في الطراوة و"أبيض يا ورد"
و"ماسح" و"ع الزيرو" و"دماغه عالية" و"بعافية
حبتين" و"مش من هنا" و"الأخ مع مين".
كل هذه الكلمات نستخدمها في حياتنا اليومية
للدلالة على أن الشخص الذي نتحدث عنه لا يعرف "السما من العما" ولا
"ألف من كوز الدرة".
وقد ذكرتني المغنية شيرين صاحبة الصوت
"العربي" – معظم مغنينا الآن "خواجات" وراجعوا مخارج حروفهم –
بهذه التعبيرات البليغة الفصيحة حتى وإن اكتست بثوب عامي.. شيرين في مؤتمر صحفي
أقيم على هاشم حفل أحيته في دبي، استفرد بها صحفي "من إياهم" وجرجرها
للكلام فيما نعتبره نحن سياسة، سألها الصحفي عن بث فضائية إسرائيلية لأغنيتها
الشهيرة "آه يا ليل" ارتبكت "شيرين" وراحت تتحدث وكأنها خالتي
أم علاء "زوجة" عمي أبو أشرف البواب.
قالت شيرين إنها لا تعرف بالأمر ثم أنها لو عرفت
فليس بمقدورها منعه، إلى الآن لم تقع شيرين في الخطأ ولكن الصحفي الذي لا يجرؤ على
إحراج "نوال الزغبي أو أحلام أو أوهام أو كوابيس" أصر إصرارًا على توريط
شيرين وقد نجح، إذ أردفت شيرين – لافض فوها: "دا حتى فيه إسرائيليون متأثرون
باللي بيحصل في فلسطين".. وجدها الصحفي علي حجره بعد أن ظنها في السماء
واستخلص من كلام شيرين "الأبله العابر" أنها من مؤيدي التطبيع ومن
مناصري حركة السلام الآن ومن دعاة محاورة اليسار الإسرائيلي و...
والسؤال الآن من المدان في هذه "الورطة"
بصراحة ، أنا أدين شيرين لا الصحفي، لأن هذا "النوع" من الصحفيين يري مهمته
المقدسة في توريط خلق الله وقد نجح في أداء واجبه السامي، أما شيرين فلو لم تكن في
"الطراوة" لم استطاع أحد توريطها، لو تسلحت بقراءة "الأهرام"
مثلاً لعرفت كيف تجيب وتفحم، لو أنها شاهدت ولو نشرة أخبار واحدة لما جاءت
إجاباتها وكأنها إجابات خالتي أم علاء سالفة الذكر.
لا أطالب شيرين بأن تكون واعية وكأنها
"لطيفة الزيات" أو فصيحة وكأنها
"بنت الشاطئ" ولكنني أطالبها بأن تعرف أن العالم ليس استوديو التسجيلات
فقط وأن الدنيا ليست هي البيه الموزع والباشا الملحن والخديوي المنتج. يا مطربتنا
الجميلة أن تصبحي مشهورة فهذا يلقي عليك مسئولية المعرفة، معرفة البديهيات علي
الأقل، لكي لا يضحك عليك مستقبلاً أحدهم وينتزع منك اعترافًا بأنك المسئولة عن
هزيمة المسلمين في غزوة أحد .
_________________
الصدى - 5 مارس 2002
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق