هذا هو الأزهر الشريف للبلاستيك!

وانتهت المعركة بفصله من جامعة الأزهر وكاد أمره ينتهي إلى مقبرة الصمت إلا أن أحد الأصدقاء - سامحه الله - بعث الرجل من مرقده، عندما قال لي: الدكتور أحمد صبحي منصور يقول: إن عمر بن الخطاب قد قتل أبا بكر الصديق!

الحق لم أصدق صاحبي الذي لم أعرفه كذابًا، فسألته: هل سمعته بأذنيك؟

قال: لا، بعضهم ذكر ذلك أمامي.

قلت لصاحبي: رمي الناس بالباطل أو الشبهات هو أمر عند الله عظيم، نبحث لنتأكد.

وليتني ما بحثت، لقد قالها الرجل في كتابات موثقة وكررها كثيرًا كأنها علكة يمضغها.

عثرت على قناة على اليوتيوب لا أعرف هل هى من ممتلكات الدكتور الخاصة أو أن بعضهم قد أطلقها من أجله، وعلى تلك القناة يأتي الدكتور منصور بكل عجيبة ونقيصة، ثم عثرت على موقع يحمل عنوان "أهل القرآن"، وهو من ممتلكات الدكتور الخاصة فقرأت فيه تفصيل ما قاله صاحبي.

في تفصيل قتل الفاروق للصديق قال الدكتور صبحي: إن حلفًا مكونّا من عمر بن الخطاب وأبي سفيان بن حرب كان يفرض أوامره على حلف مضاد يضم أبا بكر وخالد بن الوليد.

طبعًا هذا الكلام بدون أي وثيقة أو حتى قرينة أو حتى أوهى دليل، فالدكتور يفترض وعلينا نحن أن نصدقه.

نعم علينا أن نصدق أن عمر بن الخطاب كان واقعًا في غرام أبي سفيان، ومن أجل عيون هذا الغرام الحرام باع عشرة العمر وهانت عليه معاني الأخوة وترك وصايا النبوة وهجر القرآن وأصبح رجل مؤامرات، لماذا نصدق هذه الأكاذيب؟

لأنه الدكتور يريد ذلك!

حلف عمر كان يعلم أن حلف الصديق يستمد قوته من وجود خالد بن الوليد، فعمل ذلك الحلف كثيرًا على عزل خالد من قيادة الجيش، وعندما تمسك أبو بكر بورقته الرابحة، قام عمر باغتياله ثم عندما تولى الخلافة قام بعزل خالد.

آه لو كان على الكلام جمرك، لدفع الدكتور الغالي والنفيس لكي يمرر كلامه هذا، ولكن المشكلة أن الكلام مرسل لا قيد عليه.

في كل ما سبق توجد حقيقتان، الأولى أن الصحابة قد تقاتلوا، ولكنهم عندما وقعت الفتنة بينهم، كانوا رجال شرف وفروسية، فكان الرجل منهم يقاتل أخاه وجهًا لوجه وسيفًا لسيف وليس بالاغتيال والخداع، والذين وقعت الفتنة بينهم لم يكونوا على عهد الصديق ولا الفاروق، لقد بدأت الفتنة بعد عهدهما بسنوات.

الحقيقة الثانية أن الفاروق عندما تولى الخلافة قد عزل خالدًا، ولكن عزل خالد كان في سياق بعيد جدًا عن سياق المؤامرات والأكاذيب التي يروج لها الدكتور صبحي.

عن قتل الفاروق للصديق يقول الدكتور صبحي:

1 ـ إنّ أبا بكر مات مسموما بمؤامرة عمر. فقد كان المسيطر على أبى بكر في خلافته، ثم كان المستفيد من موته فتولى الحكم بعده. وساعده طلحة وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وقد كانوا مع عمر في مشهد موت أبى بكر ودفنه ومبايعة عمر بعده. وسنراهم في مؤامرات تالية؟

2 ـ ولأنها مؤامرة قتل، فإن عمر أسرع بدفن الضحية ليلا، وقبل صباح اليوم التالي، ودون جنازة يحضرها الناس، بل ومنع النواح عليه. والروايات كلها تتفق في دفن أبى بكر ليلا بمجرد وفاته، دون أن ينتظر عمر للصباح.

لا حول ولا قوة إلا بالله، أهذا هو البحث العلمي الذي يقدمه أستاذ تاريخ؟

أهذا تاريخ أم خيال ظل؟

الدكتور لا يملك دليلًا واحدًا يقدم من خلاله قراءة جديدة لتاريخنا، هو فقط يمتلك خيالًا شريرًا، فكل عسل عند الرجل هو سم، وكل براءة هى حيلة وكل طهارة هى نجاسة، هل الدفن ليلًا يعني التخلص من الجريمة؟

ثم أين ذهب كل الصحابة وعلى رأسهم فتى الفتيان علي فارس الإسلام وفيلسوفه، هل شارك في التغطية على جريمة قتل، أم تراه كان مخدرًا؟

ثم أين ذهبت أسرة الصديق والرجل من قلب قريش؟

هل سكتوا جميعًا أم كانوا غائبين عن الوعي؟

الدكتور لا يمكنه الرد على هذه الأسئلة وغيرها، لأنه يخبط خبط عشواء، ويعبث وهو الرجل الذي جاوز السبعين بأصابع صبيانية في متن تاريخ مجيد.

المسلمون خلق من خلق الله وأمة من الأمم، وتاريخهم به النبلاء والأوباش والفجار والأبرار والقتلة والأبرياء، فلم شن صبحي غارته على أبي بكر وعمر والطبقة الأولى من الصحابة؟

إنها يا صاحبي خطة تسميم المنابع وحرق الجذور، هو ذهب إلى الشيخين الجليلين وقدمهما على هيئة رجال العصابات، فأبو بكر عنده ليس مقتولًا في مؤامرة فحسب، بل كان لصًا سرق خزينة الدولة!

إن القرآن الذي ينسب الرجل نفسه إليه يتحدث صراحة عن رضوان الله عن الذين بايعوا النبي تحت الشجرة، وكان أبو بكر وعمر على رأس المبايعين، فكيف أصبحا فجأة رجال عصابات؟

ثم السنة، عفوًا لقد نسيت أن الدكتور لا يعترف بالسنة.

ثم هناك كد وتعب أجيال عظيمة من المؤرخين، الذين دونوا تاريخنا بالكلمة بل بالحرف، كل هذا يرميه صبحي وراء ظهره.

فلا دليل ولا وثيقة ولا حتى ذكاء في قراءة الروايات التاريخية، لقد نسى الرجل في حمى الكتابة القرآن الذي يتشدق به، قال القرآن: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

والحمد لله فقد تبينا فلم نجد إلا خيال شر ومقولة بهتان.

ــــــــــــــــــــــــــ

منشور بجريدة صوت الأمة/ السبت 01 فبراير 2025