جاء فى لسان العرب أن : العَابُ والعَيْبُ والعَيْبَةُ هو «الوصمة» وقد عرفتْ «الوصمة» طريقها إلى أماكن كنا نظنها بعيدة البعد كله عن «التلوث الأخلاقى» الذى يحاصرنا من كل ناحية. عرفنا فى السنوات الماضية سطوة ــ حفظ الله مقامكم ــ الجزمة بعد أن ضُرب بها أحد قضاتنا فى عرض الشارع ولا مغيث، ثم رأيناها تحلق فى سماء مقصورة استاد القاهرة فى مباراة يشهدها أكابر الدولة، هذه «الجزمة» نفسها اقتحمت فى مشهد غير مسبوق قاعات البرلمان،
وأيامها كان المواطنون يبحثون بين النواب عن صاحب أقوى ضربة حذاء وليس عن صاحب أقوى استجواب، عدم عقاب الذين وصمونا بأحذيتهم جعل، «سب الدين» هذا الجرم الذى لا يقترفه إلا أرباب السوابق يصبح لغة خطاب عادية جدا بين أرجاء البرلمان الذى هو رقيب على السلطات جميعها.
تبادل بعض النواب الشتائم وتطور الأمر فى حمى الغضب إلى «سب الدين» كنا واهمين عندما ظننا أن الأمر لن يمر وأن النائب الذى اقترف هذه الجريمة سيعاقب عقابا يجعله عبرة لمن يعتبر، مر أسبوع ولم يحدث شىء وكاد الأسبوع الثانى يمر فى صمت لولا أن الأخبار القادمة من البرلمان تحدثت عن «صلح» بين النواب المتهمين بارتكاب كارثة «سب الدين» صلح وليس الحبس ستة أشهر كما ينص قانون العقوبات، صلح وليس رفع حصانة، لم توجه لواحد منهم تلك التهمة التى يشيب لهولها الولدان «ازدراء الأديان».
لو فعلها سائق ميكروباص فى زحام موقف التحرير لعلقت له المشانق أما أن يفعلها السادة النواب فقليل من الماء يطهرها، بعد ما حدث كيف سنقول لأولادنا أن سب الدين حرام وفعل ينفى عن مقترفه كل «شبهات» الثقافة والتهذيب؟
زمان كانوا يقولون لنا إن أفلام الجنس والمخدرات مسئولة مسئولية كاملة عن تدهور أخلاقيات المصريين، الآن اكتشفنا أن بعض النواب يجب أن يسبق ظهورهم فى قاعات المجلس تحذير من عينة «للكبار فقط» أو «مشاهدة جلسات البرلمان ضارة بالصحة».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق