الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

مليونية لصبغة سيادته



 
كان محمد سعيد الصحاف وزير إعلام صدام حسين يكذب كما يتنفس بينما شعره الحريرى يلمع سواده تحت أضواء الكاميرات، ثم وقعت بغداد الحبيبة تحت احتلال هولاكو عصرنا الذى يعرف إعلاميا باسم الولايات المتحدة الأمريكية، صفقة ما جرت بين اهولاكو وبين الوزير الكذاب ذهب بمقتضاها إلى منفاه الناعم مثل شعره.


من منفاه وبعد احتجاب شهور أطل علينا ثانية عبر شاشة فضائية العربية، لم أصدق أنه هو هو الصحاف إلى أن يقسم لى صديق بالطلاق والعتاق بأننا نشاهد محمد سعيد الصحاف، فى إطلالة المنفى كان الرجل كعادته يكذب ولكن ثمة ما طرأ عليه، إنه شعر رأسه لقد أصبح فى بياض الثلج، لا لم يصبح، الحقيقة أنه قد عاد إلى لونه الطبيعى بعد أن ذهب كذب الصبغة واندحر افتراء الخداع. من يومها أصبحت أعانى من «فوبيا» الصبغة.

تمكنت منى «فوبيا» الصبغة، حتى أصبحت كأنها علم يجب تدريسه فى المعاهد والجامعات.

كيف يكذب المسئول العربى حتى على شعر رأسه ومرآة حمامه؟ كيف ينفق وقته فى تصفيف شعره وصبغه بينما شعبه يتضور جوعا ويهلك جهلا ويموت تخلفا؟هل يمكن اعتماد الصبغة بوصفها مقياسا لنجاح الحاكم العربى فى قمع شعبه؟ لماذا لا يصبغ أوباما وهو الشاب شعر رأسه بينما يهتم مخلوع تونس بصبغته وهو يلقى بيانه الأخير؟ من يتولى الآن صبغ شعر رأس القذافى؟ أتخيل مجرم ليبيا وقد أسلم شعره للصابغ، فإن أحسن الصابغ صبغته منحه المخبول مجلدين فاخرين يضمان هلاوسة القصصية وإن كانت الأخرى قطع رأس الصابغ المسكين بوصفه من الخونة فئران الثورة المتآمرين على مكانة الجماهيرية الاشتراكية العظمى!!

هل لصبغ شعر الرأس علاقة بالبلادة؟ أطرح سؤالى وعيناى تتابعان مخلوع مصر فى قفص حبسه، المخلوع طاعن فى السن، تحاصره اتهامات خطيرة جدا لو ثبتت بحقه فسيذهب إلى المشنقة، ثم هو كان قبل قليل من الزمان لا يأمر فيطاع بل يشير فتخر له الجبابرة ساجدين، كيف لرجل هذا حاله وقد ذهب عنه سلطانه وتنكر له الأقارب والأباعد أن يظل حريصا على صبغ شعره؟ ألا يشعر بفداحة جرائمه؟ ألا يخاف من عقاب ربما وقع عليه؟ ألا يفكر فى مفارقة الكذب وقد أصبع على بعد شبر من القبر؟ هل الصبغة تعطى لهؤلاء إحساسا بالخلود والشباب الدائم؟ عن أى خلود يبحث هؤلاء وقد اجرموا فى حق شعوبهم، وعن أى شباب يبحثون وقد بلغوا من الكبر عتيا؟ إنهم كذبة أدمنوا الكذب حتى كتبوا عند الله من الكذابين.

ترى هل سنقع ثانية فى فخاخ الصابغين؟ من حسن حظنا أننا فى هذه المرة نعرف أعمار المرشحين ولون شعر رؤوسهم، من العوا إلى حمدين صباحى، كلهم أصحاب شعر أبيض يلقى عليهم هالة من الوقار كان المخلوع يفتقدها، فمن بدل منهم لون شعر رأسهم فليس له عندنا سوى مليونية تكشط صبغته ثم نطلى فروة رأسه بـ «الجير الحى» حتى يصبح عبرة لمن يعتبر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق