لذا أسرفنا جميعا فى تذكير الناس بقصة فيلم «عايز حقى» الذى قام بطله المحروم «صابر» بالحصول على توكيلات من الشعب لكى يبيع بالنيابة عنهم حصصهم فى المال العام، وبالفعل تم فتح المزاد على بيع الأهرامات والنيل، ولأن البيع فى الأفلام غير البيع فى الحياة، فإن البطل تراجع فى اللحظة قبل الأخيرة.
لكن البطل الذى فى الحياة اكتفى فى البداية بجس النبض، طرح الفكرة وراح من خلف ستار يتأمل تداعياتها التى لم تخرج عن معارضة صحفية واحتجاج باهت هنا وآخر هناك، جرفنا تيار الأزمات المتلاحقة بداية بإنفلونزا الخنازير وصولا إلى عودة التيفود وليس نهاية بمباراة مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم لكرة القدم، معروف طبعا أن الأزمات فى جانب منها تشبه «الحب» جديدها يُنسى قديمها،
فى حمى الأزمات لم نتوقف ونسأل عن مصير المشروع الذى شغلنا لأشهر، اكتفينا بالذى قالوه، عن أن فلانا من كبار المسئولين يعارضه وأن علانا يرفضه، لم نتوصل أبدا لحقيقة الأمر الذى بدا مثل «غمة وانزاحت».
ظل السطح هادئا وكأن من طرحوا المشروع قد صرفوا النظر عنه إلى أن جاء مؤتمر حزب الحكومة فإذا بالمشروع الذى يبدو مثل أمنا الغولة يعود بقوة إلى سطح الأحداث. بعض المسئولين يقولون إن موارد المشروع ستوجه للأنفاق على الصحة والتعليم، آخرون قالوا: بل ستوجه للصرف الصحى.
وهكذا بدأت الشبكة الجهنمية العمل من جديد لتلفنا جميعا بخيوطها القاتلة ولتدخلنا جميعا فى نفق التخمينات، دون أن نعرف سببا اقتصاديا واحدا يدعو لتفتيت ما بقى من أملاك الدولة وتحويلها إلى صكوك لم يحددوا بعد قيمتها وإن أشاروا إلى أن قيمة الصك ستكون نحو 400 جنيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق