كانت قبيلة قريش (كما أخبرنا القرآن الكريم) تقوم سنويًا برحلتين، الأولى إلى اليمن فى الشتاء، والأخيرة إلى الشام فى الصيف، وكانت القوافل القرشية تعود من الرحلتين محملة بالمكاسب الوفيرة أو على الأقل تعود "مجبورة الخاطر"، هذا ما كانت قريش تفعله.
أما أنا وجماعات لا تحصى من أبناء جيلى فنقوم بأربع رحلات سنوياً (فى الشتاء والصيف والخريف والربيع) هل مازال هناك ربيع؟ رحلاتنا نقوم بها إلى المجلات والجرائد، ليس حباً فى الترحال ولا عشقًا للمغامرة ولكنه "المقدر والمكتوب" الذى يجعل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) الغراب النوحى يرفرف فوق مجلاتنا وجرائدنا ولا يتركها حتي يأخذها ويطير.
ولأن الأمر صار قاعدة نعرفها ونُعرف بها فأنت ترى الواحد منا وهو يتنهد بأمل قائلاً: "يا سلام لو استمر الجورنال طوال الصيف" ثم قد تسمع واحدًا منا يسأل صاحبه: "فى أى شتوية تعمل أو ما اسم الصيفية التى ستلتحق بها".
يبدو السؤال مضحكًا ولكنه يعبر تماماً عن جيل لا يدرى لماذا تصر جهات عديدة على أن تجعله من "البدو الرحل" الذين لا يستقرون إلا قليلاً ثم يعاودون الترحال.
أدعوك ربى أن تجعل هذه "الصيفية" – قصدى جريدة "صوت الشعب" – هى ختام ضاحك لأحزان طالت حتى ثقبت القلب وقيدت الروح وبعثرت الخطوات.
اللهم رب العرش العظيم اسألك شيئًا من الاستقرار وأن تحفظ لنا جريدتنا، أنت ولى ذلك والقادر عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة صوت الشعب - 26 أبريل 2005 - العدد الثانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق