إلى متى تأكل القطط
طعامنا وتشرب حليبنا وعندما تشبع تفعلها – بخسة – في زوايا بيوتنا وتنصرف راضية؟
والثعابين تلك التي
كان باستطاعتنا أن ندهسها.. لماذا تغرس أنيابها في منتصف قلوبنا؟
وهؤلاء
"البكم" لماذا عندما تعلموا الكلام راحوا يشتموننا؟ وتلك الثعابين التي
أشفقنا عليها من قرصة البرد وفتحنا لها أبواب حدائقنا لماذا دمرتها ولم تترك بها
وردًا ولا عنبًا؟ العيب فيهم أم فينا؟ العيب عيبنا ولا شك لأننا وثقنا
"بالمنبتين" الذين لا يحبون إلا ذواتهم ولا يرون غيرها ولا يعبدون سواها
وما أتعس المنبت الذي وجد الصحبة والدفء والماء والنار والطعام ثم – ولأنه منبت –
راح يهذى ويصف من يخالفه الرأي بأنه "هتيف" و"أمى"
و"وطني جديد" مقنعًا نفسه بأنه قد احتكر الحقيقة واستحوذ على الوطنية،
بينما نحن ولأننا لا نحب المقاهي الفاسدة الهواء بفعل البانجو ونهش أعراض خلق الله
"أميون" "وطنيون جدد" "ولا نفعل شيئًا" فضلاً عن
أننا "نشوه العشاق". نعم نحن أميون إذ إننا لا نجيد قراءة أحوال المصالح
والمكاسب والمنافع نعم نحن وطنيون جدد لأننا نؤمن بحتمية خلق وطن جديد يكون خاليًا
من البرك والمستنقعات والذباب. نعم نحن لم "نفعل شيئًا" مما يفعلون فلا
نحن بصقنا في آبار طالما روت عطشنا ولا نحن دهسنا قلوب أصدقائنا. نعم نحن نشوه
العشاق بل نفضحهم بل مستعدون لقتلهم ولكن أي جنس من العشاق نحن ضده؟
نحن ضد عشاق الفشل والنميمة والكذب والادعاء والجهل إن أي "غلوشة" على دور شريف ونبيل نقوم به لن يجعلنا نقفل الباب التي تأتي منه الريح، بل إن "غلوشاتهم" ستجعلنا نعلن التحدي وبيننا وبينهم قراء يعرفون من نحن ومن هم.
نحن ضد عشاق الفشل والنميمة والكذب والادعاء والجهل إن أي "غلوشة" على دور شريف ونبيل نقوم به لن يجعلنا نقفل الباب التي تأتي منه الريح، بل إن "غلوشاتهم" ستجعلنا نعلن التحدي وبيننا وبينهم قراء يعرفون من نحن ومن هم.
___________________________
نشرت بجريدة الدستور ــ 29 أكتوبر 1997
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق