يظن البعض منا أن تأييد الإرهاب تنحصر صوره فى تقديم دعم مالى أو غطاء سياسى لمرتكبى العمليات، وقد جاءت العمليات الإرهابية التى جرت مؤخراً فى مصر لتكشف الغطاء عن صور كثيرة ومتعددة لتأييد الإرهاب. نستعرض الآن بعضًا منها نأخذ مثلاً الفضائيات التي قالت "وقع ظهر اليوم انفجار هز قلب العاصمة المصرية، هذا التهويل هو من صور الدعم "الخفى" للإرهاب لأن الذى يسمع الخبر بهذه الصورة التهويلية سيظن أن الفوضى قد عمت أرجاء العاصمة.
وهذا قد يساعد المتربصين على تكرار جرائمهم معتمدين على الأخبار التى تروج للخوف وتنشر الفزع. وإضافة إلى التهويل هناك "التهوين" الذي يزرع اطمئناناً كاذباً يجلب استرخاء أمنياً ينتهزه المتربصون ليضربوا ضربتهم وقد يعمد بعض مؤيدى الإرهاب إلى إشاعة مصطلحات غامضة الهدف منها هدم المجتمعات من داخلها وبيد أولادها، مثل مصطلح "الفوضى البناءة" الذى تدعو له دوائر سياسية مهمة وفاعلة فى الولايات المتحدة الأمريكية، فهذه الدوائر تقول إن الفوضى ستقود حتماً إلى التصحيح ومن ثم تبنى أسساً جديدة لمجتمع جديد، هذا هو شرحهم لمصطلحهم الغامض المغرض، الذى لن يقود إلا إلى الخراب الشامل ولاحظ ما يجرى علي أرض العراق. ومن صور دعم الإرهاب أيضاً تعمد التناقض فى ذكر المعلومات الضرورية والتى لا يفسد ذكرها الخطط الأمنية، فهذا التناقض عندما يكون متعمداً يجعل الناس تشعر وكأنها فى دار عرض سينمائى تشاهد فيلماً من أفلام الرعب ستنتهى علاقتهم به بمجرد خروجهم من دار العرض، وكأن الأمر ليس دماء تراق واقتصاداً يخرب وفزعاً ينتشر بين المواطنين.
إن الحوادث الأخيرة تحتم علينا أن نحارب على جبهتين، الأولى هى جبهة الإرهابيين أنفسهم، والثانية وهى الأهم والأخطر جبهة المؤيدين المتخفين تحت ألف قناع وقناع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بجريدة صوت الشعب - 10 مايو 2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق