الجزيرة.... المُلعب يلعب
في أفراحنا الشعبية التي تقام في
وسط الشارع أو فوق أسطح المنازل، ترى بنت من الحاضرات أن الفرح "بارد"
فتتطوع بـ "تسخينة"، تتقدم بهدوء إلي إحدى البنات وتأخذ منها
"شالاً" أو "إيشاربًا" وتلفه حول وسطها و"هات يا رقص"
حتماً "يسخن" الفرح، وتتألق أصوات شباب يبهرهم "الخصر"
المتراقص فيهتفون في صوت واحد "العب يا مُلعب وسط البنت بيلعب".
"قناة الجزيرة في قطر"
تذكرني دائمًا بهذا المُلعب الذي يلعب، القناة كما هو معروف قطرية الأب والأم ومع
ذلك تقول إنها "في" قطر وليس "من" قطر، والفرق بين الأمرين
كبير وشاسع، هذا أولاً، أما ثانيًا فالقناة تُبث "من" أو "فى"
تأخذ دائمًا موقفًا "حياديًا" عجيبًا وغريبًا – لماذا لا أقول مريبًا؟ -
فالدولة أو "القبيلة" التي تنفق علي القناة شاركت وتشارك وستشارك في
تأييد أي عدوان على الأمة سواء وقع هذا العدوان على بغداد أو دمشق أو طهران أو
بيروت أو القاهرة أو حتى الدوحة، ومع ذلك فالقناة ملتزمة بحيادها الخارق للعادة
فلا هي مع هؤلاء ولا هي مع أولئك. إنها أخلاق "الملعب" تلك البنت التي
ليست من أهل العريس ولا من أهل العروس ومع ذلك تتبرع "بتسخين" الليلة.
يخرج عليك مذيع أو مذيعة الجزيرة قائلة: "والآن ننتقل على الهواء مباشرة إلى
قاعدة السيلية حيث يعقد العميد "بروكس" مؤتمره الصحفي".
تسمع أنت هذه الجملة فتظن أن
قاعدة السيلية هذه في البحر الكاريبي وليست في "تاني شارع وراء استديو
القناة".
يقولون إن الـ "بي. بي.
سي" تتبع هذا "الحياد الخارق" ويقولون أيضًا إن الجزيرة تقتدي بها،
ولكن أقول إنه ليس حيادًا بأي شكل من الأشكال ولكنها "أخلاقيات الملعب".
زين.. كل هذا الرقص ؟
زين قناة لبنانية في بداية بثها
كانت تقدم برامجًا تشبه أكل أمثالي من الفقراء، أشياء ملفقة لا تعرف لها رأسًا من
قدمين "حاجة تملأ البطن وخلاص"، الحقيقة لم أكن أطيق مشاهدتها لأكثر من
دقيقة، ثم فجأة اختفى مذيعوها ( كانوا شوية عيال روشين وحبة بنات زي القمر ..
قاعدين على أرض الاستديو. وهات يا كلام فارغ) وحل محلهم أغاني ذوات البطون العارية ، من
شاكيرا إلى مادونا ومن نوال الزغبي إلى نانسي عجرم، واستمر الوضع على ما هو عليه
حتى طلعت علينا "الفاو" و"أم قصر" و"البصرة"
و"الناصرية" بصمودهن الأسطوري في وجه العدو الأنجلو أمريكي. استجابت
"زين" لهذا الصمود فطلبت من مشاهديها الاتصال بها وإبلاغها بما يريدون
مشاهدته من أغاني المقاومة والجهاد. وسبحان الله استجاب المشاهدون لنداء قناتهم،
وكم سعدت وأنا أشاهد مارسيل خليفة وهو يغني: "أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها
وعاد مستشهداً فبكت دمعتين ووردة" وعاد دمي صافيًا نظيفًا وأنا أشاهده يغني
"منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي في كفي قبضة زيتون وعلي كتفي نعشي وأنا
أمشي وأنا أمشي".
شاهدت مارسيل وفيروز والشيخ إمام
وسحر طه وجوليا بطرس ووديع الصافي ومحمد منير وعلى الحجار وأصالة وذكرى وكل من له
أغنية مقاومة، ذكرتني القناة مجددًا بالأغاني الصادقة التي تعيش وتدفع للأمام.
واصلت القناة بث الأغاني
المقاومة حتي ليل الأربعاء 9/4/2003 ليل إعلان سقوط بغداد تحت الاغتصاب الأنجلو
أمريكي، في هذه الليلة تحديدًا ويا سبحان الله تغير مزاج المشاهدين فبدلاً من أن
يطلبوا أغاني مارسيل خليفة إذ بهم وفي هذه الليلة تحديدًا يطلبون وبإلحاح شديد
أغنية نانسي عجرم التي تمايلت وهي "تفح": "أخاصمك آه، أصالحك
لا".
واضح الآن أنه لم تكن ثمة
اتصالات وأن القناة تعتنق مبدأ "معاهم معاهم، عليهم عليهم" هناك من
يقاوم إذن نقاوم، هناك مستسلمون إذن نستسلم ولا مبدأ و لا شعار ولا يحزنون. لو كان
للعدوان علي العراق من منفعة لقلت إنها في حجب "صرر الفيديو كليب" عنا
وإن كان للهزيمة من أضرار غير تلك المعروفة لقلت إنها في إطلاق البطون العارية وغيرها لكي تقضي علي البقية الباقية منا.
العربية.. الذكري تنفع المؤمنين
فقط
قناة العربية أحدث وجه انضم إلي
كوكبة فضائياتنا العربية، تتميز بخطابها الهادئ غير "الحيادي" ولله
الحمد، غطت القناة العدوان علي العراق بطريقة فيها "لؤم" مصري واضح.
مثلاً أذاعت القناة فيلماً عن اغتصاب الأمريكان لفيتنام، إنها نفس المشاهد التي
نكتوي بها الآن، الجندي الأمريكي الشهم الإنسان "الجدع" يمسك بيديه
الرقيقتين طفلاً فيتناميًا مسكينًا و"يليفه" بالصابون والماء الساخن..
"إيه الهنا دا كله". واستمر الفيلم يستعرض "الدمار الإنساني"
الذي أحدثه "السادة المحررين" كل هذا مع تعليق ذكي يقول تلميحًا لا
تصريحًا: "امنعوا الأمريكان من تغسيل أطفال العراق". القناة ذكرت بما
مضي ولكن كما نعلم الذكري تنفع المؤمنين فقط، ونحن في حكاية الإيمان زي ما أنت
شايف!
دريم سرحان.. يا ديمقراطية يا..
يا رز علي مهلبية يا..
كتب شاعرنا الكبير د. نصار
عبدالله في جريدة "الجيل" طيب الله ثراها مقالاً عن الدكتور عبدالعظيم
رمضان بحث فيه عن إجابة لسؤال عويص يقول: "هل الدكتور رمضان مفرد أم مثني أم
جمع؟". طبعًا فشل في العثور على إجابة مقنعة، حاولت بدورى أن أحدد هل
الدكتورة هالة سرحان مفرد أم مثني أم جمع ولكن كأستاذي فشلت "بالمناسبة هي
الدكتورة هالة دكتورة في إيه بالظبط؟" ما علينا الدكتورة هالة تقدم علي دريم
عدة برامج وخذ عندك "هالة شو"، "الحقيقة"، "الهوا
هوانا".. وهو الأمر الذي دفع أحد الأصدقاء لأن يقول إن "هالة قناة طلع
لها دريم". ما علينا مرة أخرى، لكن ما هو الأمر الذي يسوغ لها استضافة "السيد يس"
لتناقش معه أمرًا من تلك الأمور "المجعلصة"؟. وبعده بدقائق تستضيف
"هيفاء وهبي" لتبحث معها آخر المستجدات في عالم تجميل المناخير
والشفايف، بذمتكم حد يقدر يعمل كدا غير الدكتورة هالة.
وعندما بدأ العدوان على العراق
استضافت الدكتورة في أحد برامجها السادة "فاروق قدومي وسلامة أحمد سلامة
واللواء محمود خلف" كانوا جميعًا يتحدثون عن العدوان ومخاطره بينما كانت هي
"تنشال وتنحط" دفاعًا عن الديمقراطية! عبثًا حاول ضيوفها إفهامها أنهم
مع الديمقراطية وفي نفس الوقت ضد العدوان الأنجلو أمريكي ولكن على مين، الست
أخذتها "جلالة الديمقراطية" وبالروح بالدم نفديك يا ديمقراطية.
الآن وبعد انتصار الديمقراطيين
الأمريكان لعل الدكتورة تكون مبسوطة بعد أن عمت الديمقراطية أرجاء العراق وهي الآن
في طريقها لسوريا.
وختامًا أهدى للدكتورة هالة هذه
الأغنية "يا ديمقراطية يا.. يا رز على مهلبية أو ملوخية أو طعمية يا"!!
المنار.. أهمية أن تكون رجلاً
إن كان لأحد الحق في الوقوف ضد
العراق حكومة وعقيدة بل وشعبًا فهذا الحق مكفول "للشيعة" ولكن شهيدًا
حيًا مثل سيد المقاومة السيد حسن نصر الله لا يسعي وراء أحقاد أو ضغائن إنه يسعى
من أجل نصر حاسم يحققه المسلمون والعرب، هذا الرجل الشهيد الحي ألقى بظله الأخضر
على قناة المنار الناطقة باسم "حزب الله" فأخذت كالعادة موقفًا يليق بها
وبتاريخ وجهاد "حزب الله" أرسلت أكثر من مراسل إلي جبهات القتال في
العراق بل وأقامت مكتبًا لها هناك وجاءت تغطيتها معطرة بدم الجهاد الشريف.
لم تسكت القناة لحظة لم تطبل
للفاتحين الأمريكان كما أنها لم تخلط الأوراق بين المقاومين للنظام والهاربين
الفارين من الميدان.
المنار تضرب مثلاً في أهمية أن
يكون الرجل رجلاً والمرأة امرأة، أما هؤلاء "الجنس الثالث" فهم ملعونون
في الدنيا والآخرة.
_________________
الصدى - 16 أبريل 2002
مفتقدين قصصك يا ريس، ما فيش حاجة جديدة؟
ردحذفأشكرك صديقى على اهتمامك .. قريبا ان شاء الله
حذففعلاً مفتقدين قصصك جداً استاذ حمدي
ردحذفمنى ياسين
ألف شكر على رسالتك الرقيقة يا أستاذة منى .. وآمل قريبا أن يلهمنا الله بأفكار جديدة
حذف